الكشف عن هويتي أستراليين محتجزين في إيران... وبيان لعائلتيهما

جولي كينغ وصديقها مارك فيركن قاما بتدوين تفاصيل رحلتهما خلال السنتين الماضيتين  (انستغرام)
جولي كينغ وصديقها مارك فيركن قاما بتدوين تفاصيل رحلتهما خلال السنتين الماضيتين (انستغرام)
TT

الكشف عن هويتي أستراليين محتجزين في إيران... وبيان لعائلتيهما

جولي كينغ وصديقها مارك فيركن قاما بتدوين تفاصيل رحلتهما خلال السنتين الماضيتين  (انستغرام)
جولي كينغ وصديقها مارك فيركن قاما بتدوين تفاصيل رحلتهما خلال السنتين الماضيتين (انستغرام)

أعلنت عائلتا اثنين من الأستراليين المحتجزين في إيران أن الثنائي كان يوثق تفاصيل الرحلة الطويلة برا بين أستراليا وبريطانيا على مدونة، وقد توقفا عن النشر قبل نحو عشرة أسابيع، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وكانت جولي كينغ وصديقها مارك فيركن يقيمان في بيرث بأستراليا، وقاما بتدوين تفاصيل رحلتهما خلال السنتين الماضيتين. وكان آخر ما نشراه من قرغيزستان وباكستان.
وجاء في بيان نشرته العائلتان: «تأمل عائلتانا أن ترى مارك وجولي في الديار بسلام في أقرب وقت».
وقبل انطلاقهما، كتب الثنائي على مدونتهما أنهما «متشوقان لمشاركة كل تجربتنا وجمال جميع الأماكن والدول المختلفة التي سوف نزورها».
وكانت أستراليا قد كشفت أمس (الأربعاء) عن احتجاز السلطات الإيرانية ثلاثة من مواطنيها.
وذكرت صحيفة «تايمز أوف لندن» أن الشخص الثالث هو أكاديمية بريطانية - أسترالية درست في جامعة كامبريدج، وكانت تعمل محاضرة في أستراليا عندما تم توقيفها في إيران قبل نحو عام.
وجاءت الأنباء عن اعتقالهم في أعقاب إعلان أستراليا أنها ستنضم إلى مهمة تقودها الولايات المتحدة لحماية الشحن البحري عبر مضيق هرمز.
وذكرت صحيفة «تايمز» أيضا أن كينغ والمرأة الأخرى محتجزتان في سجن إيفين في طهران، وإحداهما أُبلغت أنها اعتقلت في إطار خطة لتسهيل صفقة تبادل سجناء.
والعلاقات المتوترة أساسا بين إيران والولايات المتحدة وحلفاء أميركيين مهددة بمزيد من التفاقم منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 2018 من اتفاق للحد من برنامج إيران النووي.
وفي أواخر أغسطس (آب)، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أنّ بلاده ستنضمّ إلى قوة بحرية تقودها الولايات المتّحدة لتأمين الملاحة في الخليج في أجواء التوتر المتصاعد بين واشنطن وطهران.
وقال موريسون إنّ المساهمة «المتواضعة» لأستراليا تتمثل بفرقاطة وطائرة استطلاع بحرية من طراز «بي 8 بوسيدون» وطاقم دعم، في هذه القوة البحرية التي ستشارك فيها أيضاً قوات بريطانية.
وردا على سؤال بشأن الأستراليين المعتقلين، قال موريسون إن الحكومة «ستواصل متابعة هذه المسائل بما في ذلك مصلحة الأستراليين المعنيين في هذه القضايا».
وأضاف للصحافيين في كانبيرا «سنفعل ذلك بعناية وبالتشاور الوثيق عبر مسؤولينا الذين يشاركون في هذه العملية منذ بعض الوقت».
وذكرت وزارة الشؤون الخارجية والتجارة أنها توفر مساعدة قنصلية لعائلات الأشخاص الثلاثة، ونصحت الأستراليين بإعادة التفكير في خطط السفر إلى إيران.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، قامت الحكومة الأسترالية بتحديث النصائح المتعلقة بالسفر إلى إيران، داعية إلى «إعادة النظر في ضرورة السفر» و«عدم السفر» إلى مناطق قريبة من الحدود مع العراق وأفغانستان.
ولم يتضح بعد ما إذا تم توجيه الاتهام لأي من الأشخاص الثلاثة.



إسرائيل تقصف دمشق... وتُهجّر أهالي قرى في جنوب سوريا

TT

إسرائيل تقصف دمشق... وتُهجّر أهالي قرى في جنوب سوريا

جنود إسرائيليون يعبرون الخميس السياج الذي يفصل مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل عن سوريا (أ.ب)
جنود إسرائيليون يعبرون الخميس السياج الذي يفصل مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل عن سوريا (أ.ب)

عززت إسرائيل المخاوف من وجودها بشكل طويل في الجولان السوري، بالبدء في تهجير أهالي قرى بالجنوب السوري، بموازاة شن الطيران الحربي غارات على محيط دمشق.

وأفادت وسائل إعلام سورية، الخميس، بأن «جيش الاحتلال دخل الأطراف الغربية لبلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة، وطالب الأهالي بتسليمه ما لديهم من أسلحة».

ووفق وسائل الإعلام السورية، فإن «الجيش الإسرائيلي هجّر أهالي قريتي الحرية والحميدية واستولى عليهما، ودخل إلى بلدة أم باطنة مدعوماً بعربات عسكرية ودبابات، فضلاً عن رصد دبابات داخل مدينة القنيطرة جنوبي سوريا».

وشن الطيران الإسرائيلي غارات على محيط العاصمة السورية، وقال سكان في أحياء دمشق الغربية، إنهم سمعوا انفجارَين قويَين يعتقد أنهما في مطار المزة العسكري، وأضاف السكان أنهم سمعوا أصوات طائرات حربية تحلق في أجواء ريف دمشق الجنوبي الغربي.

بدوره أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الخميس، لمستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، ضرورة منع «الأنشطة الإرهابية» من الأراضي السورية ضد إسرائيل بعد إطاحة بشار الأسد.

وقال نتنياهو في بيان، إنه التقى سوليفان في القدس، وتطرق معه إلى «الحاجة الأساسية إلى مساعدة الأقليات في سوريا، ومنع النشاط الإرهابي من الأراضي السورية ضد إسرائيل».

إقامة طويلة

وتتوافق التحركات العسكرية الإسرائيلية مع ما كشفت عنه مصادر عسكرية في تل أبيب، بأن الممارسات التي يقوم بها الجيش في الجزء الشرقي من الجولان، تدل على أنه يستعد لإقامة طويلة الأمد في الأراضي السورية، التي احتلها إثر انسحاب قوات النظام السوري من مواقعها في المنطقة العازلة وفض الاشتباك في الجولان.

وتجرى هذه العمليات وسط موافقة أميركية صامتة، وهو ما يُقلق أوساطاً عدة تخشى من فتح الشهية لتدمير خطوط الحدود وتوسيع نطاق الاستيطان في سوريا.

وأشارت المصادر إلى أن هذه العمليات تتم من دون معارضة دولية علنية، باستثناء فرنسا التي نشرت بيان تحذير.

وكان الجنرال مايك كوريلا، قائد القوات الأميركية المركزية في الشرق الأوسط (سنتكوم) زار إسرائيل، الأربعاء، واطلع على تفاصيل العمليات، وعلى نتائج القصف الإسرائيلي، الذي دمر نحو 80 في المائة من مقدرات الجيش السوري، وحطم له سلاح الجو وسلاح البحرية والمضادات الجوية ومخازن الأسلحة، كما أجرى وزير الأمن، يسرائيل كاتس، مكالمة مع نظيره الأميركي، لويد أوستن.

بنية تحتية

وقالت مصادر عسكرية في تل أبيب، إن الجيش الإسرائيلي شرع بتحويل المواقع العسكرية السورية، التي احتلتها الكتيبة 101 من وحدة المظليين، إلى مواقع عسكرية إسرائيلية.

وذكر تقرير عبري أن «الجيش الإسرائيلي بدأ بتأسيس بنية تحتية لوجيستية شاملة، حيث تم إحضار حاويات تحتوي على خدمات مثل الحمامات، والمطابخ، وحتى المكاتب الخاصة بالضباط»، ورجح أن «يتوسع النشاط ليشمل أعمدة اتصالات».

وأفاد بأن الجيش الإسرائيلي أحكم سيطرته على المناطق الحيوية في المنطقة، واحتل قمم التلال التي تكشف مساحات واسعة من سوريا، خصوصاً في المناطق الحدودية، وأقام حواجز عسكرية في التقاطعات داخل القرى السورية، مثل الحواجز المنتشرة في الضفة الغربية.

ومع نشر أنباء تقول إن عمليات الجيش تدل على أنه يخطط للبقاء هناك لمدة سنة على الأقل، قالت المصادر العسكرية لإذاعة الجيش الإسرائيلي إنه «من المبكر تقييم مدى استدامة هذا الوضع، ولكن قادة الجيش يعتقدون أنه لا أحد يعرف كيف ستتطور الأمور الآن في سوريا مع القيادات الجديدة، التي تدل تجربتها على أنها تحمل تاريخاً طافحاً بممارسات العنف الشديد والإرهاب من جهة، وتبث من جهة ثانية رسائل متناقضة حول المستقبل».

وأضافت المصادر: «وفي الحالتين ستواجه إسرائيل تحديات مستقبلية تتطلب بقاء طويل الأمد في المنطقة وتعزيز عدد القوات، ما قد يتطلب استدعاء قوات الاحتياط».

اليمين المتطرف

وتثير العمليات الإسرائيلية في الأراضي السورية قلقاً لدى أوساط عقلانية من أن تفتح شهية اليمين المتطرف على توسيع الاستيطان اليهودي في سوريا. ففي الأراضي التي تم احتلالها سنة 1967 أقامت إسرائيل نحو 30 مستوطنة يهودية، وتبرر إسرائيل احتلالها الأراضي السورية الجديدة بحماية هذه المستوطنات.

وقد لوحظ أن نتنياهو الذي وقف على أرض الجولان يوم الأحد الماضي، وأعلن إلغاء اتفاقية فصل القوات مع سوريا، تكلم خلال محاكمته الثلاثاء عن «شيء بنيوي يحصل هنا، هزة أرضية لم تكن منذ مائة سنة، منذ اتفاق (سايكس - بيكو 1916)».

وبحسب متابعين لسياسته فإنه لم يقصد بذلك إعطاء درس في التاريخ عن اتفاق من عام 1916 بين الدولتين العظميين الاستعماريتين في حينه، بريطانيا وفرنسا، اللتين قُسّمت بينهما أراضي الإمبراطورية العثمانية في الشرق الأوسط، وأوجدت منظومة الدول القائمة حتى الآن؛ بل قصد أنه يضع حداً لمنظومة الحدود في المنطقة.

ولربما باشر تكريس إرثه بصفته رئيس الحكومة الذي وسع حدود إسرائيل مثل دافيد بن غوريون وليفي أشكول، وليس الذي قلصها أو سعى لتقلصيها مثل مناحيم بيغن وإسحق رابين وأرئيل شارون وإيهود أولمرت وإيهود باراك.