«صمت انتخابي» اليوم لتونسيي المهجر... و400 ألف ناخب يستعدون للتصويت

TT

«صمت انتخابي» اليوم لتونسيي المهجر... و400 ألف ناخب يستعدون للتصويت

يدخل السباق الانتخابي نحو الرئاسة في تونس، اليوم، منعرجه الأخير ببلوغ يوم «الصمت الانتخابي» في دول المهجر، واستعداد نحو 400 ألف مهاجر تونسي للإدلاء بأصواتهم في 392 مركز اقتراع، موزعة على عدد من القارات، أغلبها في القارة الأوروبية (فرنسا، وإيطاليا، وألمانيا على وجه الخصوص).
ومن المنتظر أن تتم عملية التصويت، التي اعتبرها مراقبون «مكلفة للغاية»، في 13و14و15 من سبتمبر (أيلول) الحالي لحسم الاختيار بين المرشحين الـ26، في حين تجري الانتخابات داخل تونس يوم الأحد المقبل.
وأكد نبيل بافون، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، على أهمية إنجاح المحطة الانتخابية خارج تونس، في انتظار حسم السباق الانتخابي بعد إدلاء الناخبين في تونس بأصواتهم. كاشفاً عن زيادة كبيرة في تكلفة الانتخابات بسبب تراجع قيمة العملة التونسية (الدينار)، مقابل اليورو والدولار، وقدر التكلفة العامة للانتخابات الرئاسية بنحو 140 مليون دينار (نحو 46.6 مليون دولار)، من بينها نحو 9 ملايين مخصصة للانتخابات الرئاسية في الدوائر الانتخابية السبع الموجودة خارج تونس. ومن المنتظر أن تعرف الانتخابات الرئاسية خارج تونس إشكاليات عدة، لم تخل منها انتخابات 2014، ومن بينها صعوبة التنقل إلى مراكز الاقتراع، وعدم تنزيل أسماء عدد من الناخبين في مكاتب الاقتراع القريبة من مقرات سكناهم، كما أن الحملة الانتخابية الرئاسية واجهت بدورها مشاكل متعددة، من بينها عدم تخصيص أماكن لتعليق صور المترشحين، علاوة على التخلي عن بعض مراكز الاقتراع تحت ذريعة تقليص تكلفة الانتخابات، وهو ما سيحرم الكثير من الناخبين من حقهم في التصويت.
في سياق ذلك، أكدت هيئة الانتخابات استغناءها عن بعض مراكز الاقتراع، وعللت هذا الخيار بتشتت عدد من الجاليات التونسية في الخارج؛ إذ تقدر تكلفة فتح مكتب اقتراع واحد بنحو أربعة آلاف يورو، وقد يصادف أن يفتح هذا المكتب من أجل ناخب وحيد على حد تعبير رئيس هيئة الانتخابات.
ووفق عدد من المتابعين، فإن الانتخابات خارج تونس لا تؤثر كثيراً على حظوظ المترشحين لرئاسة تونس، غير أن أصوات الناخبين المشاركين في عمليات الاقتراع قد تكون حاسمة في المرور إلى الدور الثاني.
يشار إلى أن عدد الدوائر الانتخابية يقدر بـ7 دوائر في الخارج، وهم ممثلون من قبل 18 نائباً في البرلمان. ومن المنتظر إجراء الانتخابات البرلمانية في 5 و6 و7 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، علماً بأن الانتخابات البرلمانية خارج تونس تعرف منافسة أكثر من الانتخابات الرئاسية.
على صعيد آخر، أعلنت سلمى اللومي، المترشحة للانتخابات الرئاسية عن «حزب الأمل» توقيف برمجة كل الأنشطة الخاصة بالحملة الرئاسية بولاية (محافظة) أريانة القريبة من العاصمة التونسية؛ وذلك على إثر ما تعرضت له المنطقة ليلة الثلاثاء، من تهاطل كميات غير مسبوقة من الأمطار الغزيرة، وما ترتب عن ذلك من أضرار للمساكن والطرقات والبنى التحتية.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.