أميركا تحيي ذكرى «هجمات سبتمبر» بدقيقة صمت

آلاف يزورون النصب التذكاري... وانتقادات لدعوة ترمب {طالبان} إلى كامب ديفيد

أميركيون أمام «برجي الضوء» اللذين أقيما في مكان البرجين اللذين دمرتهما الهجمات (نيويورك تايمز)
أميركيون أمام «برجي الضوء» اللذين أقيما في مكان البرجين اللذين دمرتهما الهجمات (نيويورك تايمز)
TT

أميركا تحيي ذكرى «هجمات سبتمبر» بدقيقة صمت

أميركيون أمام «برجي الضوء» اللذين أقيما في مكان البرجين اللذين دمرتهما الهجمات (نيويورك تايمز)
أميركيون أمام «برجي الضوء» اللذين أقيما في مكان البرجين اللذين دمرتهما الهجمات (نيويورك تايمز)

يحيي الأميركيون اليوم الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، التي ضربت فيها طائرات قادها إرهابيون مركز التجارة العالمي في نيويورك، ومبنى البنتاغون، وسقطت طائرة في طريقها لضرب البيت الأبيض، وقتلت الضربات أكثر من 3 آلاف شخص، وكانت بداية الحرب العالمية ضد الإرهاب التي أعلنها الرئيس في ذلك الوقت، جورج بوش الابن، والتي تظل مستمرة بعد 18 عاماً.
غير أن ذكرى هذا العام شابتها اتهامات اشترك فيها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، واتهامات في الوقت ذاته ضده أيضاً.
ليلة أول من أمس، أمام حشد جماهيري، شن ترمب هجوماً على صحيفة «نيويورك تايمز» لأنها نشرت تقريراً عن «برجي الضوء» اللذين أقيما في مكان البرجين اللذين دمرتهما الهجمات، وقالت إن أشعة الضوء القوية التي تتجه نحو السماء تسببت في إيذاء وقتل مئات الآلاف من الطيور كل عام. وانتقد نائبان جمهوريان في مجلس النواب الرئيس ترمب أول من أمس، لأنه كان دعا إلى اجتماع سرى في منتجع كامب ديفيد مع قادة تنظيم «طالبان»، والرئيس الأفغاني. وقالا إن الاجتماع، الذي ألغاه ترمب، كان سيجيء «في وقت غير مناسب، ومع الذكرى الثامنة عشرة للهجمات التي كانت (طالبان) جزءاً منها». ونقل تلفزيون «سي إن إن» تصريحات النائبين مايكل والتز (ولاية فلوريدا)، وآدم كينزنجر (ولاية إلينوي) بعد يوم واحد من تغريدة ترمب بأنه دعا قادة «طالبان» إلى كامب ديفيد لإجراء محادثات سلام سرية في نهاية هذا الأسبوع، لكنه ألغى الاجتماع بعد أن تبنت «طالبان» هجوماً في العاصمة كابل أسفر عن قتل عشرات الناس، بمن فيهم جندي أميركي. وقالت القناة التلفزيونية إن ترمب «سعى منذ فترة طويلة لسحب الولايات المتحدة من أطول حرب تشترك فيها. لكن ما كشفه مساء السبت بأنه يفكر في إجراء محادثات مع (طالبان) في كامب ديفيد، وهو منتجع شهد اتفاقية السلام الشهيرة باسم المنتجع، كان مذهلاً، خصوصاً في يوم قريب جداً من ذكرى هجمات 11 سبتمبر».
وقال النائب الجمهوري والتز، عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، للقناة التلفزيونية: «لا أريد أن أرى هؤلاء الإرهابيين يسيرون على أراضي الولايات المتحدة في هذه الفترة».
وأضاف: «ما أخاف منه هو أن دعوة ترمب ستجعل (طالبان) تعلن النصر. ظلت (طالبان) تفعل كل شيء عدا الرغبة المطلقة في السلام. لا يوجد وقف لإطلاق النار وافقوا عليه. في الواقع، كثفوا هجماتهم. وها نحن نشاهد الجندي الأميركي الذي عاد لتوه صباح اليوم في نعش من أفغانستان». في الوقت نفسه، قال تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» إن من يدقق النظر في «البرجين الضوئيين» اللذين يرتفعان إلى عنان السماء، في مكان برجي مركز التجارة العالمي؛ «يكتشف نقاطاً وأشكالاً تتجمع وتتحرك في مختلف الاتجاهات داخل البرجين الضوئيين».
وقال التقرير إن هذه النقاط هي «طيور تجتذبها الأضواء إلى جانب الحشرات والخفافيش، وهي تدور حول الأضواء الساطعة، بعد أن انحرفت عن طريقها، وباتت أسيرة ومهددة بخطر الإرهاق، أو التعرض لإصابات قاتلة، أو الموت جوعاً، كما تصدر عنها أصوات عالية يقول المختصون إنها تزداد مع ارتباكها»، وإن نحو 160 ألف طائر يتعرض للخطر في كل عام بسبب هذين «البرجين الضوئيين». ويستعين مختصون بالمناظير، وأجهزة رادار، وبالعين المجردة، في عملية لحصر عدد الطيور المحاصرة داخل الأضواء الساطعة، وأكثرها طيور صغيرة مهاجرة، وأنواع من الخفافيش التي تلاحق الحشرات، فيما تظهر الصقور لتتغذى على الطيور الصغيرة.
وقال التقرير إنه حين يصل عدد الطيور المحاصرة إلى نحو ألف يتم إطفاء الأنوار لمدة 20 دقيقة لتتاح الفرصة لها للانتشار والابتعاد.

