7 ملايين تونسي ينتخبون اليوم رئيساً جديداً

بالتزامن مع انطلاق حملة الانتخابات البرلمانية... وانسحاب مرشحين رئاسيين

ملصقات مرشحي الرئاسة تغطي شوارع تونس استعداداً لانتخابات اليوم (أ.ب)
ملصقات مرشحي الرئاسة تغطي شوارع تونس استعداداً لانتخابات اليوم (أ.ب)
TT

7 ملايين تونسي ينتخبون اليوم رئيساً جديداً

ملصقات مرشحي الرئاسة تغطي شوارع تونس استعداداً لانتخابات اليوم (أ.ب)
ملصقات مرشحي الرئاسة تغطي شوارع تونس استعداداً لانتخابات اليوم (أ.ب)

يتوجه صباح اليوم، نحو 7 ملايين ناخب تونسي إلى صناديق الاقتراع الموزعة على 27 دائرة انتخابية داخل تونس، لاختيار رئيس جديد للجمهورية من بين 24 طامحاً لرئاسة تونس. وفي اللحظات الأخيرة قبل الحسم بين المترشحين، أعلن كل من سليم الرياحي رئيس حزب «الوطن الجديد»، ومحسن مرزوق رئيس حزب حركة «مشروع تونس» انسحابهما من السباق الرئاسي لصالح المترشح المستقل عبد الكريم الزبيدي، ما أثار تساؤلات حول التوافقات بين هذه الأطراف السياسية.
وأعلن متحدث باسم وزارة الداخلية التونسية أمس، أن 70 ألف عنصر أمني سيشاركون في تأمين عملية الاقتراع للانتخابات الرئاسية اليوم، بالإضافة إلى 32 ألف عسكري أعلنت عنهم وزارة الدفاع. وقال المتحدث خالد حيوني لوكالة الأنباء الألمانية، إن من بين 70 ألف عنصر أمني، ستتم تعبئة 50 ألفاً من أجل تأمين مراكز الاقتراع والمشاركة في نقل المواد الانتخابية، وحماية ومراقبة كل المرشحين خلال أنشطتهم وزياراتهم. وأضاف أن 20 ألفاً سيؤمنون السير العادي لباقي المهام الأمنية بموازاة الموعد الانتخابي، بما في ذلك تأمين المنشآت العمومية والساحات العامة والتجارية وقطاع النقل والمستشفيات ومكافحة الإرهاب والجريمة.
كما سيتولى الأمن نقل صناديق الاقتراع إلى 27 مركز تجميع وفرز في أنحاء البلاد.
وتبدو حظوظ معظم المترشحين متقاربة، ما يجعل عنصر المفاجأة وارداً، رغم أن حظوظ بعض المترشحين تبدو أوفر من غيرهم؛ مثل يوسف الشاهد المترشح عن حركة «تحيا تونس»، وعبد الفتاح مورو مرشح حركة «النهضة»، وعبد الكريم الزبيدي المرشح المستقل المدعوم من 4 أحزاب سياسية (وهي: حزب النداء، وحزب آفاق تونس، وحزب الوطن الجديد، وحزب مشروع تونس)، ومهدي جمعة مرشح حزب «البديل»، ولطفي المرايحي مرشح حزب «الاتحاد الشعبي الجمهوري».
كما أن بعض المراقبين يشيرون إلى إمكانية تسجيل اختراقات انتخابية مهمة يقودها نبيل القروي، القابع في سجن المرناقية، وهو مرشح باسم حزب «قلب تونس». ومن غير المستبعد أيضاً الانتقال إلى جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية في حال عدم فوز أي مرشح بنسبة تفوق 50 في المائة من أصوات الناخبين خلال الجولة الأولى. وتضم قائمة الأسماء المرشحة للفوز بكرسي الرئاسة قيادات سياسية تمثل 17 حزباً سياسياً، و7 أسماء مرشحة بصفة مستقلة معظمها من سلك المحاماة والأطباء وعدد من الكفاءات الأخرى.
ولضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية، فقد أعلنت مجموعة من المنظمات الحقوقية التونسية والدولية عن توجيه آلاف المراقبين للوقوف على مدى نزاهة هذه الإجراءات الانتخابية. وستخصص منظمة «أنا يقظ» الحقوقية المستقلة، نحو 1500 مراقب لمتابعة يوم الاقتراع ومراقبة العمليات المختلفة. وفي هذا الشأن، أفاد أشرف العوادي، رئيس المنظمة الحقوقية المستقلة في مؤتمر صحافي بأن عملية المراقبة تشمل الحملات الانتخابية وتمويلها ومتابعة ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي لفائدة المترشحين، علاوة على احترام يوم الصمت الانتخابي، والتأثير على الناخبين.
ومن ناحيته، أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) عن نشر ما لا يقل عن 5425 مراقباً لمتابعة الانتخابات في كل مراحلها، وذلك في خطوة قال نور الدين الطبوبي رئيس الاتحاد، إنها تهدف إلى تطبيق الشفافية والنزاهة على الانتخابات، فيما اعتبرها سياسيون انحرافاً من قبل نقابة العمال عن مهامها النقابية لصالح العمل السياسي. وعلى المستوى الدولي، أرسل معهد «كارتر» الدولي لمراقبة الانتخابات نحو 70 مراقباً لمتابعة الانتخابات التونسية، كما أعلن الاتحاد الأوروبي عن توجيه نحو 150 مراقباً للانتخابات التونسية.
وقد انتقدت هذه البعثة مواصلة اعتقال نبيل القروي المرشح للانتخابات الرئاسية، مؤكدة أن ذلك يؤثر على سلامة الانتخابات، وقالت إن المرشحين يعانون من عدم تكافؤ الفرص، في إشارة إلى منع القروي من حضور المناظرات التلفزيونية التي أجريت أيام 7 و8 و9 من الشهر الحالي، علاوة على عدم مشاركته في إدارة الحملة الانتخابية الرئاسية. وبشأن انسحاب اثنين من المرشحين من السباق الرئاسي، قال عادل البرينصي عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، إن انسحاب أي مترشح من السباق الانتخابي الرئاسي خلال اليومين الأخيرين من موعد الاقتراع، لا أثر قانونياً له على القائمة النهائية للمرشحين.
وأكد البرينصي أن إعلان الرياحي ومرزوق الانسحاب لن يغيّر قائمة المترشحين التي سيصوت عليها الناخبون، لأنها أعدت مسبقاً، لذلك ستحتسب نتائج الانتخابات الرئاسية تبعاً لنتائج الاقتراع. وحول مواعيد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، في حال عدم فوز أي مرشح بأغلبية الأصوات في الجولة الأولى، قال نبيل بفون رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، إن الجولة الثانية ستُقام يوم 13 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، أما الإعلان الرسمي عن الفائز بمنصب رئيس الجمهورية، فمن المنتظر أن يكون يوم 6 نوفمبر (تشرين الثاني).
وبالتوازي مع هذا الحدث السياسي البارز، انطلقت أمس حملة الانتخابات البرلمانية التي ستجري في 6 الشهر المقبل وتتواصل لمدة 21 يوماً متتالياً، وتتزامن مع يوم الصمت الانتخابي بالنسبة للانتخابات الرئاسية، وهو ما جعل هيئة الانتخابات تبذل جهوداً مضنية لمراقبة العملية الانتخابية وضمان عدم استغلال المترشحين للانتخابات البرلمانية للدعاية لصالح مرشحي الرئاسة. ويتنافس في السباق البرلماني 15737 مترشحاً للفوز بـ217 مقعداً في البرلمان، وقد توزعوا على 1507 قوائم انتخابية موزعة على جميع الدوائر الانتخابية المقدر عددها بـ33 دائرة (27 منها في تونس و6 في دول المهجر). كما تتوزع القوائم بين 163 قائمة انتخابية ائتلافية و687 قائمة تمثل الأحزاب السياسية و722 قائمة انتخابية مستقلة.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.