مجلس العموم البريطاني يعلق أعماله لأسابيع على وقع استقالة رئيسه

جونسون فشل في إحراز تقدم حول اتفاق «بريكست» في دبلن

جانب من جلسة مجلس العموم البريطاني التي أعلن خلالها رئيسه جون بيركو نيته الاستقالة أمس (أ.ف.ب)
جانب من جلسة مجلس العموم البريطاني التي أعلن خلالها رئيسه جون بيركو نيته الاستقالة أمس (أ.ف.ب)
TT

مجلس العموم البريطاني يعلق أعماله لأسابيع على وقع استقالة رئيسه

جانب من جلسة مجلس العموم البريطاني التي أعلن خلالها رئيسه جون بيركو نيته الاستقالة أمس (أ.ف.ب)
جانب من جلسة مجلس العموم البريطاني التي أعلن خلالها رئيسه جون بيركو نيته الاستقالة أمس (أ.ف.ب)

أعلن رئيس مجلس العموم البريطاني، جون بيركو، أمس، أنه سيستقيل في غضون أسابيع، وذلك على وقع الانتقادات التي تعرض لها من قبل مؤيدي «بريكست» المتشددين الذين يعدون أنه تجاوز القواعد البرلمانية لتقويض موقعهم.
وأكد بيركو أنه لن يترشح مجدداً، إذا صوت النواب لصالح إجراء انتخابات مبكرة، وأنه سيستقيل بجميع الأحوال في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، مهما كانت نتيجة تصويتهم. وتولى بيركو منصب رئيس مجلس العموم لعشر سنوات، وشهد نقاشات محمومة بشأن «بريكست»، واتخذ القرارات بشأن ما على المجلس القيام به استناداً إلى الممارسات الجارية منذ قرون.
وقال بيركو أمام النواب: «إذا صوت المجلس الليلة لصالح إجراء انتخابات عامة مبكرة، سينتهي عهدي كرئيس للمجلس وكنائب عند انقضاء دورة هذا البرلمان»، وأضاف: «إذا لم يصوت المجلس لذلك، فقد توصلت إلى أن المسار الأقل تعطيلاً والأكثر ديمقراطية سيكون أن أتنحى مع انتهاء يوم العمل الخميس 31 أكتوبر (تشرين الأول)».
ويعرف عن بيركو لدى إشرافه على النقاشات قوله بصوت مرتفع «نظام نظام!» للنواب المثيرين للفوضى، وتوبيخه النواب الذين يزعجونه بنبرة مازحة. وقد سعى لتطوير البرلمان، فتخلى عن الثوب التقليدي الذي يرتديه رئيس المجلس، بينما عمل على تسهيل الأمور بالنسبة للنائبات من الأمهات الجدد. لكن معارضيه يشيرون إلى أنه متعجرف ومتحيّز للنواب المناهضين لـ«بريكست». وقال بيركو إن توقيت استقالته يعني أن النواب سيعرفون إلى حد ما المرشحين للحلول محله. وأوضح أن ذلك سيكون أفضل من الانتظار إلى ما بعد الانتخابات العامة، عندما قد يتأثّر النواب بالتوجهات الحزبية في اختيارهم لخلفه.
وقال بيركو للنواب: «سعيت لزيادة السلطة النسبية لهذا المجلس التشريعي، وهو أمر لا أعتذر عنه إطلاقاً». وأضاف: «هذا مكان رائع مليء بأشخاص مدفوعين بمفهومهم للمصلحة الوطنية، وتصوّرهم للمصلحة العامة، وبواجبهم ليس كمندوبين بل كممثلين لما يعتقدون أنه الأنسب لبلدنا».
وقبل انعقاد جلسة البرلمان بساعات، سعى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لإقناع النواب البريطانيين المترددين في دعم مقترحه لتنظيم انتخابات مبكرة، في محاولة أخيرة لتطبيق استراتيجيته لـ«بريكست» بأي ثمن، للخروج من الأزمة السياسية التي تهز البلاد، وذلك قبل تعليق عمل البرلمان لخمسة أسابيع.
وصراع القوة الجديد هذا يأتي بعد سلسلة هزائم مني بها الأسبوع الماضي رئيس الحكومة المحافظ، في وقت لم يحصل فيه أي تقدم مهم باتجاه اتفاق أمس، في أثناء لقاء في دبلن بين جونسون ونظيره الآيرلندي ليو فرادكار.
وسيتم تعليق عمل البرلمان حتى 14 أكتوبر (تشرين الأول)، أي قبل أسبوعين من الموعد المعلن لـ«بريكست»، سواء صوت النواب مع أو ضد انتخابات مبكرة، بحسب متحدث باسم رئاسة الحكومة.
وكان هذا الإجراء قد أثار عند إعلانه من بوريس جونسون في نهاية أغسطس (آب) الماضي جدلاً كبيراً في المملكة المتحدة، واتهم جونسون بالمناورة لجر المملكة إلى «بريكست دون اتفاق». وبرر رئيس الوزراء الذي تولى منصبه نهاية يوليو (تموز) قراره بضرورة إعداد وعرض برنامج سياسي وطني جديد.
ولم يكن من المرجح حتى مساء أمس أن يحصل جونسون على أصوات ثلثي النواب الضرورية لتنظيم انتخابات مبكرة يريد تنظيمها في 15 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث إن المعارضة لا تريد المخاطرة بمنحه زمام المبادرة قبل «بريكست».
وتخشى المعارضة أن يتجاهل جونسون القانون الذي تم التصويت عليه الأسبوع الماضي، بدعم من نواب محافظين متمردين، والذي يجبره على طلب تأجيل «بريكست» لثلاثة أشهر أخرى، إذا لم يتوصل إلى اتفاق مع بروكسل بحلول 19 أكتوبر (تشرين الأول)، غداة قمة أوروبية. ونال هذا القانون الرافض للخروج من دون اتفاق، الاثنين، مصادقة الملكة إليزابيث الثانية، وأصبح بالتالي نافذاً.
وأكد زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين، لقناة «سكاي نيوز»: «سنفعل كل ما بوسعنا لمنع خروج دون اتفاق في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، وسنؤيد (تنظيم) انتخابات حين يصبح جلياً أننا تفادينا خروجاً من دون اتفاق».
وفي المقابل، أكد جونسون، أمس، رغبته في مغادرة الاتحاد الأوروبي من خلال اتفاق، لكن بروكسل ولندن لم تتوصلا إلى تفاهم حول طريقة الإبقاء على حدود مفتوحة في جزيرة آيرلندا بعد «بريكست». وجاء في بيان مشترك بعد اجتماع دبلن، بين رئيسي حكومتي المملكة وآيرلندا: «تم التوصل إلى أرضية تفاهم في بعض المجالات، لكن لا تزال هناك خلافات جوهرية قائمة».
وبحسب رئيس وزراء آيرلندا، فإن لندن لم تتقدم بأي حل بديل «واقعي» لشبكة الأمان في آيرلندا التي نص عليها الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي مع بروكسل، والتي يريد جونسون إزالتها من الاتفاق. وتهدف شبكة الأمان إلى منع عودة الحدود المادية بين جمهورية آيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي، وآيرلندا الشمالية المقاطعة البريطانية.
ونص الإجراء على أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق إثر المرحلة الانتقالية من «بريكست»، فإن المملكة المتحدة كلها تبقى في اتحاد جمركي موحد مع الاتحاد الأوروبي. ومن شأن ذلك، بحسب جونسون، أن يمنع المملكة المتحدة من اعتماد سياسة تجارية مستقلة.



أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
TT

أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)

أثار هجوم نيو أورليانز، فجر أمس الأربعاء، الذي استهدف محتفلين برأس السنة، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات، إدانات دولية.

فيما يأتي أبرزها:

فرنسا

أبدى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تعاطفه «مع الشعب الأميركي الذي نشاطره الألم»، مؤكداً عبر منصة «إكس» أن المدينة التي «ضربها الإرهاب غالية على قلوب الفرنسيين».

وأسس مستعمرون فرنسيون نيو أورليانز، وقد وقع الهجوم في الحي الفرنسي الشهير بالمدينة.

كذلك، قدّم كريستيان إستروسي، رئيس بلدية مدينة نيس الجنوبية التي تعرضت لهجوم دهس عام 2016 أدى إلى مقتل 86 شخصاً، تعازيه.

وقال إن «المأساة التي وقعت في نيو أورليانز، المدينة الشقيقة لنيس، تذكرنا بشكل مؤلم بالمأساة التي شهدناها... أفكارنا مع العائلات والأرواح التي راحت ضحية عملية الدهس في احتفالات منتصف العام الجديد».

المملكة المتحدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عبر «إكس» إن «الهجوم العنيف الصادم في نيو أورليانز مروع».

وأضاف: «تعاطفي مع الضحايا وعائلاتهم وأجهزة الطوارئ وشعب الولايات المتحدة في هذا الوقت المأسوي».

الصين

قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، خلال مؤتمر صحافي: «صدمنا بهذا الهجوم العنيف»، مضيفة أن «الصين تعارض كل أعمال العنف والإرهاب التي تستهدف المدنيين».

وتابعت: «نحن حزانى على الضحايا، ونعرب عن تعاطفنا مع أسرهم ومع المصابين».

أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عبر «إكس» إنه «روّع بالهجوم الذي وقع في نيو أورليانز بالولايات المتحدة الذي أودى بحياة أبرياء وأدى إلى إصابة العديد من الأشخاص».

وأضاف: «نحن على ثقة بأن المسؤولين عن هذا العمل الفظيع سيحاسبون. إن العنف والإرهاب وأي تهديدات لحياة الناس ليس لها مكان في عالمنا، ويجب عدم التسامح معها. نقدم تعازينا الصادقة لأسر الضحايا... أوكرانيا تقف بجانب الشعب الأميركي وتدين العنف».

الاتحاد الأوروبي

عدّت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عبر منصة «إكس» أن «لا عذر لعنف مماثل»، مبدية «حزنها الكبير».

وأضافت: «نحن نتضامن بشكل كامل مع الضحايا وعائلاتهم خلال هذه اللحظة المأسوية».

الأمم المتحدة

دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجوم «بشدة» و«قدم تعازيه لأسر الذين فقدوا أرواحهم»، «كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى» بحسب بيان صادر عن الناطق باسمه.

ألمانيا

قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، عبر «إكس»: «إنها أخبار فظيعة من نيو أورليانز».

وأضاف: «أشخاص يحتفلون تؤخذ حياتهم أو يصابون بسبب كراهية لا معنى لها. نحن نحزن مع عائلات الضحايا وأصدقائهم، ونتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين».

إسرائيل

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عبر «إكس»: «أشعر بحزن كبير إزاء الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز».

وأضاف: «أقدم خالص التعازي لأسر الضحايا. أتمنى الشفاء العاجل للمواطنين الإسرائيليين المصابين وجميع الجرحى... لا مكان للإرهاب في عالمنا».

تركيا

قالت وزارة الخارجية التركية في بيان: «نحن نشعر بحزن عميق جراء الهجوم الذي وقع في نيو أورليانز في الولايات المتحدة».

وأضافت: «نتقدم بتعازينا لأسر وأصدقاء الذين فقدوا أرواحهم... نأمل في أن يتم الكشف عن دوافع الهجوم في أقرب وقت ممكن، وأن تتم محاسبة المسؤولين عنه».