«أحزاب بوتفليقة» تدعم خطة الجيش تنظيم رئاسية قبل نهاية العام

15 ناشطاً بالحراك الشعبي في الجزائر أمام النيابة اليوم

TT

«أحزاب بوتفليقة» تدعم خطة الجيش تنظيم رئاسية قبل نهاية العام

أعلنت 7 أحزاب صغيرة تأييدها خطة الجيش الجزائري تنظيم رئاسية نهاية العام، فيما يرتقب أن تستدعي الرئاسة الانتقالية الهيئة الانتخابية، اليوم، تنفيذاً لإرادة قائد الجيش قايد صالح. في غضون ذلك، تعرض اليوم الشرطة بالعاصمة الجزائرية، 15 متظاهراً على النيابة بعد اعتقالهم، أول من أمس (الجمعة)، خلال الحراك الشعبي الرافض إجراء انتخابات رئاسية، وقال حقوقيون لـ«الشرق الأوسط» إن غالبية المعتقلين ينتمون لأحزاب المعارضة، المشاركة في الحراك منذ بدايته قبل أكثر من 6 أشهر، وأهمها «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» و«الحركة الديمقراطية والاجتماعية»، و«حزب العمال» الذي ستحاكم زعيمته لويزة حنون، يوم 23 من الشهر الجاري بتهمتي «التآمر على الجيش» و«التآمر على سلطة الدولة».
وأكد قادة 7 أحزاب صغيرة موالية للسلطة، في اجتماع أمس بالعاصمة، تجنُّدهم وراء الجيش بشأن تنظيم الرئاسية المرتقبة في 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وترأس الاجتماع بلقاسم ساحلي رئيس «التحالف الوطني الجمهوري»، وهو وزير سابق. ونفس هذه الأحزاب، التي لا تملك تمثيلاً في البرلمان ولا بالمجالس البلدية والولائية، ناشدت الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الترشح لولاية خامسة التي ثار ضدها الجزائريون، وهي أول الأحزاب التي ساندت الجيش عندما مارس ضغطاً على بوتفليقة للتنحي عن الحكم.
في الجهة المقابلة ترفض المعارضة بشدة، الانتخابات بحجة أنها «ستفرز رئيساً على مقاس السلطة». وتم في اليومين الماضيين المصادقة برلمانياً، على تعديل قانون الانتخابات وقانون استحداث «سلطة وطنية لتنظيم الانتخابات»، وعهد الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح، قيادتها إلى كريم يونس رئيس «هيئة الوساطة والحوار»، الذي قدَّم له الأسبوع الماضي عرضاً عن استشارة حول الانتخابات أجراها مع تنظيمات وأحزاب تسير في فلك النظام، وقاطعتها أحزاب المعارضة. وبدأ يونس اتصالاته لاختيار أعضاء «سلطة الانتخابات»، التي ستتولى تسلم ملفات المترشحين بدل «المجلس الدستوري»، وهي مَن تراقب التصويت وتعلن نتائجه بدل وزارة الداخلية، حسب القانون الذي يستحدثها. ويرى أنصار عقد الانتخابات أن تلك ضمانات أكيدة تمنع تزوير الاستحقاق.
وفي شأن الاعتقالات، أكد المحامي والناشط في الحراك عبد الغني بادي، أن الاعتقالات «كانت مركَّزة على أشخاص ينتمون إلى حركات سياسية». ولا يعرف المحامون، الذين يدافعون عن المعتقلين الـ15، التهم التي تلاحقهم، حسبما ذكر بعضهم. وعلى الأرجح سيتم اتهامهم بـ«الإخلال بالنظام العام»، وهي تهمة توجَّه عادةً إلى من ينظّم مظاهرة من دون رخصة من السلطات. وأعلن نشطاء عن تنظيم اعتصام أمام محكمة «سيدي امحمد»، اليوم، حيث ستستجوب النيابة المعتقلين للتنديد بملاحقتهم. وستكون مناسبة للاحتجاج على سجن أيقونة الحراك كريم طابو، المتهم بـ«التأثير على معنويات الجيش»، وسجن رجل الثورة لخضر بورقعة (86 سنة) بنفس التهمة.
ولا يزال العشرات من المتظاهرين في السجون، في قضية «حمل الراية الأمازيغية»، وعدَّت السلطات القضائية هذا التصرف من جانب المتظاهرين «مساساً بالوحدة الوطنية»، بينما لا يجرِّم قانون العقوبات حمل راية أخرى غير العلم الوطني. وجاء اعتقالهم بعدما أمر قائد الجيش قوات الأمن، في خطاب ناري ضد المتظاهرين، الذين درج على وصفهم بـ«الشرذمة» و«الأبواق الناعقة»، وبأنهم «يعملون لمصلحة أطراف أجنبية معادية للجزائر». وتظل الأوساط السياسية والإعلامية مشدودة إلى يوم 23 من الشهر الجاري، الذي سيشهد محاكمة رموز نظام بوتفيلقة، وهم شقيقه السعيد ومديرا المخابرات سابقاً الفريق محمد مدين واللواء بشير طرطاق، ومعهم لويزة حنون.
وفي اليوم نفسه ستتم محاكمة وزير الدفاع سابقاً اللواء خالد نزرا ونجله الأكبر رجل أعمال، وهم لاجئون بالخارج ومحل مذكرة اعتقال دولية. ويتوقع مراقبون منع وسائل الإعلام من تغطية المحاكمة التي ستجري بالمحكمة العسكرية بالبليدة (جنوبي العاصمة).



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».