شاشات مبهرة وهواتف متطورة وكومبيوترات جديدة بنظم الذكاء الصناعي

«الشرق الأوسط» تغطي معرض «IFA» العالمي في برلين

شاشة عملاقة متموجة من «إل جي»
شاشة عملاقة متموجة من «إل جي»
TT

شاشات مبهرة وهواتف متطورة وكومبيوترات جديدة بنظم الذكاء الصناعي

شاشة عملاقة متموجة من «إل جي»
شاشة عملاقة متموجة من «إل جي»

انطلقت يوم الجمعة الماضي فعاليات معرض «إيفا» العالمي (IFA2019) في برلين، الذي يعتبر أكبر معرض للتقنيات الاستهلاكية في أوروبا والعالم بمشاركة أكثر من 1800 شركة وبحضور نحو 6 آلاف إعلامي من كل أنحاء العالم، ومن ضمنهم ممثل عن «الشرق الأوسط». وعلى عكس معرض إلكترونيات المستهلكين السنوي الأميركي (CES) أو مؤتمر الاتصالات الجوالة (MWC) السنوي في برشلونة، فإن معرض «IFA» مفتوح لعامة الناس ويتوقع مشاركة ما يقرب من 250 ألف زائر خلال فترة المعرض التي تنتهي يوم غد.
وعرضت كبريات الشركات أحدث تقنياتها في مجالات عدة كالهواتف، والملبوسات، والشاشات، واللابتوبات، وتقنيات الجيل الخامس، والمنزل الذكي، وغيرها الكثير.

شاشات «8 كيه»
كانت الشاشات عالية الدقة من أبرز التقنيات التي تم التركيز عليها، إذ طرحت شركة «سامسونغ» أصغر شاشة بدقة 8K بمقاس 55 بوصة في سعيها إلى توفير شاشات 8K إلى شريحة أكبر من المستهلكين، حيث كانت هذه الدقة محصورة فقط في الشاشات العملاقة ذات 65 و75 و82 و85 و95 بوصة.
ويشبه التلفاز الجديد إلى حد بعيد باقي أجهزة التلفزيون في سلسلة QLED، مع نفس معالج Quantum AI ودعم HDR10 + وإمكانية رفع دقة محتوى 4k إلى 8k (8k Upscaler) ولكن الجهاز لا يدعم تقنية Dolby Vision. ورغم أن التلفزيون أصغر مقاساً من إخوته، فهذا لا يعني أنه رخيص؛ فالجهاز معروض على موقع «سامسونغ» الرسمي بمبلغ 3500 دولار.
أما شركة «إل جي» فقد أبهرتنا في جناحها بشاشة عملاقة متموجة على الأرجح هي الأكبر عالمياً أطلقت عليها OLED Waterfall. كما عرضت الشركة تلفزيونها «LG Signature OLED TV R» بـ65 بوصة والمتحرك الذي يمكن إخفاؤه بالكامل في داخل طاولة - منضدة مرفقة، ويرتفع للأعلى ببطء عند الحاجة إليه. وتقدم الشاشة تجربة مشاهدة لا تشبه حقاً أي تجربة أخرى من خلال تقديم صورة مكونة من 33 مليون بكسل واستخدام تقنية OLED لإنشاء ألوان سوداء قاتمة وألوان فاتحة زاهية.
كما تزعم الشركة أن شاشتها من الممكن أن تكون محوراً لمنزل ذكي بفضل التعاون مع المساعدات الصوتية الذكية المختلفة.

