السودان: وزراء حكومة حمدوك يؤدون اليمين أمام السيادي ورئيس القضاء

وزير المالية: بوادر دعم سخي لن يتأثر بالعقوبات

السودان: وزراء حكومة حمدوك يؤدون اليمين أمام السيادي ورئيس القضاء
TT

السودان: وزراء حكومة حمدوك يؤدون اليمين أمام السيادي ورئيس القضاء

السودان: وزراء حكومة حمدوك يؤدون اليمين أمام السيادي ورئيس القضاء

عقدت الحكومة السودانية بمجلسيها «السيادة والوزراء» اجتماعاً مشتركاً عقب أداء أعضاء مجلس وزراء الحكومة الانتقالية السودانية لليمين الدستورية أمام رئيس المجلس السيادي ورئيس القضاء، إيذاناً بإطلاق صافرة انطلاق أعمال الحكومة الجديدة التي تحكم البلاد لثلاث سنوات وثلاثة أشهر، فيما بشر وزير المالية بالحصول على «دعم من المجتمع التنموي» لن يتأثر بالعقوبات المفروضة على السودان.
وقال عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان في إفادات عقب أداء اليمين الدستورية، إن أداء اليمين الدستورية أمس، يكمل تأسيس الحكومة المدنية كاملة بمشاركة عسكرييْن هما وزيرا الداخلية والدفاع.
وأوضح أن ثمانية عشر وزيرا أدوا اليمين الدستورية، وأن نقاشا دار حول الوزير التاسع عشر، أدى لتعديل المرسوم الدستوري بتوافق المجلسين، ليؤدي الوزراء اليمين الدستورية، وإرجاء تعيين وزيري الثروة الحيوانية والسمكية، والبنية التحتية لوقت لاحق.
وتعهد الفكي بعودة مجلس السيادة لمهامه الدستورية التي حددتها الوثيقة «القليلة جداً»، فيما سيقع ثقل المهام الأكبر على الحكومة. وبدوره، قال وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح، إن تضحيات شعب السودان العظيمة جعلت من الدولة المدنية ممكنة، وأضاف: «لولا الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للشعب ومسيرته نحو العدالة، لما كان هذا ممكنا، ولما كنا هنا هذا اليوم».
ووصف صالح بدء المرحلة الانتقالية بأنه «لحظة تاريخية» مملوءة بعزم أكيد على الوفاء بالعهد للشهداء والشعب، والعمل لتحقيق أهداف الثورة، التي ضحى من أجلها الشهداء، مسترشدين بإعلان الحرية والتغيير والاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية.
ووعد بإنفاذ برامج تفصيلية سيعمل عليها الوزراء كل حسب اختصاصه، ترفع لمجلس الوزراء لتكون «الخطة الوطنية» التي ستحمل عليها الحكومة، خلال ثلاث سنوات، وأضاف: «قد تبدو الآمال والطموحات التي كان يحلم بها الشعب مستحيلة، لكنها الآن ممكنة التحقق عبر جهدنا وعملنا المشترك».
وأكد صالح على أن الوزراء ومجلس السيادة أبدوا استعدادهم للعمل المشترك «بلا تفصيل لمكون عسكري أو مدني، والعمل المشترك من أجل المهمة الوطنية المشتركة».
ونقل عن رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء قولهما إن «العالم عينه علينا ويراقبنا، بالتأكيد هي نظرات ملؤها الإعجاب، لكن أيضا ربما ملؤها الانتظار والترقب لاستجابتنا للتحديات العظيمة التي تواجهنا».
وشددت وزيرة الشباب والرياضة ولاء البوشي على أن تشكيل مجلس الوزراء خطوة من خطوات الثورة، وتعهدت باستمرار روح الفريق بين الوزراء لخدمة الشعب بما يليق بالتضحيات واستصحاب شعار الثورة «حرية، سلام، وعدالة»، والالتزام بالشفافية لمواجهة التحديات وقهرها.
من جهته، تعهد وزير المالية والاقتصاد إبراهيم البدوي، بإنفاذ برنامج اقتصادي نهضوي يعكس قيم الثورة، يتضمن برنامجا اقتصاديا إسعافيا للمائتي يوم الأولى، والذي يهدف لتحقيق خمسة محاور رئيسية هي «تثبيت الاقتصاد الكلي وإعادة هيكلة الموازنة ورفع الجهد المالي، للإيفاء بالالتزامات تجاه الشعب في الرفاه الاجتماعي والصرف على التعليم والصحة والتنمية».
وقال البدوي إن وزارته ستضطلع بإجراءات إسعافية سريعة وناظمة لتكملة الأسواق وتثبيت الأسعار وتوفير وسائل تخيف تكلفة المعيشة، وأضاف «الشعب السوداني الآن حر سياسيا ووجدانياً، لكنه مقهور اقتصاديا»، ما يستدعي معالجة هذا الوضع عاجلا «ريثما يتم التوفر على برامج اقتصادية لتثبيت الاقتصاد الكلي، ومكافحة التضخم وتدهور أسعار الصرف وأزمة السيولة، وغيرها». وبحسب البدوي فإن ثالث أهداف خطته يسعى لمعالجة بطالة الشباب عن طريق برامج إسعافية قصيرة المدى وطويلة المدى وذات المدى المتوسط، والانتقال من العون الإنساني إلى التنمية المستدامة في المناطق الثلاث التي تشهد الحروب، وتابع «نعتقد أن التركيز على هذا الجانب سيؤسس على دعم توجه جديد، يؤدي إلى إعطاء الأولوية القصوى لعملية بناء السلام».
ووعد البدوي بدعم التوجه نحو بناء السلام الذي يقوده رئيسا مجلس السيادة والوزراء، عن طريق انتهاج أسلوب التنمية المستدامة، وقال: «هناك دعم كبير من المجتمع التنموي، غير مقيد، ولن يتأثر بالعقوبات المفروضة على السودان».
وتعهد الوزير بالعمل في المرحلة الخامسة من خطته الإسعافية، على بناء القدرات، خاصة في مؤسسات إدارة الاقتصاد والوزارات الاقتصادية، وتحضير الاقتصاد السوداني للانطلاق في السنة الثانية والثالثة نحو القيمة المضافة والتصنيع، خاصة في مجال الثروة الحيوانية والحبوب الزيتية، وأضاف: «هناك ما يمكن أن يوصف بالقطوف الدانية، التي يمكن إنجازها خلال الفترة الانتقالية».
وأوضح الوزير أن وزارته ستعمل على الانتقال من دعم السلع، إلى دعم الإنسان بصورة مباشرة، وأضاف «هو مشروع استراتيجي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن أهمها مكافحة الفقر والانتقال من تمكين الفئة كما كان سائدا، إلى تمكين المواطن السوداني على المستوى الواسع والعريض».
وقطع البدوي بأن الإجراءات التي سيتبعها في إدارة اقتصاد البلاد ستمكن بنهاية الفترة الانتقالية، من الانتقال إلى التطور الهيكلي عن طريق المشاريع الاستراتيجية الكبرى في الطرق والإنشاءات والمطارات، بما يجعل الاقتصاد مستعدا للثورة الرقمية التي تشكل الاقتصاد العالمي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.