«تقييم الحوادث»: استخدام الأعيان المدنية لأغراض عسكرية يُسقط عنها الحماية

المنصور استعرض عدداً من الحالات خلال ضربات لقوات التحالف

المستشار منصور المنصور
المستشار منصور المنصور
TT

«تقييم الحوادث»: استخدام الأعيان المدنية لأغراض عسكرية يُسقط عنها الحماية

المستشار منصور المنصور
المستشار منصور المنصور

حمّل فريق تقييم الحوادث في اليمن الجهات التي تستخدم الأعيان المدنية لأغراض عسكرية المسؤولية القانونية عن الأضرار التي تتعرض لها أو الضحايا، مبيناً أن الحماية القانونية تسقط عن هذه الأعيان بمجرد استخدامها لأغراض عسكرية.
وأكد المستشار منصور المنصور المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث في اليمن، أن اتفاقية جنيف وقواعد القانون الدولي الإنساني العرفية كانت واضحة في منع استخدام الأعيان المدنية للأغراض العسكرية، مشيراً إلى أن الحماية القانونية المقررة تسقط عن هذه الأعيان بمجرد استخدامها لغرض عسكري، وقال: «مَن يتحمل المسؤولية الأطراف التي تستخدم هذه الأعيان».
وتطرق المنصور خلال مؤتمر صحافي عقده، أمس، في الرياض، إلى عدة حالات وردت إلى فريق التقييم، منها ما ورد عن تعرض أحد المنازل بمدينة خنفر بمحافظة أبين (جنوبي اليمن) لقصف بصاروخين أرض - جو في أغسطس (آب) 2015. الأمر الذي نتج عنه سقوط ثلاثة قتلى بينهم طفلة وجرح 6 آخرين. وأوضح المستشار أنه بعد التحقق من الإجراءات كافة تبيّن أن التحالف نفّذ مهمة جوية على موقع عسكري مشروع يبعد 86 كيلومتراً عن المنزل محل الادعاء، وهي مسافة آمنة لعدم وقوع أضرار، وعليه فإن قوات التحالف لم تستهدف المنزل محل الادعاء في التقرير.
كذلك فنّد المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث ما ورد في تقرير المقرر المعنيّ بالإعدام خارج نطاق القضاء، بأن قوات التحالف نفّذت غارة جوية على مستشفى بالحديدة أدت إلى مقتل 7 مدنيين. وأضاف: «بعد التحقق تبين أن قوات التحالف لم تقم باستهداف أي مستشفى في الحديدة في تاريخ الادعاء، حيث قامت بتنفيذ مهمة جوية على هدف عسكري لتجمعات للحوثيين يبعد 100 كيلومتر عن الحديدة باستخدام قنبلة موجهة أصابت الهدف بدقة، كما قام التحالف قبل يوم من تاريخ الادعاء بتنفيذ مهمة جوية على هدف عسكري يبعد 99 كيلومتراً عن الحديدة، وبعد يوم قام بتنفيذ مهمة جوية على هدف يبعد 106 كيلومترات عن الحديدة».
وأشار منصور المنصور إلى أن الفريق درس ما ورد في تقرير فريق الخبراء المعنيّ باليمن لعام 2018 بوجود غارة جوية ضربت مبنى سكنياً في صنعاء أدت إلى وفاة أربعة أشخاص وجرح ثمانية آخرين، وهي نفس الحالة التي وردت أيضاً في تقرير اللجنة الوطنية لانتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، التي ذكرت سقوط صاروخ على أحد المنازل ومقتل أربعة أشخاص وإصابة اثنين آخرين.
وذكر المتحدث باسم الفريق أن التحالف حصل على معلومات استخباراتية موثوقة عن وجود مخازن للأسلحة بمعسكر السواد التابع للحرس الجمهوري جنوبي صنعاء، وعليه نفّذ مهمة جوية عليها. وتابع: «كذلك نؤكد صحة ما ورد في تقرير الخبراء واللجنة اليمنية عن سقوط إحدى القنابل على المنزل محل الادعاء، وذلك بسبب خلل في القنبلة، وعليه يوصي الفريق بتقديم التحالف مساعدات عن الأضرار، ومعالجة أسباب الخلل في القنبلة حتى لا تتكرر الحادثة».
وأفاد المنصور بأن الفريق بحث ما ورد في خطاب المقرر المعنيّ بالإعدام خارج نطاق القضاء عن قيام التحالف في 2018 بتنفيذ غارة في صنعاء أسفرت عن عدد غير معروف من القتلى والجرحى بينهم أطفال. وقال: «بعد التحقق تبين للفريق ورود معلومات استخباراتية موثوقة للتحالف عن موقع للميليشيات الحوثية لتخزين وتجهيز الصواريخ الباليستية في صنعاء لضرب السعودية، وعليه قام التحالف بتنفيذ مهمة جوية على هدف عسكري مشروع باستخدام قنبلة موجّهة أصابت أهدافها بدقة، علماً بأن الهدف يبعد 17 كيلومتراً عن صنعاء، ولم ينفّذ التحالف أي مهمة في اليوم السابق أو اللاحق داخل صنعاء».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.