هواتف ذكية
تم الإعلان في المعرض عن مجموعة من الهواتف الذكية من أبرز الشركات كشركة «موتورلا»، و«نوكيا»، و«سوني» و«تي سي إل» (TCL).
> كشفت «موتورلا» النقاب عن هاتفين؛ الأول «موتو إي 6 بلس» (Moto e6 Plus) الاقتصادي الذي يأتي بشاشة 6.1 بوصة من نوع LCD ومعالج ميدياتك 6762 وبذاكرة داخلية تصل إلى غاية 64 غيغابايت، مع إمكانية إضافة MicroSD لغاية 512 غيغابايت. أما من ناحية الذاكرة العشوائية، فيأتي الجهاز إما بـ2 أو 4 غيغابايت. وبالنسبة للكاميرات، فيأتي الهاتف بكاميرتين لأول مرة في هذه الفئة السعرية التي لا تتعدى 140 دولاراً؛ الأولى بدقة 13 ميغابكسل والأخرى 2 ميغابكسل خاصة بالعزل، أما شحنة البطارية فكانت 3000 ملي أمبير/ ساعة.
أما الهاتف الأبرز من الشركة فقد كان «موتورلا ون زووم» (Motorola One Zoom) الذي أتى بـ4 كاميرات؛ الأساسية منها 48 ميغابكسل والثانية عريضة بدقة 16 ميغابكسل والثالثة بدقة 8 ميغابكسل خاصة بالتقريب والأخيرة 5 ميغابكسل خاصة بحسابات العمق. يأتي الهاتف أيضاً بمعالج سنابدراغون 675 المتوسط وبذاكرة عشوائية 4 غيغابايت وذاكرة داخلية 128 غيغابايت، مع إمكانية إضافة ذاكرة خارجية بسعة 512 غيغابايت.
تصميم الجهاز جاء مميزاً خصوصاً من الجهة الخلفية، حيث توجد الكاميرات الأربع في شكل مربع، أما في الواجهة الأمامية فتبرز شاشة أموليد 6.4 بوصة بدقة FHD+. بطارية الهاتف جاءت بشحنة 400 ملي أمبير/ ساعة، وتدعم الشحن السريع لغاية 15 واط كفيلة للاستخدام لمدة يومين كاملين، حسب ادعاء الشركة. وأخيراً وليس آخراً، سيعرض الهاتف في الأسواق بسعر 450 دولاراً فقط.
> من جهتها، أعلنت شركة «إتش إن دي» (HND) عن 5 هواتف بواقع 3 هواتف بسيطة جداً (Feature Phone) وهاتفين ذكيين.
> أما أبرز الهواتف الذكية فكان «نوكيا 7.2» الذي أتى بـ3 كاميرات من شركة «زايس» على شكل دائري مميز؛ الأساسية منها بدقة 48 ميغابكسل، والثانية عدسة واسعة بدقة 8 ميغابكسل، والأخيرة بدقة 5 ميغابكسل تعمل عدسة للعمق تفيد في التقاط صور البورتوريه ذات الخلفية المعزولة. كما يمكنك تغيير الخلفية حتى بعد التقاط الصور، وقد جربنا هذا بالفعل أثناء المؤتمر وكانت النتائج مذهلة.
الهاتف الذكي الآخر كان من سلسلة «نوكيا 6» تحت اسم «نوكيا 6.2»، الذي يأتي بثلاث كاميرات بدقة 16 و8 و5 ميغابكسل، أما الأمامية فكانت بدقة 8 ميغابكسل تدعم تقنية «HDR»، وتسجل فيديو بدقة 1080.
بالنسبة للهواتف البسيطة، فكان من ضمنها هاتف «نوكيا 2720» ذو القطعتين اللتين يمكن طي بعضهما على بعض (Flip Phone).
ويحتوي الجهاز على شاشتين؛ واحدة أساسية، والأخرى تعرض الوقت والتاريخ عندما يكون الجهاز مغلقاً. كما أعلنت أيضاً أن أقوى جهاز لها من ناحية التحمل هاتف «نوكيا 800 تاف» (Nokia 800 Tough) الذي يعمل في كل الظروف المناخية، كما أنه مضاد للماء والغبار والسقطات، حيث جربنا إسقاطه شخصياً من ارتفاع مترين دون أن تحدث له أي أضرار تذكر.
