حدقة العين تكشف احتمالات الإصابة بـ«ألزهايمر»

يبدأ مرض ألزهايمر في تغيير وتدمير المخ منذ عقود قبل ظهور الأعراض، مما يجعل التعرف المبكر على خطر الإصابة به أمرا بالغ الأهمية لإبطاء تقدمه، وتوصل باحثون أميركيون من جامعة كاليفورنيا بسان دييغو في دراسة نشرت بالعدد الأخير من دورية البيولوجيا العصبية للشيخوخة «Neurobiology of Agin، إلى علامة بيولوجية يمكن أن تكون مفيدة في ذلك.
وخلال الدراسة، التي نشر موقع الجامعة تقريراً عنها أول من أمس، وجد الباحثون أن قياس مدى تمدد حدقة العين أثناء إجراء الاختبارات الإدراكية، يمكن أن يكون وسيلة منخفضة التكلفة للمساعدة في فحص الأفراد المعرضين لخطر جيني متزايد لمرض ألزهايمر قبل أن يبدأ التدهور المعرفي المرتبط بحدوث المرض.
وكان الباحثون في السنوات الأخيرة قد وجهوا اهتمامهم خلال دراسة مرض ألزهايمر إلى عاملين مساهمين في حدوث المرض، وهما بروتينا «بيتا الأميلويد» و«تاو»، وكلاهما مرتبط بتدمير الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى اختلال وظيفي في الإدراك.
وتركز الدراسة الجديدة على الاستجابات في حدقة العين التي يقودها الموضع الأزرق «Locus coeruleus»، وهي مجموعة من الخلايا العصبية في جذع الدماغ مشاركة في تنظيم الإثارة وتعديل الوظيفة الإدراكية، حيث وجد الباحثون أن بروتين «تاو» وهو أقدم علامة بيولوجية معروفة للمرض، يظهر أولا في منطقة الموضع الأزرق، ومن ثم ينعكس على حدقة العين.
وتقود منطقة «الموضع الأزرق» استجابة حدقة العين أثناء المهام الإدراكية، حيث أبلغ الباحثون أن البالغين المصابين بضعف إدراكي خفيف، وغالباً ما يكون ذلك مقدمة لمرض ألزهايمر، حيث أظهروا تمددا أكبر في حدقة العين وجهدا إدراكيا أكثر من الأفراد العاديين.
وتقول كارول فرانز في التقرير الذي نشره موقع الجامعة: «نظراً لهذه الأدلة التي تربط استجابة حدقة العين مع منطقة (الموضع الأزرق) بالمخ وبروتين (تاو)، فإن قياس استجابة الحدقة أثناء الاختبارات الإدراكية يمكن أن يكون أداة فحص للكشف عن مرض ألزهايمر قبل ظهور الأعراض بفترة كبيرة».
وتضيف: «يمكن أن يخضع لهذه الاختبارات الأشخاص الذين تملك عائلتهم تاريخا وراثيا مع المرض، لاكتشافه مبكرا قبل تطور أعراضه، ومن ثم العمل على إبطاء تقدمه».
ووفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن هناك نحو 50 مليون شخص يعانون من هذا المرض، الذي تظهر حالة إصابة جديدة به من كل 3 إلى 4 ثوان.