تأكيد سعودي ـ إماراتي على دعم الشرعية... وترحيب باستجابة الحكومة و«الانتقالي» للحوار

بيان مشترك طالب بوقف الأعمال العسكرية والانتهاكات ضد المكونات الأخرى والممتلكات العامة

عادل الجبير لدى لقائه مارتن غريفيث في جدة أمس (الشرق الأوسط)
عادل الجبير لدى لقائه مارتن غريفيث في جدة أمس (الشرق الأوسط)
TT

تأكيد سعودي ـ إماراتي على دعم الشرعية... وترحيب باستجابة الحكومة و«الانتقالي» للحوار

عادل الجبير لدى لقائه مارتن غريفيث في جدة أمس (الشرق الأوسط)
عادل الجبير لدى لقائه مارتن غريفيث في جدة أمس (الشرق الأوسط)

رحبت السعودية والإمارات، أمس (الأحد)، باستجابة الحكومة الشرعية في اليمن و«المجلس الانتقالي» لدعوة المملكة إلى الحوار، وشددت الدولتان، في بيان مشترك، على ضرورة استمرار هذه الأجواء الإيجابية والتحلي بروح الأخوة ونبذ الفرقة والانقسام.
وجاء في البيان السعودي - الإماراتي المشترك، استمرار دعم الحكومة الشرعية في جهودها الرامية للمحافظة على مقومات الدولة اليمنية وهزيمة المشروع الإيراني ودحر الميليشيا الحوثية والتنظيمات الإرهابية في اليمن، واستمرار تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني.
وأكد البيان حرص حكومتي السعودية والإمارات على القيام بمسؤولياتهما في تحالف دعم الشرعية في اليمن؛ التي عبرتا عنها في بيانهما المشترك الصادر في 26 أغسطس (آب) الماضي، حول مجريات ومستجدات التطورات السياسية والعسكرية عقب الأحداث التي وقعت في العاصمة اليمنية المؤقتة (عدن) أوائل أغسطس الماضي وما تلا ذلك من أحداث.
ورحب البيان بدعوة المملكة إلى الحوار (في جدة)، وأكدت الدولتان في البيان على استمرار جهودهما السياسية والعسكرية كافة لاحتواء تلك الأحداث؛ حيث «عملت الدولتان وبتنسيق وثيق مع مختلف الأطراف على متابعة الالتزام بالتهدئة ووقف إطلاق النار، والتهيئة لانطلاق الحوار بشكل بنّاء يساهم في إنهاء الخلاف ومعالجة آثار الأزمة».
ورحبت الرياض وأبوظبي باستجابة الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي لدعوة المملكة إلى الحوار، وشددتا على ضرورة استمرار هذه الأجواء الإيجابية والتحلي بروح الأخوة ونبذ الفرقة والانقسام، لما يمثله ذلك من خطوة رئيسية وإيجابية لإنهاء أزمة الأحداث الأخيرة في محافظات عدن وأبين وشبوة.
وأكدت الدولتان، اللتان تعدّان حجر الأساس في تحالف دعم الشرعية في اليمن، على أهمية التوقف بشكل كامل عن القيام بأي تحركات أو نشاطات عسكرية أو القيام بأي ممارسات أو انتهاكات ضد المكونات الأخرى أو الممتلكات العامة والخاصة.
وطلب البيان المشترك من الجميع العمل بجدية مع اللجنة المشتركة التي شُكلت من التحالف، «والأطراف التي نشبت بينها الفتنة»، لوقف ومراقبة الأعمال والنشاطات العسكرية وأي نشاطات أخرى تقلق السكينة العامة، كذلك «وقف التصعيد الإعلامي الذي يُذكي الفتنة ويؤجج الخلاف بجميع أشكاله ووسائله، والتعاطي بمسؤولية كاملة لتجاوز هذه الأزمة وآثارها، وتغليب مصلحة الشعب اليمني الذي ينشد الأمن والاستقرار وتوحيد الصف».

غريفيث متفائل
على صعيد متصل، وصف مارتن غريفيث، المبعوث الأممي إلى اليمن، لقاءه، أمس (الأحد)، بعادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، بـ«الإيجابي»، معرباً عن امتنانه للسعودية على جهود الوساطة التي تبذلها في جنوب اليمن، وقال في تغريدة عبر «تويتر»: «ناقشنا السبل للمضي قدماً في العملية السياسية باليمن».
وقالت وكالة الأنباء السعودية إنه جرى خلال اللقاء بحث المستجدات على الساحة اليمنية، والجهود القائمة حيالها، إضافة للدعم الذي تقدمه المملكة لإغاثة الشعب اليمني.

ترحيب من «الانتقالي»
ورحب «المجلس الانتقالي الجنوبي» بالبيان السعودي - الإماراتي المشترك، وأكد نزار هيثم، الناطق باسم «المجلس الانتقالي الجنوبي» أن الحوار هو المسار الذي طالب به «المجلس الانتقالي» منذ اليوم الأول، «إيماناً بأنه الوسيلة الفضلى والأقوى للوصول إلى حلول عادلة لجميع الملفات والقضايا العالقة، بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، والمصالح العليا للشعب الجنوبي».
وقال لـ«الشرق الأوسط» إن البيان المشترك، الذي صدر أمس، يدل على توافق بين الأطراف للجلوس إلى طاولة التفاوض وإنهاء المشكلات العالقة وإيقاف أي استفزازات في إطار التهدئة والعمل المشترك مع التحالف العربي في مواجهة الانقلاب الحوثي.
وحول ما دعا إليه البيان من إيقاف التحركات والنشاطات العسكرية أو أي ممارسات أو انتهاكات ضد المكونات الأخرى أو الممتلكات العامة والخاصة، قال: «نحن ملتزمون بما دعت إليه السعودية سابقاً، ومع إيقاف النار والتهدئة»، وإن ما يحدث هو استفزاز من الحكومة الشرعية «للجنوبيين، يقابله دفاع من قبلنا».
وأكد نزار هيثم أن الحملة الأمنية في عدن تتم ضمن منظومة عمل القضاء على الإرهاب من خلال عمل استخباراتي، وأن «من يتم القبض عليهم هم من العناصر المتطرفة التي تهدد السلم الاجتماعي، ولدى القوات الأمنية الحق في ملاحقتهم والتحقيق معهم واتخاذ الإجراءات اللازمة»، لافتاً إلى أن «هذه العمليات تتم منذ سنوات طوال، وليست الآن فقط».
ونفى وجود أي عمليات ملاحقة لشخصيات من الحكومة الشرعية، وقال: «لم نلاحق أي شخصية من الحكومة الشرعية أو غيرها؛ بل هناك أشخاص هربوا من أداء واجباتهم تجاه المواطنين، وبرروا هروبهم بمحاولات لملاحقتهم، ونحن نؤكد على أننا لا نلاحق إلا من حاول زعزعة أمن الجنوب، ونطلب من الجميع أن يعمل من أجل توفير الخدمات للمواطنين».
وعمّا يشاع حول وصول تعزيزات عسكرية إلى عدن، قال نزار هيثم: «لا توجد تعزيزات عسكرية جاءت إلى عدن؛ بل للأسف هناك عودة لبعض القوات العسكرية التي كانت تحارب إلى جانب الشرعية بدعم من التحالف العربي في الساحل الغربي بحكم التهدئة التي حدثت في الحديدة وتوقف القتال، والغالبية عادوا إلى مناطقهم في عدن والصبيحة ولحج».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.