> شركة «سوني» بدورها أعلنت عن هاتف «إكسبيريا 5»، الذي يمكن اعتباره نسخة اقتصادية من هاتفها الرائد «إكسبيريا 1». وأبرز الفروقات بين الهاتفين كانت دقة وقياس الشاشة؛ فالهاتف الجديد أتى بشاشة 6.4 بوصة بدقة FHD+ مقارنة بـ6.5 بوصة بدقة 4K التي اشتهر بها «إكسبيريا 1». ومن الفروقات الأخرى أيضاً صغر شحنة البطارية 3140 ملي أمبير/ ساعة مقارنة بـ3330 ملي أمبير/ ساعة بالنسبة للشقيق الأكبر، ما جعل من الهاتف الجديد أخف وزناً وحجماً. عدا عن ذلك، يتشابه الهاتف كثيراً من ناحية التصميم والعتاد الداخلي، لذلك يعتبر خياراً جيداً لمحبي «سوني» غير القادرين على دفع ما يقارب 1000 دولار لاقتناء تحفة سوني «إكسبيريا 1».
> شركة «تي سي إل» المختصة في تصميم الشاشات والتلفزيونات أعلنت عن أول هاتف ذكي لها «تي سي إل بليكس» (TCL Plex)، وما جعلنا نذكره هنا أنه يحتوي على كاميرا خاصة بالتصوير الليلي، ما يضيف بعداً آخر لتجربة التصوير في الظلام سواء من ناحية التصوير الثابت أو الفيديو. وحتى الهواتف التي تدعم التصوير الليلي لا يمكنها التقاط فيديو بدقة جيدة في أوضاع الإضاءة الخافتة، ولكن مع وجود عدسة خاصة، فالوضع هنا مختلف تماماً. وقد قمنا بمقارنة أداء الجهاز مع هاتف «هواوي بي 30 برو» المعروف بجودة تصويره الليلي، ووجدنا أن النتائج مقاربة جداً من هاتف لا يتعدى سعره 460 دولاراً.
> «أسوس» بدورها عرضت هاتفها «أسوس روغ فون 2» (Asus ROG Phone 2) الذي يعتبر أقوى هاتف في العالم من ناحية الأداء، ويعود الفضل لذلك لمعالج سناب دراغون 855 بلس الجبار مع ذاكرة عشوائية 12 غيغابايت وذاكرة تخزين تصل إلى غاية 1 تيرابايت.
> كما عرضت شركة «إل جي» هاتفها «LG 8X ThinQ» بشاشتين مفصولتين، ولكن ليس بنفس طريقة «هواوي» أو «سامسونغ»، فهاتف «إل جي» يمكن استعماله هاتفاً تقليدياً، وعند الحاجة للشاشة الإضافية يمكن أن تركبه في قاعدة Case توجد بها هذه الشاشة الثانوية.
> «سامسونغ» أيضاً استغلت الحدث لتذكر الناس بهاتفها «غالاكسي فولد» القابل للطي. ونظراً للحشد الجماهيري الكبير استغرق منا الأمر الانتظار في طابور طويل لنتمكن من لمس الجهاز ومعاينته. «سامسونغ» عملت تغييرات طفيفة في تصميم الهاتف لتفادي المشاكل التي تعرض لها الجهاز في السابق. وبصفة عامة تجربة الهاتف كانت مميزة بالفعل، ومن شأنها أن تغير من طريقة تفاعلنا مع أجهزتنا في المستقبل في حال نجاح فكرة الهواتف القابلة للطي.
ولم تعرض شركة «هواوي» أي هواتف جديدة، ولكن ريتشارد يو، المدير التنفيذي للمجموعة استغل الحدث لكشف النقاب عن أحدث وأقوى معالج من العملاق الصيني؛ معالج «كيرين 990» (Kirin 990)، بنسختيه 4G و5G.
ويعتبر «كيرين 990 5G» أول شريحة مُعالجة متكاملة في العالم تدعم تكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس. فعلى عكس المنافسين، تم دمج مودم لاتصالات الجيل الخامس مع معالج «كيرين 990»، ما ساعد على اختزال المساحة وضمان استهلاك أقل للطاقة.

كومبيوترات ولابتوبات
تنافست الشركات فيما بينها لتعلن عن آخر ما توصلت إليه في قطاع الكومبيوترات، وبرزت هنا شركات كبرى في المجال مثل «لينوفو»، و«أسوس» و«آيسر» (Acer).
> عرضت شركة لينوفو - التي تحظى بحصة سوقية تصل إلى 25 في المائة في سوق الكومبيوترات - مجموعة لابتوبات من ضمنها فئة «ثينك بوك» (Think Book) للشركات، وفئة «يوغا» (Yoga) للمستهلكين.
ولعل أبرز هذه الأجهزة كان «يوغا إس 940» (Yoga S940)، الذي يأتي مزوداً بشاشة بدقة 4K وسماعات عالية الدقة بتقنية «دولبي إتموس»، وتصميم نحيف يمتاز بخفة الوزن. كما أن الجهاز يأتي مدعماً بأحدث إصدارات معالجات «إنتل» من الجيل العاشر وببطارية تدوم ليوم كامل، ويمكن شحنها لمدة 25 دقيقة فقط لتعطيك ساعتين من العمل.
من الأجهزة الأخرى التي تم عرضها «لابتوب يوغا سي 940» المتحول الذي يمكن استخدامه «لابتوب» تقليدياً أو «تابلت»، حيث يمكن فتح الجهاز بدرجة 360 درجة مئوية ليناسب جميع الاستخدامات، بالإضافة إلى تزويده بقلم مناسب للاستخدام في وضع التابلت اللوحي. ويوفر «اللابتوب» تجربة مستخدم شبيهة بتلك التي توفرها أجهزة الكومبيوتر المكتبية، نظراً للمواصفات العالية التي ترقى بالجهاز، لأن يكون «لابتوب» مناسباً للألعاب أيضاً، خصوصاً أنه يأتي ببطاقة شاشة عالية الأداء من «نفيديا جي تي إكس 1650» (NVIDIA GeForce GTX 1650).
جدير بالذكر أن معظم «اللابتوبات الجديدة» من «لينوفو» ستأتي بمعالجات «إنتل آي 5» أو «آي 7» من الجيل العاشر، بالإضافة إلى بعض الموديلات التي ستدعم «إنتل كور آي 9»، بجيلها التاسع، وبذاكرات داخلية تصل إلى 2 تيرابايت من نوع «إس إس دي» (SSD)، وذاكرات عشوائية (RAM) من نوع «إنتل أوبتاين» (Intel Optane) الأسرع، وتصل سعتها إلى غاية 16 غيغابايت.
ومن المزايا الذكية في سلسلة «اللابتوبات» الجديدة وجود مستشعرات تعمل بالذكاء الصناعي تعرف ما إذا كنت أمام الشاشة أم لا، فإن كنت تشاهد فيديو مثلاً، فإنه سيتوقف بمجرد أن تتحرك من مكانك، ثم يستكمل العرض بمجرد جلوسك أمام الشاشة مجدداً. هذه التقنية أيضاً تعمل على جعل الخلفية ضبابية بالكامل في حال استعمالك الكاميرا الأمامية في مكالمات «سكايب» مثلاً، كما أنها تعمل على قفل الجهاز تلقائياً في حال ابتعادك عنه لفترة معينة كنوع من الحماية.
> شركة «آيسر» عرضت مجموعة من لابتوباتها وكان من أبرزها لابتوب الألعاب «بريداتور هيليوس 700» (Predator Helios 700) الذي يأتي بلوحة مفاتيح منزلقة يمكن سحبها للخارج فتظهر المراوح من الأعلى لتساعد على تبريد الجهاز خصوصاً أثناء اللعب. الفئة العليا من اللابتوبات تأتي بأحدث معالجات «إنتل كور آي 9» وذاكرة عشوائية تصل إلى غاية 64 غيغابايت وذاكرة داخلية بسعة 2 تيرابايت.
كما عرضت بعضاً من لابتوباتها العاملة بنظام تشغيل «كروم أو إس» (Chrome OS) مثل لابتوب «سويفت 7» الذي لا يتعدى وزنه 890 غراماً، ويأتي بمعالج «إنتل كور آي 7» بذاكرة عشوائية 16 غيغابايت وذاكرة داخلية 512 غيغابايت من نوع «SSD».
> شركة «أسوس» من جهتها عرضت لابتوبها الأكثر تميزاً «ZenBook Pro Duo» الذي يأتي بشاشة إضافية أعلى لوحة المفاتيح تساعد المستخدم في تعدد المهام، فيمكنك أن تفتح 3 تطبيقات في الوقت نفسه، إذ إن الشاشة الثانوية يمكن فصلها إلى جزأين. ومن خلال تجربتنا للابتوب، اتضح أنه يتفوق على كثير من المنافسين، فهذه الشاشة الإضافية تجعل من إجراء بعض المهام المعقدة أكثر سهولة ويسراً. كما يأتي اللابتوب بأحدث معالجات «إنتل كور آي 9» من الجيل التاسع وبطاقة شاشة «جي فورس آر تي إكس 2060» (GeForce RTX 2060) وشاشة 4k خلابة وتصل ذاكرته الداخلية إلى 1 تيرابايت وذاكرته العشوائية إلى 32 غيغابايت.



تعرّف على تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة في عام 2025

ثورة تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة... تأثيرات عميقة مقبلة على حياتنا اليومية
ثورة تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة... تأثيرات عميقة مقبلة على حياتنا اليومية
TT

تعرّف على تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة في عام 2025

ثورة تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة... تأثيرات عميقة مقبلة على حياتنا اليومية
ثورة تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة... تأثيرات عميقة مقبلة على حياتنا اليومية

يستمر تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، خصوصاً مع تطور قدرات الحوسبة والتخزين وسرعة نقل البيانات وتطوير خوارزميات جديدة مفيدة للمستخدمين في شتى جوانب الحياة.

سيزداد تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي مباشرة على الأجهزة المختلفة دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت

وسنسلط الضوء في هذا المقال على أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي سنشهدها خلال عام 2025، مثل تطور تقنيات الرؤية الذكية وظهور الأنظمة المركبة للذكاء الاصطناعي، وانتشار الذكاء الاصطناعي الطرفي، وتطور مساعدات الذكاء الاصطناعي. كما سنتعرّف على أحدث المزايا المقبلة لـ«ذكاء أبل» وكيف ستُسهم في تعزيز تجربة المستخدم. دعونا نستكشف هذا العالم المثير من الذكاء الاصطناعي، ونكتشف كيف سيغيّر هذا التطور من شكل حياتنا في المستقبل.

تستطيع تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة التعرّف على العناصر الموجودة في الصور والفيديوهات بدقة فائقة

اقتراب «ذكاء» المستقبل

التقنية الأولى التي يُتوقع أن تتقدم بشكل كبير هي التعرف على العناصر الموجودة في الصور والفيديوهات بدقة فائقة وتصنيفها بشكل صحيح والتعرف على النصوص فيها «AI Vision»، وذلك بسبب زيادة إنتاج المستخدمين للصور والفيديوهات وتحليل الذكاء الاصطناعي لها من خلال منصات مشاركة هذه الملفات وفهمه للمشاهد المعقدة فيها. ومن المتوقع أن تساعد هذه التقنية في إنتاج صور وفيديوهات توليدية بشكل أكثر إبهاراً، بالإضافة إلى دعم الشركات لها من خلال كاميرات الهواتف الجوالة (مثل «عدسة غوغل» Google Lens للتعرف على العناصر المحيطة بالمستخدم) ومراقبة الأصناف الموجودة في المتاجر والسيارات ذاتية القيادة، وغيرها. ولكن هذا الأمر قد يشكّل خطراً على خصوصية المستخدمين واحتمال مراقبتهم دون علمهم ما لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع ذلك.

ومن المتوقع أن يتم استخدام نظم ذكاء اصطناعي مركبة «Composite AI» من أكثر من مصدر تستطيع إتمام مهام أكثر تعقيداً مما يستطيع نظام واحد القيام به. وتستطيع هذه التقنيات إيجاد روابط عميقة بين البيانات المعقدة بسهولة وتقديم فيديوهات تحتوي على الأشخاص أنفسهم عبر الكثير من المشاهد وتعديل الإضاءة حسب البيئة وتغيير لغة المحادثات على الفور، وغيرها. وليس من البعيد تطوير خدمات تقدم مجموعات كبيرة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ليختار المستخدم ما يحتاج إليه منها لتلبية طلبه وتحقيق هدفه، وكأنها «متجر» للذكاء الاصطناعي يقدم للمستخدم الخدمة حسب الحاجة والرغبة.

وبسبب انتشار المعالجات التي تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي في الكمبيوترات والهواتف الجوالة والكثير من الأجهزة الأخرى، فمن المتوقع أن نشهد إطلاق مزيد من التقنيات التي تدعم الذكاء الاصطناعي مباشرة من على الجهاز عوضاً عن الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت للقيام بذلك عبر «Edge AI».

مثال على ذلك: استخدام معالجات متقدمة في كاميرات المراقبة للتعرف على الكثير من الحالات غير الطبيعية، مثل الحوادث أو السرقات، أو في الأجهزة الطبية لتسريع عملية التشخيص أو التحليل، وغيرها. هذا الأمر من شأنه زيادة مستويات الخصوصية بسبب عدم مشاركة البيانات الحساسة مع الأجهزة الخادمة عبر الإنترنت، والعمل بكفاءة عالية دون وجود أي اتصال بالإنترنت.

كما سينتشر «عملاء الذكاء الاصطناعي» AI Agents بشكل متسارع، حيث سنشهد ظهور «برامج» تفهم طلب المستخدم وتقوم بتقسيمه إلى وظائف صغيرة، وتعمل على إتمامها بشكل آلي يحاكي التصرف البشري، وقد تساعد الأطباء في إجراء سلاسل فحوصات على المرضى وتعديل الفحص التالي وفقاً لنتائج الفحص السابق، وهكذا. وقد نشهد دخول هذه التقنية إلى مجال التعليم أيضاً.

تحديثات عديدة مقبلة لـ«ذكاء أبل» على الهواتف الجوالة والكومبيوترات الشخصية

مزايا «ذكاء أبل» المقبلة

أطلقت «أبل» مزايا «ذكاء أبل» Apple Intelligence للذكاء الاصطناعي، وقدمت مجموعة من التحديثات عبر نظامي التشغيل «آي أو إس» و«ماك أو إس»، ولكن لا تزال هناك مزايا ستطلقها خلال العام الجاري، نذكر مجموعة منها:

* الميزة الأولى هي «فيلم الذكريات» Memory Movie على الكومبيوترات التي تعمل بنظام «ماك أو إس»، والتي تقوم بصنع فيلم قصير مكون من الصور وعروض الفيديو الموجودة في تطبيق الصور وفقاً لوصف المستخدم، مثل قيام الميزة بإيجاد فيديو يحتوي على أهم لحظات الإجازة في البحر مع العائلة، أو فيديو للمنزل الجديد الذي انتقل المستخدم إليه، مع القدرة على اختيار مدة الفيلم والموسيقى ومشاركته مع الأهل والأصدقاء عبر الشبكات الاجتماعية. وعلى الرغم من أن هذه الميزة موجودة على هواتف «آيفون» المحدثة، فإنها ستصبح متوافرة على كمبيوترات «ماك» قريباً.

* وبالحديث عن نظام التشغيل «ماك أو إس»، فمن المتوقع أن يحصل الإصدار 15.3 (سيتم إطلاقه في أواخر يناير «كانون الثاني») على ميزة «الرموز التعبيرية التوليدية» Genmoji التي تسمح بصنع «رموز تعبيرية» Emoji مخصصة وفقاً لرغبة المستخدم، بواسطة الذكاء الاصطناعي وكتابة الوصف النصي المرغوب للحصول على رمز تعبيري يمكن مشاركته مع الآخرين بكل سهولة. ويمكن استخدام هذه الأداة لإيجاد شخصيات تشابه الأصدقاء باستخدام صورهم وكتابة وصف للرمز التعبيري الجديد المطلوب.

* وسيحصل مساعد «سيري» على تحسينات مزايا ذكاء اصطناعي ممتدة، تشمل إمكانية البحث عن الملفات وفهم ما يظهر على شاشة المستخدم والتكامل مع الكثير من التطبيقات الأخرى. وسيتمكن «سيري» من تتبع مكان كل شيء على جهاز المستخدم، مثل: الرسائل النصية، والبريد الإلكتروني، والملفات، والصور؛ للمساعدة في العثور على أي شيء يتم البحث عنه. كما سيتمكن المساعد من فهم ما يظهر على الشاشة وتنفيذ الأوامر بناء على ذلك، مثل معاينة ملف ما وقول «سيري، أرسل هذه الملف إلى مديري في العمل عبر رسالة بريد إلكتروني»، لتتم العملية بكل سلاسة. كما سيتمكن «سيري» من تنفيذ المهام المعقدة التي تتطلب استخدام أكثر من تطبيق لتنفيذها، مثل تحرير صورة ومشاركتها مع صديق محدد، من خلال أمر واحد.

اصنع فيديوهات مبهرة من صورك وفيديوهاتك آليا باستخدام "فيلم الذكريات" على الهواتف الجوالة والكومبيوترات الشخصية cut out

تجدر الإشارة إلى أن ميزة «ذكاء أبل» تدعم حالياً اللغة الإنجليزية فقط، ولكن من المتوقع أن تدعم الشركة اللغات التالية خلال عام 2025: الصينية والفرنسية والألمانية والإيطالية واليابانية والكورية والبرتغالية والإسبانية والفيتنامية.