إيران تحتج على «ضغوط» بعد تساؤلات «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»

سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب آبادي في اجتماع لمجلس حكام الوكالة الأحد (رويترز)
سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب آبادي في اجتماع لمجلس حكام الوكالة الأحد (رويترز)
TT

إيران تحتج على «ضغوط» بعد تساؤلات «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»

سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب آبادي في اجتماع لمجلس حكام الوكالة الأحد (رويترز)
سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب آبادي في اجتماع لمجلس حكام الوكالة الأحد (رويترز)

تحفّظت إيران، أمس، على «الضغوط غير الضرورية»، بعدما طلبت الوكالة الدولية ردّاً فورياً على تساؤلات تتعلق بأنشطة إيران النووية، واتهمت الولايات المتحدة وإسرائيل بممارسة ضغوط بشأن برنامجها النووي، وحذرت من أنها يمكن أن تؤدي إلى «نتائج عكسية» على تعاونها مع «الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وقال سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كاظم غريب آبادي، في اجتماع لمجلس حكام الوكالة، إن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مسؤولون أميركيون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تصل إلى مستوى «المخطط الأميركي الإسرائيلي» لممارسة ضغوط على الوكالة ونشاطاتها على صعيد التفتيش في إيران.
جاءت تعليق غريب آبادي بعدما دعا القائم بأعمال الوكالة الدولية للطاقة الذرية كورنيل فيروتا، الأحد، إيران إلى الردّ الفوري على تساؤلاتها بشأن بعض الضمانات، وتعهّد بأن الوكالة ستواصل جهودها في المراقبة والتحقق من أنشطة إيران النووية، في وقت قال فيه إن «الوقت هو جوهر المسألة»، في تأكيده على أهمية «التعاون التام في الوقت المناسب» فيما يخص مهام الوكالة في مراقبة البرنامج النووي الإيراني والتحقق من امتثالها لشروط الاتفاق النووي.
وفي أول تعليق إيراني عقب تصريحات المسؤول الدولي، صرّح غريب آبادي للصحافيين: «نحن نفسر جميع هذه التحركات والنشاطات على أنها ضغط غير ضروري على الوكالة». وأضاف أن أي محاولة «للضغط على الوكالة ستأتي بنتائج عكسية سواء على نزاهة أو مصداقية الوكالة أو على التعاون البنّاء والاستباقي لإيران مع الوكالة». وقال: «من المؤكد أنه سيكون لإيران ردود فعل على هذه الضغوط» من دون أن يوضح ماهية هذه الردود.
وكانت الوكالة الدولية قد أشارت إلى «تلكؤ» إيراني في التجاوب مع طلبات التفتيش.
وذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أنه «رغم أن الوكالة لم تعلن أن تعاون إيران غير كافٍ»، فإن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال إن هناك «تساؤلات حول نشاطات نووية محتملة غير معلنة».
وقال غريب آبادي إن دعوة الوكالة الدولية لإيران لتقديم أجوبة سريعة «ليست أمراً جديداً». وأضاف أن «الوكالة تشجع الدول دائماً على تسريع عملية التعاون».
ورداً على سؤال عما إذا كان مستوى التخصيب سيزداد، قال غريب آبادي: «في هذه المرحلة هذه المسألة ليست قيد الدرس». والسبت، بدأت إيران بتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة لتخصيب اليورانيوم بوتيرة أسرع، في ثالث خطوة لخفض التزاماتها بموجب الاتفاق.
وبشأن كمية اليورانيوم التي تعتزم إيران إنتاجها قال غريب آبادي إن بلاده ستخصب اليورانيوم «إلى الحد الذي تحتاج إليه البلاد».



أزمة «تجنيد الحريديم» تحتدم في ساحات القضاء الإسرائيلي

جنود إسرائيليون يقفون حراساً في مرتفعات الجولان على الحدود مع سوريا ولبنان (وكالة الصحافة الفرنسية)
جنود إسرائيليون يقفون حراساً في مرتفعات الجولان على الحدود مع سوريا ولبنان (وكالة الصحافة الفرنسية)
TT

أزمة «تجنيد الحريديم» تحتدم في ساحات القضاء الإسرائيلي

جنود إسرائيليون يقفون حراساً في مرتفعات الجولان على الحدود مع سوريا ولبنان (وكالة الصحافة الفرنسية)
جنود إسرائيليون يقفون حراساً في مرتفعات الجولان على الحدود مع سوريا ولبنان (وكالة الصحافة الفرنسية)

شهدت جلسة للمحكمة العليا الإسرائيلية، عقدت الأربعاء، لمناقشة التماسات ضد امتناع «الحريديم» (اليهود المتشددين دينياً) عن الخدمة في الجيش، مشادات وشغباً، وسط اتهامات للحكومة بتعمد تقديم «رد متأخر» حول موقفهم، وغضب من أهالي الجنود الذين يقاتلون في قطاع غزة.

ونقلت وسائل إعلام عبرية، أنه خلال مناقشة التماس قدمته منظمات وروابط محلية ضد الحكومة ووزير الدفاع يسرائيل كاتس لأنهم «لا يطبقون واجب التجنيد ضد الحريديم»، اندلعت أعمال شغب بعد أن اقتحمت تمار ليفي، من حركة «أمهات على الجبهة» القاعة، وصرخت قائلة: «إن العلمانيين (في إشارة إلى من يتم تجنيدهم) ليسوا حمير المتشددين».