اليوم، في الذكرى الثامنة عشرة للهجمات، يكرر الأميركيون مراسم تخليد الذكرى: سيزور آلاف الناس النصب التذكاري لبرجي التجارة العالمي في نيويورك. وستصمت كل أميركا لدقيقة، مع توقيت أول هجمة على البرجين. وسيلقي الرئيس دونالد ترمب خطاباً. وسيزور، مع زوجته، ميلانيا، مبنى البنتاغون. كعادته، غرد ترمب عن الذكرى حتى قبل يومها، وقال إن الاحتفال سيكون «أكبر مما كان في أي وقت مضى». وكعادته، تحدث عن إنجازاته في الحرب ضد الإرهاب، وقارنها بإنجازات الرئيسين قبله: جورج بوش الابن، وباراك أوباما. وقال: «لم يحارب رئيس الإرهاب مثلما أحاربه. قضيت عليهم كلهم أينما كانوا».
في غضون ذلك، أعلن غاري سووردز (69 عاماً)، محام في ولاية إيداهو، أنه سيدافع عن خالد شيخ محمد؛ العقل المدبر للهجمات، وزملائه في سجن غوانتنامو، بالقاعدة العسكرية الأميركية في كوبا. واشتهر المحامي بأنه دافع عن ثيودور كازينسكي، عالم الفيزياء الذي بدأ، عام 1978، إرسال طرود ملغومة إلى شخصيات أميركية مشهورة، ووصف بأنه «أبو الإرهاب الأميركي الحديث»، ويلقب بعبارة «يونابومر» (المفجر الوحيد)، إشارة إلى أنه، خلال 20 عاما، كان يرسل قنابل سراً، وكان الاعتقاد أن أكثر من شخص يرسلها، حتى اكتشف أنه «المفجر الوحيد».
وخلال الفترة من عام 1978 إلى عام 1996، أرسل كازينسكي (77 عاماً) قنابل محلية الصنع، أو وضعها في أماكن معينة. بسب قنابله، قتل 3 أشخاص، وجرح 27. واعتقل حيث كان مختفياً، في كوخ قديم بولاية مونتانا. وفي عام 1998 أقر بأنه مذنب، ووضع في زنزانة معزولة في سجن «سيوبر ماكس» بولاية كولورادو. وأثناء المحاكمات قال المحامي سووردز إنه دافع عن كازينسكي لأنه يريد تأكيد «مبدأ رئيسي في النظام القانوني الأميركي بأن أي شخص، قتل واحداً، أو قتل مائة واحد، بريء حتى تثبت إدانته».
وأعلن البنتاغون الشهر الماضي، أنه، بعد مرور نحو 20 عاماً على الهجمات، وفي بداية عام 2021، ستبدأ محاكمة شيخ محمد، وزملائه الذين قادوا خطة الهجوم. وستكون المحاكمات في قاعد غوانتانامو العسكرية في كوبا، حيث ظلوا منذ اعتقالهم بعد أربع هجمات إرهابية. غير أن ذلك التاريخ لن يكون بداية المحاكمات، بقدر ما سيكون بداية الإجراءات القضائية، والتي يتوقع أن تكون طويلة ومعقدة. في مذكرة قانونية عسكرية، حدد القاضي المكلف القضية، الكولونيل شاين كوهن، يوم 11 يناير (كانون الثاني) عام 2021 لبدء اختيار أعضاء هيئة المحلفين العسكرية التي ستكلف محاكمة شيخ محمد و4 من زملائه، الذين يواجهون، كلهم، عقوبة الإعدام.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.