نسخة جديدة من المؤتمرات الشبابية المصرية تتناول «حروب الجيل الرابع»

السيسي يفتتحه غداً ويجيب عن تساؤلات تشغل الرأي العام

TT

نسخة جديدة من المؤتمرات الشبابية المصرية تتناول «حروب الجيل الرابع»

يفتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، غداً (السبت)، المؤتمر الوطني للشباب في نسخته الثامنة، بمركز «المنارة» للمؤتمرات (شرق القاهرة). وتتضمن أجندة المؤتمر، الذي يُعقد للمرة الأولى، لمدة يوم واحد فقط، 3 جلسات تتناول مواجهة «حروب الجيل الرابع»، وتقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليّاً وإقليميّاً، كما يجيب عن تساؤلات تشغل الرأي العام، عبر جلسة «اسأل الرئيس».
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، إن «مؤتمرات الشباب الوطنية باتت تمثّل منصة تفاعلية رفيعة المستوى للتواصل المباشر بين قيادة الدولة وجميع أطياف الشعب المصري، لا سيما فئة الشباب التي تمثّل أكثر من نصف سكان مصر».
وأوضح في تصريحات له أن تلك المؤتمرات بلورت قواعد جديدة لآلية الحوار مع الشباب فيما يخص جميع القضايا؛ سواء الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية أو التنموية أو غيرها، وتحولت كثير من أفكار ومبادرات الشباب من خلال تلك المؤتمرات إلى توصيات تُرجمت بالفعل لأنشطة وممارسات واقعية.
وأضاف أن مؤتمرات الشباب تخطّى صداها المستوى المحلي للتطور إلى تنظيم نسخة عالمية تستضيفها مصر سنويّاً تحت اسم «منتدى شباب العالم»، الذي حظي بإشادة مجلس حقوق الإنسان الدولي من خلال قراره الصادر في جنيف، يوليو (تموز) الماضي، بعنوان «الشباب وحقوق الإنسان»، الذي تضمن الإشادة بالجهود المصرية في تنظيم ذلك المحفل الدولي، وإسهاماتها القيمة في هذا المجال.
وينعقد المؤتمر بحضور 1600 مشارك، غالبيتهم من شباب البرنامج الرئاسي وشباب الجامعات مع شباب السياسيين وشباب المهندسين العاملين في المشروعات القومية وشباب الأطباء، وأيضاً شباب رجال الأعمال.
ويناقش المؤتمر تجربة مكافحة الإرهاب محليّاً وإقليميّاً، من خلال استعراض تطور الإرهاب في المنطقة، وعودة مقاتلي «داعش»، وكذلك «تأثير نشر الأكاذيب على الدولة في ضوء حروب الجيل الرابع، ودور (السوشيال ميديا) في تزييف الوعي بطرق حديثة»، ويُختتم بجلسة «اسأل الرئيس»، التي يقوم فيها الرئيس السيسي بالرد على الأسئلة التي تم توجيهها إليه عبر الموقع الإلكتروني: «اسأل الرئيس. نت».
يُشار إلى أن المؤتمر الوطني للشباب انطلق في مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء، في أكتوبر (تشرين الأول) 2016، ليمر بسلسلة من المؤتمرات في مختلف أقاليم مصر، كان آخرها في العاصمة الإدارية الجديدة، نهاية يوليو الماضي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».