ونقلت «القناة 12» الإسرائيلية أن ليفي وقفت فوق كرسي وصرخت في قاعة المحكمة «إنكم تفتتون النسيج الاجتماعي لهذا البلد. لا يمكن أن نرسل أولادنا بعمر 18 عاماً إلى غزة ولبنان ولا يتم إرسال آخرين»، ثم يتمكن حارس المحكمة من إخراجها من الجلسة.

80 ألفاً

وناقشت الجلسة رد الحكومة المتأخر، وقال قضاة المحكمة إنهم صدموا عندما عرفوا أن عدد أعضاء المتشددين الذين لم يتم تجنيدهم، بحسب رد الدولة، هو 80 ألفاً.

ووبخ القضاةُ ممثلي الحكومة لأنهم ردوا متأخراً في الصباح الباكر قبل ساعات من الجلسة.

وكان كاتس معنياً، كما نشر، بتأخير الرد الرسمي، الذي أكد أن الجيش الإسرائيلي سيكون قادراً ابتداء من عام 2026 على استيعاب جميع اليهود المتشددين.

«الحريديم» في مظاهرة بالقدس ضد قرار تجنيدهم بالجيش الإسرائيلي 30 يونيو 2024 (أ.ب)

ونقل المستشار القانوني للحكومة، غالي بهراف ميارا، موقف الدولة بشأن تجنيد المتشددين، إلى المحكمة، وأشار إلى أن الجيش سيكون قادراً على استيعاب أرقام محددة من الحريديم هذا العام، وفي عام 2026 لن يكون هناك حد على الإطلاق.

وقالت الحكومة إن «الجيش أرسل أوامر التعبئة إلى نحو 7000 من اليهود المتشددين في سن الخدمة العسكرية».

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الثلاثاء، عن زيادة كبيرة في التجنيد من الطائفة اليهودية المتشددة لفترة التجنيد الثانية لعام 2024.

وفقاً للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، «انضم 338 مجنداً جديداً من اليهود المتشددين إلى وحدات مختلفة: 211 بوصفهم مقاتلين و127 في مهام دعم».

ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن «هذا الدمج يتم مع احترام الظروف وأسلوب الحياة الديني للمجندين، مع تكييف البرامج القائمة».

لكن بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن إرسال الجيش الإسرائيلي 7000 أمر تجنيد إضافي لأعضاء المجتمع الحريدي جاء بعد أن فشلت المرحلة الأولى من خطة تجنيد الجنود الحريديم إلى حد كبير.

نزاع شائك

ومن بين 3000 أمر تجنيد صدرت للمتدينين الحريديم خلال الصيف الماضي، استجاب 300 شخص منهم وحضروا إلى مراكز التجنيد.

وجاءت أوامر الجيش بعد حكم تاريخي للمحكمة العليا في يونيو (حزيران) الماضي، وفيه أنه «لم يعد هناك أي إطار قانوني يسمح للدولة بالامتناع عن تجنيد طلاب المدارس الدينية الحريدية في الخدمة العسكرية».

والنزاع حول خدمة المجتمع الحريدي في الجيش هو أحد أبرز النزاعات الشائكة في إسرائيل، حيث لم تنجح محاولات الحكومة والقضاء على مدار عقود من الزمان في التوصل إلى حل مستقر لهذه القضية.

وتقاوم الزعامات الدينية والسياسية الحريدية بشدة أي جهد لتجنيد الشباب الحريديم.

يعارض «الحريديم» الخدمة في الجيش (أرشيفية - أ.ف.ب)

ويقول العديد من اليهود الحريديم إن «الخدمة العسكرية تتعارض مع أسلوب حياتهم، ويخشون أن يصبح المجندون علمانيين».

ولكن الإسرائيليين الذين يخدمون في الجيش يقولون إن هذه «الإعفاءات الجماعية القائمة منذ عقود تثقل كاهلهم بشكل غير عادل، وهذا الشعور تفاقم منذ هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) والحرب التالية، التي قتل فيها أكثر من 780 جندياً واستدعي نحو 300 ألف مواطن للخدمة الاحتياطية».

وفي العام الماضي، تم إدراج 63 ألف رجل من الحريديم على أنهم مؤهلون للخدمة العسكرية، وارتفع الرقم إلى 80 ألفاً هذا العام.

وتعمل أحزاب الائتلاف الحريدية على تشريع قانون معروف باسم «قانون التجنيد» من شأنه أن يتضمن زيادة في التجنيد، لكن مع الحفاظ على نطاق واسع من الإعفاء للرجال الحريديم، وهو ما خلف مزيداً من الجدل الصاخب والنقاش في إسرائيل.

وبداية العام الحالي، أعلن وزير الدفاع السابق، عضو الكنيست يوآف غالانت، استقالته من الكنيست، وتطرق إلى موضوع قانون التجنيد الذي كان سبباً في إقالته من منصبه، قائلاً: «في الشهرين الأخيرين منذ إقالتي من منصب وزير الدفاع، سقط أمر ما. الحكومة الإسرائيلية، بقيادة رئيس الوزراء ووزير الدفاع تقوم بتسريع قانون التجنيد (الإعفاء) الذي يتعارض مع احتياجات الجيش الإسرائيلي وأمن دولة إسرائيل. لا أستطيع قبول ذلك ولا أستطيع أن أكون شريكاً في ذلك».