استبقت روسيا قمة رؤساء «الدول الضامنة لاتفاق سوتشي»؛ في أنقرة اليوم، بإيفاد مبعوثها الرئاسي الخاص ألكسندر لافرينتيف إلى دمشق، فيما تبدو محاولة أخيرة قبل القمة لتذليل العقبات أمام تشكيل اللجنة الدستورية، التي تشكل حالياً الملف «الأكثر سهولة» للإعلان عن «إنجاز» فيه، مقارنة بالتعقيدات في ملف إدلب، لا سيما بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، التي عكست تمسكه ببقاء القوات التركية في تلك المنطقة، ورغبته في التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار دائم هناك.
وكشفت وزارة الخارجية الروسية في بيان رسمي، أمس، عن زيارة أجراها المبعوث الرئاسي الروسي الخاص ألكسندر لافرينتيف إلى سوريا يوم 12 سبتمبر (أيلول) الحالي، رافقه فيها سيرغي فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسي، و«ممثلون عن وزارة الدفاع» لم تعلن الخارجية عن هويتهم ولا مهامهم.
وأجرى الوفد في دمشق محادثات مع رأس النظام السوري بشار الأسد، قالت الخارجية إنها «ركزت بشكل خاص على مسائل الانتهاء العاجل من تشكيل اللجنة الدستورية، وبدء عملها، باعتبارها مرحلة مهمة للتقدم في العملية السياسية، بقيادة وتنفيذ السوريين أنفسهم، وبمساعدة من الأمم المتحدة، وفق ما نص عليه مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، وقرار مجلس الأمن (2254)».
وتأمل روسيا في تحقيق اختراق في ملف تشكيل اللجنة الدستورية، تعلن عنه خلال قمة الرؤساء؛ الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب إردوغان، والإيراني حسن روحاني، في أنقرة اليوم، والتي سيبحثون خلالها تطورات الأزمة السورية. وبرز تركيز روسيا بشكل أكبر على تقدم في ملف اللجنة الدستورية، عبر تصريحات مسؤوليها خلال الفترة الماضية، بمن فيهم المتحدث الصحافي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الذي قال: «إننا في الواقع على بعد خطوة واحدة من وضع اللمسات الأخيرة فيما يخص تشكيل اللجنة الدستورية». إلا إن آمال موسكو اصطدمت مجدداً، على ما يبدو، بعرقلة النظام السوري الجهود الدولية في هذا المجال، والتي عكسها تعاطي دمشق السلبي، وعدم ردها على طلب من المبعوث الدولي غير بيدرسون، باستقباله قبل القمة الثلاثية في تركيا، لعقد محادثات مع المسؤولين هناك حول اللجنة الدستورية. كما بحث لافرينتيف والوفد المرافق له الوضع في إدلب مع الأسد، وأشارت الخارجية في بيانها إلى أن المحادثات تناولت بالتفصيل الوضع الميداني «على الأرض» في سوريا «مع تركيز على ضرورة استقرار الوضع في إدلب، مع الاستمرار في مكافحة الإرهابيين»، فضلاً عن ذلك «جرى تبادل لوجهات النظر حول مهام إعادة البناء في مرحلة ما بعد النزاع، والمساهمة في عودة اللاجئين السوريين». كما أعلن «القصر الرئاسي» لدى النظام السوري عن تلك المحادثات، وذكرت صفحات تابعة للرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي أن «لافرينتيف وضع الرئيس الأسد بصورة جدول أعمال اجتماع رؤساء الدول الضامنة المزمع عقده يوم غد الاثنين في إطار (مسار آستانة)، والجهود الروسية المتواصلة من أجل تذليل العقبات التي تضعها بعض الدول، في المنطقة وخارجها، لتأخير التوصل إلى حل ينهي الحرب في سوريا».
لافرينتيف في دمشق لتذليل العقبات أمام تشكيل اللجنة الدستورية
لافرينتيف في دمشق لتذليل العقبات أمام تشكيل اللجنة الدستورية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة