أزمة هوية تعيد كتابة شجرة عائلة الخنفساء

تسبب خطأ وقع فيه العلماء في التسعينيات، عندما قاموا بتصنيف خاطئ لخنفساء أحفورية عثر عليها بأميركا، في إعادة كتابة شجرة عائلة هذه الحشرة من جديد.
وصنف العلماء خنفساء الحفريات «ليهرمانيا بروروفا» (Leehermania prorova)، التي عثر عليها على طول الحدود بين فرجينيا ونورث كارولينا، على أنها الأقدم في فصيلة «خنفساء رواغة» (rove beetle)، ولكن الدراسة الجديدة التي شارك فيها فريق بحثي دولي مكون من تسعة علماء كشفت عن أنها لا تنتمي إلى تلك الفصيلة، وأنها الأقرب لخنفساء الماء، المعروفة باسم «خنفساء القوارب»، ما يعني أن شجرة عائلة الخنفساء تحتاج إلى إعادة كتابة.
ووفق الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية «علم الحشرات المنهجي»، فإن مواصفات هذه الخنفساء الأحفورية تجعلها عضواً في إحدى عائلات «ميكسوفاجا» (Myxophaga)، التي تضم 65 نوعاً من الخنافس الصغيرة إلى الدقيقة داخل أربع عائلات كبرى، ومن المحتمل أن تكون شقيقة لأسلاف خنافس القبور الموجودة اليوم، وأقرب إلى عائلة «خنفساء القوارب».
ويشير تقرير نشره، أول من أمس، موقع «متحف فيلد للتاريخ الطبيعي» بأميركا، الذي قاد باحثوه هذه الدراسة، إلى أن هذا الاكتشاف يعني أن عائلة «خنفساء رواغة»، التي كان العلماء يصنفونها على أنها الأقدم لم تعد كذلك، ولكن عائلة «خنفساء القوارب» أصبحت الآن أكبر سناً، فقد عاشت الخنفساء الأحفورية «ليهرمانيا بروروفا» قبل 226 مليون عام، أي قبل 100 مليون عام من أقدم خنفساء أحفورية معروفة.
ويقول د. ألفريد نيوتن، عالم متحفي ومشارك بالدراسة في التقرير، «عندما قرأت الورقة البحثية التي تحدثت عن عينات (ليهرمانيا بروروفا) ذهبت ونظرت إلى عينات الخنافس الموجودة في متحفنا للمقارنة... كان حدسي أن هذه الخنفساء قد تكون أكثر ارتباطاً بخنافس القوارب، المختلفة عن خنافس رواغة».
واستشعر مارتن فيكيك، وهو عالم في المتحف الوطني في براغ بالتشيك، شعوراً مشابهاً، وقال في التقرير: «بدا لي أن الخنفساء تتلاءم بشكل أكبر مع عائلات (ميكسوفاجا)، التي تضم خنافس القوارب».
ويوضح التقرير أن د. الشينيانغ تساي، من معهد «نانجينغ» الصيني للجيولوجيا وعلم الحفريات والعديد من المؤلفين، توصلوا إلى النتيجة نفسها، والسبب شكل الفك في خنفساء «ليهرمانيا بروروفا»، الذي بدا وكأنه يشبه «الكماشة»، وهو ما جعلها بعيدة تماماً عن أن تكون من فصيلة «خنفساء رواغة».