بعد مرور ثمانية أيام على وصول وفد المجلس الانتقالي الجنوبي (للمرة الثانية) إلى مدينة جدة، بناء على دعوة سعودية للانخراط في حوار مع الحكومة الشرعية؛ ما زال التفاؤل رغم الغموض يكتنف هذه الحوارات التي تدار بسرية تامة.
ففي الوقت الذي تفضل فيه الحكومة الشرعية التحفظ عن التعليق على (حوار جدة)، يرسل المجلس الانتقالي الجنوبي تطمينات إلى جمهوره تتسم بقدر من التفاؤل الحذر تحت ما يسميه بـ«معركة النفس الطويل».
وأكد مسؤول رفيع في الحكومة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» في رده على سؤال عن آخر نتائج حوار جدة بقوله إن «الأمور هناك تمضي بسرية»، معتذراً عن التعليق أو إعطاء تفاصيل قائلاً «لست مخولاً بأي حديث».
وكانت السعودية شددت على رفضها «الفتنة» التي نشبت بين الأطراف اليمنية في عدن، بعد سيطرة المجلس الانتقالي على مؤسسات الدولة في 7 أغسطس (آب) الماضي، محذرة من «أي تصعيد عسكري أو فتح معارك جانبية لا يستفيد منه سوى الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة إيرانياً» وتنظيمي (داعش) و(القاعدة).
ودعت في بيان الأطراف التي نشب بينها النزاع والحكومة الشرعية إلى «أن تنخرط في حوار جدة بشكل فوري ومن دون تأخير». وأكدت «ضرورة الالتزام التام والفوري وغير المشروط بفض الاشتباك ووقف إطلاق النار».
من جانبه، أوضح سالم العولقي عضو المجلس الانتقالي الجنوبي أن «الحوار مستمر برعاية الإخوة في التحالف العربي». وقال على حسابه في «تويتر»: «رداً على الكثير من الاستفسارات التي تصل حول حوار جدة. نعم، الحوار مستمر برعاية الإخوة في التحالف العربي».
كما تحدث الدكتور ناصر الخبجي عضو فريق المجلس الانتقالي للحوار بجدة، عن أن «الحوار وسيلة لبلوغ الأهداف الكبيرة». وقال على حسابه بتويتر «يد تحمي ويد تبني (...) سياسة النفس الطويل مطلوبة، والاستعداد لمواجهة كل الاحتمال واجب، ولن يسقط حق وراءه شعب كشعب الجنوب».
وكان نزار هيثم المتحدث باسم المجلس الانتقالي أكد لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق أن وفد المجلس الانتقالي «سيناقش مع الجانب الحكومي أموراً عدة بينها إنهاء التوترات والفوضى واستفزازات حزب الإصلاح في المحافظات الجنوبية، ومطالبة الشرعية بإخراج المعسكرات غير الجنوبية، ومعرفة جدية الشرعية والأحزاب الموالية لها في محاربة الحوثيين». على حد تعبيره.
المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي، أكد مسبقا أن «الشرعية» لم تعقد أي مشاورات مباشرة أو غير مباشرة مع المجلس الانتقالي، وأكد أهمية انسحاب قوات المجلس الانتقالي إلى ما قبل 7 أغسطس (آب) الماضي.
مصدر مقرب من الرئاسة اليمنية أكد أنهم لا يملكون تفاصيل ما يدور في أروقة حوار جدة بين الطرفين، وتابع المصدر في حديث لـ«الشرق الأوسط» بقوله «ليس لدينا إلا المعلومات العامة التي لديكم».
بدوره، حاول عدنان الكاف عضو فريق الانتقالي بجدة طمأنة الجنوبيين بعدم تخييب آمالهم وتطلعاتهم، قائلاً «شعبنا الجنوبي يرنو ببصره إلى جدة وحواراتها التي تتم برعاية كريمة من المملكة العربية السعودية، نحن نطمئن شعبنا العظيم بأن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس عيدروس الزبيدي لن تخيب آمالهم وتطلعاتهم طال الوقت أو قصر».
وقاد «الانتقالي» الشهر الماضي، تحركات عسكرية ضد الحكومة الشرعية في عدن انتهت بالسيطرة على معسكراتها، ومقراتها، قبل أن يتقدم إلى أبين، ويُسقط زنجبار وجعار، ويبدأ في أعمال السيطرة على محافظة شبوة المجاورة.
وتمكنت القوات الحكومية من إجبار «الانتقالي» على الانسحاب من محافظة شبوة، وتقدمت إلى أبين ومشارف مدينة عدن قبل أن تنجح قوات «الانتقالي» في كسر التقدم الحكومي، وتستعيد السيطرة على زنجبار وجعار في أبين.
حوار جدة اليمني... صمت وتفاؤل في مسار نفس طويل
حوار جدة اليمني... صمت وتفاؤل في مسار نفس طويل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة