«طالبان» ترسل فريقاً إلى روسيا بعد انهيار المحادثات مع واشنطن

قياديان في حركة «طالبان» خلال اجتماع سابق في موسكو (أ.ب)
قياديان في حركة «طالبان» خلال اجتماع سابق في موسكو (أ.ب)
TT

«طالبان» ترسل فريقاً إلى روسيا بعد انهيار المحادثات مع واشنطن

قياديان في حركة «طالبان» خلال اجتماع سابق في موسكو (أ.ب)
قياديان في حركة «طالبان» خلال اجتماع سابق في موسكو (أ.ب)

أعلن مسؤولون في حركة «طالبان» الأفغانية أن الحركة أرسلت وفداً إلى روسيا لبحث إمكانات انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بعد انهيار المحادثات مع الولايات المتحدة هذا الشهر.
وقال مسؤول كبير في «طالبان» في تصريحات نقلتها وكالة «رويترز» للأنباء إن «الغرض من مثل هذه الزيارات هو اطلاع زعماء الدول على محادثات السلام وقرار الرئيس ترمب إلغاء عملية السلام في توقيت حل فيه الجانبان كل المسائل العالقة وكانا على وشك توقيع اتفاق للسلام».
وقال مسؤول «طالبان»، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن الهدف من الزيارات ليس محاولة إحياء المفاوضات مع الولايات المتحدة بل تقييم الدعم الإقليمي لمسألة إرغامها على الرحيل من أفغانستان.
ويأتي ذلك بعد أيام من إلغاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب اجتماعاً كان من المزمع عقده مع قادة في «طالبان» بمنتجع الرئاسة في كامب ديفيد.
وتتطلع «طالبان» لتعزيز الدعم الإقليمي لها عبر زيارات خارجية من المقرر أن تشمل أيضاً الصين وإيران ودولاً في وسط آسيا.
وعبرت روسيا الأسبوع الماضي عن أملها في عودة عملية السلام إلى مسارها وحثت الجانبين على استئناف المحادثات. واستضافت روسيا اجتماعات بين ممثلين لحركة «طالبان» والمجتمع المدني والسياسي الأفغاني.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية يوم (الخميس) الماضي: «مقتنعون بأن انتهاء الوجود العسكري الأجنبي التام شرط أساسي لسلام قابل للاستمرار في أفغانستان».
وأجرى مسؤولون أميركيون محادثات مع مسؤولي «طالبان» امتدت شهوراً في العاصمة القطرية الدوحة حيث اتفقوا على مسودة اتفاق كانت ستؤدي لانسحاب نحو 5 آلاف جندي أميركي من أفغانستان في مقابل الحصول على ضمانات أمنية من «طالبان».
لكن الاتفاق، الذي كان مجرد خطوة باتجاه اتفاق للسلام، لاقى انتقاداً شديداً من الحكومة الأفغانية التي لم يُسمح لها بالمشاركة في المحادثات.
ولم تتضمن المسودة اتفاقاً لوقف إطلاق النار. ومع استمرار العنف وبعد هجوم انتحاري في كابول أودى بحياة 12 شخصاً على الأقل منهم جندي أميركي، أعلن ترمب عبر «تويتر» إلغاء اجتماع كامب ديفيد.
وقال ترمب بعدها إن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود وإن القوات الأميركية ستصعد عملياتها ضد «طالبان» التي تسيطر حالياً على أكبر مساحة من الأراضي منذ الإطاحة بها من الحكم في حملة قادتها الولايات المتحدة عام 2001.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.