غوتيريش يطلق خطة عالمية لحماية المواقع الدينية وأماكن العبادة

السعودية تطالب بالتصدي للأعمال التي تغذي الإرهاب وتنشر الكراهية

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (ا. ب)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (ا. ب)
TT

غوتيريش يطلق خطة عالمية لحماية المواقع الدينية وأماكن العبادة

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (ا. ب)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (ا. ب)

قدّم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خطة عمل لحماية المواقع الدينية إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، واصفاً إياها بأنها «جهد جديد رئيسي لمحاربة الكراهية والعنف في العالم». وحضّ حكومات العالم على حماية كل المواقع الدينية، عقب سلسلة الهجمات الدامية التي استهدفت المصلين.
وكان غوتيريش يعرض أمام الصحافيين الخطة التي طوّرها، بناء على طلب الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، ميغيل أنخل موراتينوس، عقب المذبحة التي وقعت في مسجدين بكرايستتشيرش في نيوزيلندا، والهجوم على كنيس شجرة الحياة في مدينة بيتسبرغ في الولايات المتحدة، و3 كنائس كاثوليكية في سريلانكا، خلال الاحتفال بعيد الفصح، فقال للصحافيين في نيويورك إن «عالمنا يواجه موجة من معاداة السامية، والكراهية المعادية للمسلمين، والهجمات على المسيحيين والتعصب تجاه الجماعات الدينية الأخرى»، مشيراً إلى أنه «في الأشهر الأخيرة وحدها، قُتل اليهود في المعابد، وقتل المسلمون بالرصاص في المساجد، وقتل المسيحيون أثناء الصلاة». وأضاف أن «المواقع الدينية هي رموز قوية لوعينا الجماعي»، مشيراً إلى أنه «عندما يتعرض الناس للهجوم بسبب دينهم أو معتقدهم، فإن المجتمع كله يتضاءل». وأكد أن «أماكن العبادة حول العالم يجب أن تكون ملاذات آمنة للتأمل والسلام، وليس مواقع سفك دماء وإرهاب. يجب أن يكون الناس في جميع أنحاء العالم قادرين على ممارسة إيمانهم بالسلام».
وفي سياق تصميم الخطة، التقى فريق موراتينوس بكثير من أصحاب المصلحة، بما في ذلك الحكومات والمنظمات الدينية والشباب والمجتمعات المحلية ووسائل الإعلام وشركات القطاع الخاص. وتوصلوا سوية إلى خطة، تشمل توصيات محددة لمساعدة الدول الأعضاء في جهودها لضمان أمن المواقع الدينية، بالإضافة إلى توصيات للأمم المتحدة والزعماء الدينيين والمجتمع المدني ومقدمي خدمات الإنترنت. وتوصي الخطة بالتالي بأن تقوم الأمم المتحدة بتطوير حملة اتصال عالمية لتعزيز الاحترام والتفاهم المتبادل وتطوير خرائط للمواقع الدينية في جميع أنحاء العالم، ووضع أداة تفاعلية عبر الإنترنت لشرح عالمية المواقع الدينية والمساعدة على تعزيز احترام وفهم أهميتها العميقة للأفراد والمجتمعات في كل قارة. وبعد العملية التشاورية الشاملة، أثنى موراتينوس على المجتمعين في الأمم المتحدة لدعمهم الشامل وشكرهم على مساهماتهم.
وأوضح موراتينوس أن الخطة وُضعت مع الأخذ بالاعتبار أهمية اتباع نهج شامل تؤدي من خلاله الجهات الفاعلة ذات الصلة دوراً في معالجة الوضع، معدّداً النقاط التي شددت الدول الأعضاء على إدراجها، مثل أن تكون الخطة ذات طابع عالمي، وأن تحارب خطاب الكراهية، وبخاصة على الإنترنت، وأن يكون للنساء والشباب دور فيها، وأن تشارك فيها كل الجهات الفاعلة الرئيسية بفاعلية، وأن يجري تأطير الخطة في سياق قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن، ذات الصلة. وتهدف الخطة أيضاً إلى أن تكون «وثيقة موجهة نحو تحقيق نتائج لتوفير استعداد أفضل، والاستجابة للهجمات المحتملة ضد المواقع الدينية»، كما ذكر موراتينوس أن نجاحها «سيعتمد على تنفيذها والتزام الجميع المستمر بالعمل بنشاط لحماية المواقع الدينية». وأكد أنه لن يدخر جهداً للمساعدة في تنفيذ التوصيات الواردة في الخطة، ومواصلة العمل عن كثب جميعاً من أجل العبادة الآمنة والسلمية.
وشاركت المملكة العربية السعودية، عبر نائب المندوب الدائم لدى المنظمة الدولية، الوزير المفوض في وزارة الخارجية خالد المنزلاوي، في هذه الفعالية، فقال إن بلاده تؤكد على حرمة كل المواقع الدنية وأماكن العبادة، مشدداً أيضاً على أن مبادرة الأمين العام «تأتي في وقت حساس، يشهد في العالم اعتداءات متزايدة على أماكن العبادة واستباحة حرمة الأماكن المقدسة». ووصف هذه الاعتداءات بأنها أعمال إرهابية تتطلب وقفة جادة للتصدي لهذه الممارسات والأعمال التي تغذي الإرهاب، وتنشر أفكار الكراهية والتطرف وممارسات الظلم والصدام الحضاري.


مقالات ذات صلة

خبراء: القصف الإسرائيلي ضد مواقع عسكرية سورية يتعارض مع القانون الدولي

المشرق العربي قوات إسرائيلية تتحرك داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان (إ.ب.أ)

خبراء: القصف الإسرائيلي ضد مواقع عسكرية سورية يتعارض مع القانون الدولي

أكّد خبراء أمميون، أمس (الأربعاء)، أنّ الغارات الجوية التي شنّتها إسرائيل ضدّ مواقع عسكرية سورية أخيراً تتعارض مع القانون الدولي.

«الشرق الأوسط» (جنيف- دمشق)
العالم من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة يوم الأربعاء لصالح المطالبة بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار بين إسرائيل ومقاتلي حركة المقاومة الإسلامية.

«الشرق الأوسط» (الأمم المتحدة)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان في لقاء سابق مع بيدرسون بمقر وفد السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك (واس)

فيصل بن فرحان يناقش المستجدات السورية مع بيدرسون

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع غير بيدرسون المبعوث الأممي إلى سوريا، مستجدات الأوضاع السورية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي غزيون يسيرون بين أنقاض المباني المنهارة والمتضررة على طول شارع في مدينة غزة (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تطلب أكثر من 4 مليارات دولار لمساعدة غزة والضفة في 2025

طلبت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء، أكثر من أربعة مليارات دولار لتقديم مساعدات إنسانية لثلاثة ملايين شخص في الأراضي الفلسطينية المحتلة العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يحضر مؤتمراً صحافياً في بريتوريا، جنوب أفريقيا، 11 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

غوتيريش: نرى بارقة أمل من نهاية الديكتاتورية في سوريا

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم (الأربعاء)، خلال زيارة إلى جنوب أفريقيا، أن هناك بارقة أمل من نهاية الديكتاتورية في سوريا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.