الحكومة المغربية تقرر تعويض ضحايا الفيضانات

الخلفي: التعديل الوزاري لا يطرح على اجتماعاتها

TT

الحكومة المغربية تقرر تعويض ضحايا الفيضانات

صادقت الحكومة المغربية أمس على مشروع مرسوم يقضي بإحداث رسم شبه ضريبي، يسمى «رسم التضامن ضد الوقائع الكارثية» لفائدة صندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية، وذلك من أجل تعويض المتضررين من الفيضانات، التي عرفتها عدة مناطق، وأودت بحياة العشرات من السكان. وأعلن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، رفع درجة التعبئة واليقظة لمواجهة آثار الفيضانات من قبل السلطات الإقليمية والجماعات الترابية (البلديات)، والأمن الوطني والدرك الملكي، وقوات الجيش الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية، فضلا عن القطاعات الأخرى المعنية، وعلى رأسها التجهيز والصحة، وأي قطاع آخر معني بحسب المناطق والوقائع، مذكرا بزيارة كل من وزير الداخلية ووزير النقل والتجهيز إلى منطقة الراشيدية، التي ضربتها أخيرا الفيضانات، تنفيذا للتعليمات الملكية. كما أشار إلى أن تلك الزيارة ستتلوها زيارات أخرى للتباحث مع جميع المتدخلين بكيفية مشتركة حول سبل معالجة عواقب ما وقع، ومحاولة تفادي تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة، وتابع موضحا: «شخصيا أنا في اتصال مستمر؛ خصوصاً مع وزيري الداخلية والتجهيز بشأن هذه الحوادث وكيفية التعامل معها».
وأعلن العثماني أنه سيجري في الأيام المقبلة عقد أول مجلس إداري لصندوق التضامن ضد الوقائع الكارثية، الذي أحدث في إطار النظام المتكامل لتغطية عواقب الوقائع الكارثية. مبرزا أن عددا من القطاعات الحكومية يقوم بدراسات للبنيات الواقعة ضمن اختصاصاتها، والموجودة مثلا بقرب مجاري الأودية الجافة منذ سنوات، وأحيانا منذ عقود من الزمن، لكنها لا تخلو من مخاطر، وذلك في أفق وضع مخطط لنقل هذه البنيات إلى أماكن أخرى مثل المدارس، التي شيدت منذ ثلاثين أو أربعين سنة في أماكن قد تكون عرضة لمثل هذه الوقائع.
«إنه وضع قديم»، يضيف العثماني، لكن «من واجبنا معالجته، ووضع مخطط للوقاية منه، وتفادي المزيد من الحوادث في المستقبل».
من جهة أخرى، دعا العثماني إلى ضرورة التعامل الجدي والمسؤول من لدن الجميع مع النشرات الإنذارية لمديرية الأرصاد الجوية، ارتباطا بما يعرفه المغرب من تغيرات مناخية وظواهر مقلقة، على غرار ما يقع في عدد من دول العالم. وقال إن مديرية الأرصاد الجوية «تصدر نشرات إنذارية، وأحيانا أكثر من نشرة في اليوم الواحد، ويجب أخذها بمحمل الجد وعدم التعامل معها باستخفاف»، داعيا السائقين على وجه الخصوص إلى عدم إظهار الشجاعة، أو التفوق أو الافتخار على الآخرين، وأخذ الاحتياط لأن «كل سائق مسؤول على المحافظة على أرواح الركاب ومصالحهم».
من جهته، وردا على سؤال بشأن مستجدات التعديل الحكومي، قال مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الذي عقده في الرباط عقب اجتماع الحكومة، أنه سيكرر الجواب نفسه الذي أدلى به الأسبوع الماضي، وهو أن هذا الموضوع لا يجري التداول بشأنه في اجتماع الحكومة، وقال إن العثماني «يشتغل على لائحة المقترحات بشكل مباشر وشخصي مع الأحزاب المعنية، في أفق رفعها إلى الملك»، مشيرا إلى أن الإعلان عن المقترحات ستخضع للمقتضيات الدستورية التي تنظم ذلك.
وبشأن نتائج التحقيق في فاجعة تارودانت، التي أودت بحياة ثمانية أشخاص جراء السيول خلال مباراة كرة القدم، قال الوزير المغربي إن تحقيقا قضائيا فتح، وسيعلن عن نتائجه من خلال المؤسسات المعنية.
أما بخصوص قضية الصحراء وتعيين مبعوث جديد للأمين العام للأمم المتحدة بعد استقالة هورست كوهلر، فقد أوضح الخلفي أن الأمم المتحدة هي الجهة المخولة الإعلان عن أي جديد في هذا الموضوع.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.