تحالف القوى السنية يرشح العيساوي لـ«الدفاع».. ويمهد الطريق للقبول بالعامري لـ«الداخلية»

قيادي شيعي: على وزير المالية السابق مواجهة القضاء أولا

رافع العيساوي  و  هادي العامري
رافع العيساوي و هادي العامري
TT

تحالف القوى السنية يرشح العيساوي لـ«الدفاع».. ويمهد الطريق للقبول بالعامري لـ«الداخلية»

رافع العيساوي  و  هادي العامري
رافع العيساوي و هادي العامري

أعلن تحالف القوى العراقية (الكتلة السنية الكبرى في البرلمان العراقي) رسميا ترشيح وزير المالية السابق رافع العيساوي وأحد أبرز قادة الحراك الشعبي في مظاهرات محافظة الأنبار طوال عام 2013 لتولي منصب وزير الدفاع. وفيما تبدو هذه الخطوة إبعادا للمرشح جابر الجابري الذي لم يتمكن من نيل ثقة البرلمان أسوة بالمرشح الشيعي للداخلية رياض غريب، فإن رعد الدهلكي، عضو البرلمان عن كتلة «ديالى هويتنا» التي يتزعمها رئيس البرلمان سليم الجبوري والمنضوية في تحالف القوى العراقية، أكد أن «العيساوي ليس المرشح البديل، إنما هو ضمن مجموعة جديدة من المرشحين تقدمنا بهم لرئيس الوزراء حيدر العبادي لكي يختار واحدا منهم».
وكان نائب رئيس الجمهورية والقيادي في تحالف القوى العراقية أسامة النجيفي أعلن أمس أن العيساوي «بات قريبا» من تولي وزارة الدفاع.
وأضاف في بيان أن «اللقاءات بين مكونات تحالف القوى العراقية متواصلة من أجل حسم المرشح لمنصب وزير الدفاع»، مؤكدا حرص الجميع على أن «يحظى المرشح بمقبولية جماهيرية وخبرة سياسية تؤهله لهذا المنصب المهم والحساس». وأضاف النجيفي: «لدينا مرشحان فقط يتنافسان على نيل ثقة المكونات السياسية، وهما كل من وزير المالية المستقيل الدكتور رافع العيساوي، والدكتور حاجم الحسني»، مشيرا إلى أن «الكفة بدأت تترجح لصالح العيساوي وبات قريبا من الوزارة لما يمثله من مكانة لدى أبناء المحافظات المنتفضة، ولأنه كان هدفا واضحا للحكومة السابقة ورئيسها نوري المالكي بسبب مواقفه المبدئية». وتابع النجيفي: «نعتقد أن العيساوي قادر على النهوض بالأعباء والمسؤوليات التي تفرضها وزارة الدفاع، لا سيما أن الجيش الحكومي ما زال يستهدف محافظاتنا بشكل يومي ويخلف وراءه عشرات الضحايا بين شهيد وجريح»، لافتا إلى أن «الحاجة ضرورية لمن يكون حريصا على أرواح العراقيين ودمائهم».
لكن الدهلكي، النائب عن التحالف نفسه، قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «تحالفنا طرح مجموعة جديدة من الأسماء، من بينها الدكتور رافع العيساوي، وبالتالي فإنه ليس مرشحنا الوحيد»، مضيفا أن «المرشحين السابقين لحقيبة الدفاع وهما جابر الجابري وخالد العبيدي لا يزالان من الأسماء المطروحة لتولي هذا المنصب بالإضافة إلى العيساوي وحاجم الحسني».
وردا على سؤال عما إذا كانت هناك خلافات داخل تحالف القوى العراقية بشأن المرشح لحقيبة الدفاع، قال الدهلكي: «لا توجد خلافات فنحن في تحالف القوى العراقية متوافقون على كل الأسماء المطروحة التي أشرت إليها، ولكن ربما هناك من يرى أن هذا المرشح أفضل من ذاك أو أكثر مقبولية من سواه». وبشأن رفض أطراف كثيرة من قبل التحالف الوطني الشيعي للعيساوي لوجود ملفات ضده، حسبما يقال، أجاب الدهلكي: «يجب أن أؤكد أننا الآن في مرحلة جديدة يفترض أننا غادرنا فيها الملفات والأحكام الكيدية المسبقة التي كانت سببا رئيسا فيما وصلنا إليه ووصلت إليه الأمور، وفي حال وجدت ملفات ضد العيساوي فإنه أكد مرات كثيرة أنه مستعد أن يواجه القضاء لقناعته ببراءته». وحول ما إذا كان طرح العيساوي مرشحا لـ«الدفاع» يعني تمهيد الطريق لزعيم منظمة بدر، هادي العامري، لتولي وزارة الداخلية ورفع تحفظات الكتلة السنية عنه، قال الدهلكي إن «كل شيء ممكن؛ فنحن الآن في إطار التوافقات السياسية ولا أعتقد أن هناك مواقف مسبقة ضد هذه الشخصية أو تلك، شريطة أن تحظى بتوافق وطني عام».
وبينما أكدت منظمة بدر أن العامري بات هو الأوفر حظا لتولي منصب وزير الداخلية لأن هذا المنصب هو استحقاق انتخابي للمنظمة داخل ائتلاف دولة القانون، فإن هشام السهيل، عضو البرلمان عن ائتلاف دولة القانون، أعلن أمس رفض التحالف الوطني ترشيح العيساوي لوزارة الدفاع. وقال السهيل إن «هناك ملفات قضائية ضد العيساوي وعليه مواجهة القضاء أولا»، مرجحا أن «تكون عملية ترشيح العيساوي مجرد مناورة سياسية لتمرير مرشح آخر من بين مرشحي تحالف القوى العراقية».
وكان البرلمان العراقي رفع الأسبوع الماضي جلساته إلى ما بعد عيد الأضحى.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.