{الخزانة} الأميركية تتوعد بمعاقبة كل من يحاول شراء النفط الإيراني

TT

{الخزانة} الأميركية تتوعد بمعاقبة كل من يحاول شراء النفط الإيراني

شددت وكيلة وزارة الخزانة الأميركية لمكافحة الإرهاب والشؤون المالية سيجال ماندلكر، على أن الولايات المتحدة ستعاقب كل من يحاول أن يشتري النفط الإيراني أو يتعامل مع أذرع الحرس الثوري الإيراني وشبكة أنشطته لتصدير وتهريب النفط، وأنه لن يتم إصدار أي إعفاءات نفطية أو تنازلات من أي نوع.
وأكدت ماندلكر خلال مؤتمر تليفوني عقدته من الإمارات العربية المتحدة أمس، أن «الإدارة الأميركية مستمرة في حملة الضغط القصوى على إيران، وقمنا بإصدار 30 جولة من العقوبات ضد أكثر من ألف كيان وشركة إيرانية». وقالت: «أدرجنا الأسبوع الماضي على قائمة العقوبات شبكة شركات الشحن والنفط التابعة للحرس الثوري الإيراني التي قامت بتهريب ما قيمته نصف مليار دولار من النفط الإيراني لسوريا، وهي شبكة منتشرة ولها 37 كياناً تابعاً لها في لبنان والهند وسنغافورة والإمارات، تقوم ببيع ملايين البراميل من النفط الذي يوفر ملايين الدولارات لإيران». وأشارت إلى أن «هذه الكيانات المنتشرة تشير إلى كم النفوذ الإيراني الذي تجب مواجهته».
وتزور ماندلكر خلال الأسبوع الحالي، الإمارات وسويسرا وإسرائيل، لإجراء محادثات مع المسؤولين حول 3 قضايا تتعلق بمكافحة طرق إيران لتهريب النفط، ومواجهة محاولات استخدام العملات المشفرة في معاملات غير قانونية وفي عمليات غسل الأموال وقضية تعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون مع الدول لمواجهة التهديدات التي تفرضها إيران.
وكانت ماندلكر قد عقدت عدة اجتماعات خلال زيارتها الإمارات شملت وزراء المالية والمصارف والمسؤولين في قطاع الشحن ورؤساء تنفيذيين في القطاع الخاص لمناقشة طرق التعاون لمواجهة التهديدات الإيرانية.
وحول محادثاتها مع المسؤولين بالإمارات، قالت ماندلكر: «نحن نرسل رسالة لصناعة الشحن في العالم لوقف أي عمليات لتسهيل بيع النفط الإيراني تعود بالموارد للحرس الثوري الإيراني؛ الذراع العسكرية لأكبر دولة راعية للإرهاب، وسنستمر في فرض عقوبات على أي شخص أو شركة أو كيان يتورط في تسهيل هذه الأنشطة والتذكير بالعواقب». وشددت على أنه «يتعين على المجتمع الدولي ألا يغض الطرف عن تلك الممارسات الإيرانية»، وأن جولتها إلى الدول الثلاث تستهدف إرسال تحذيرات لصناعة الشحن حول مخاطر تسهيل تهريب النفط، وأيضاً البتروكيماويات الإيرانية التي فرضت أيضاً الخزانة الأميركية عقوبات على كيانات بتروكيماوية تابعة للحرس الثوري الإيراني.
وأشادت ماندلكر بالتعاون المثمر مع الإمارات ووحدة المواقف في مواجهة تحديات إيران وتفهم خطورة الأنشطة الإيرانية وضرورة تشديد الإجراءات لوقف تهريب النفط الإيراني. كما أشادت بالعلاقات القوية مع الحكومة العراقية، وتهربت من التصريح بإمكانية فرض عقوبات على أي كيانات عراقية تتعاون مع إيران، قائلة إنه لا يمكن البوح بما نرتب له في المستقبل.
وفي إجابتها عن أسئلة الصحافيين حول ناقلة النفط «أدريانا» وتصريحات طهران بأنها وصلت إلى وجهتها وتم بيع النفط، قالت إن الإدارة الأميركية تراقب مسار السفينة وتم إدراج ربان هذه السفينة تحت طائلة العقوبات الأميركية، «وأوضحنا له النتائج التي سيترتب عليها تهريب النفط الإيراني إلى سوريا ونرسل رسالة لأي شخص يتورط في أنشطة تنتهك العقوبات أنه ستكون هناك تداعيات».
وأكدت وكيلة وزارة الخزانة الأميركية أن العقوبات تعمل وأن الرئيس ترمب مستمر في فرض حملة ضغط قصوى على إيران، ونفت أن تكون هناك احتمالات للاستجابة للمطالب الإيرانية برفع العقوبات مقابل الجلوس على مائدة التفاوض.
وحول جهود إيران لرفع مستوى التعاون والتجارة مع الصين، أكدت ماندلكر أن بلادها فرضت عقوبات على شركة صينية قامت بالدخول في تجارة النفط مع إيران، وأن الرسالة لكل الدول بما في ذلك الصين هي ضرورة التوقف عن الدخول في علاقات تجارية مع إيران وإلا ستكون هناك عقوبات. وأوضحت أن إمكانية استغلال إيران للحوثيين في التحايل على العقوبات المفروضة على تصدير النفط تتم مراقبتها بشكل مكثف.
وحول العقوبات التي فرضتها الخزانة على مصرف «جمال ترست» لعلاقته بعمليات حزب الله المالية، قالت ماندلكر إن الولايات المتحدة والبنك المركزي اللبناني لن يتساهلان مع قيام أي مصرف بتسهيل العمليات المالية لحزب الله. وشددت على أن بلادها تعمل مع الحكومة اللبنانية والبنك المركزي لمواجهة عمليات غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وفرض عقوبات على أي قطاع؛ سواء القطاع المصرفي أو قطاع الشحن في لبنان، يتورط في تمكين منظمة إرهابية مثل حزب الله من الحصول على عوائد مالية.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».