«هدوء حذر» بعد اشتباكات عنيفة جنوب طرابلس

هيمنت مجدداً حالة من الهدوء النسبي والحذر على مختلف محاور القتال جنوب العاصمة الليبية طرابلس، بعد يومين من الاشتباكات العنيفة التي جرت بين قوات «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، والقوات الموالية لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، فيما نفت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا صحة تصريحات لرئيسها غسان سلامة، بشأن وضع حفتر «شروطاً» من أجل سحب قواته جنوب العاصمة.
وساد الهدوء، أمس، مختلف محاور القتال المحيطة بالعاصمة طرابلس وضواحيها، فيما سمعت أصوات متقطعة للمدفعية في مناطق عدة، خصوصاً محور طريق المطار الدولي القديم للمدينة.
وخاضت قوات الجيش الوطني، أول من أمس، معارك عنيفة ضد ميليشيات مسلحة حول مصنع الإسمنت، بمنطقة سوق الخميس أمسيحل على الطريق الرابطة بين طرابلس وترهونة، وفق ما قاله قائد ميداني بالجيش لـ«الشرق الأوسط». فيما أعلن «المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة» التابع للجيش الوطني عن «هروب ميليشيات مرتزقة تشاديين من مصنع الإسمنت»، حسب تعبيره، وقال إن 6 من عناصر الميليشيات قُتلوا في المواجهات بعد تدمير سيارتهم، وإن «كامل المنطقة تحت السيطرة».
وتمحورت المواجهات جنوب طرابلس في منطقة الرملة وطريق المطار، حيث قالت قوات الجيش إنها اقتربت من استعادة السيطرة على منطقة المصنع من القوات الموالية للسراج.
كان الجيش قد أعلن أن سلاحه الجوي وجه، مساء أول من أمس، ما وصفه بـ«ضربات دقيقة ومركزة، استهدفت مواقع الميليشيات في طرابلس، خصوصاً في معسكر التكبالي، ما أدى إلى تدمير مدفع 155 مجرور، ودبابة كانت متمركزة أمام المعسكر، إلى جانب تدمير مخزن ذخيرة بمنطقة الكريمية».
كما أعلنت «شعبة الإعلام الحربي» التابعة للجيش، أن وحداته العسكرية «حققت تقدمات في محاور العاصمة، وسيطرت على مواقع جديدة كانت تتمركز بها الميليشيات الإرهابية»، حسب وصفها.
بدوره، أفاد «المركز الإعلامي للواء 73 مشاة»، التابع للجيش، بأن «جميع المناطق التي تسيطر عليها قوات الجيش شهدت (أمس) هدوءاً حذراً، مع تقدمات بخطوات ثابتة في ثلاثة محاور»، مشيراً إلى أن «الجيش لم يخسر نقطة واحدة في جميع التمركزات».
إلى ذلك، أعلنت إدارة مطار معيتيقة الدولي في طرابلس «استمرار إغلاق المطار حتى إشعار آخر». وقالت، في بيان، إن الملاحة «لن تعود إلا بكتاب مشابه من الجهة المخولة لذلك، وبعد التشاور مع الجهات ذات العلاقة».
وتعرض المطار لقصف بالقذائف الصاروخية، مطلع الشهر الحالي، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين وإلحاق أضرار بأرضية المطار وإصابة طائرة وخروجها عن الخدمة.
بدوره، أكد السراج لدى اجتماعه مساء أول من أمس مع ممثلين لقطاع الشباب، على استمرار المواجهة العسكرية إلى أن «يتم دحر العدوان»، حسب وصفه.
على صعيد آخر، حذرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا مما وصفته بـ«التحريف المتكرر» لتصريحات رئيسها غسان سلامة، كما حصل مجدداً على خلفية تصريحات أدلى بها لصحيفة فرنسية، وقال خلالها إن «للمشير حفتر شروطاً لسحب قواته من العاصمة، والحصول على مكاسب سياسية في المقابل». ودعت البعثة، في بيان مقتضب، الجميع، إلى مزيد من التدقيق في نقل الوقائع والتصريحات.
والتقى سلامة، مساء أول من أمس، في تونس، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر، والسفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، حيث نوقشت «الاستحقاقات الإقليمية والدولية الآنية المتعلقة بليبيا».
واعتبر سلامة، في حديث لصحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، أن «الحل العسكري في ليبيا وهم باهظ الثمن»، لافتاً إلى أن الاتفاق السياسي بين المشير حفتر وحكومة الوفاق «أمر يمكن تصوره لكنه يتطلب دعم القوى الأجنبية».