فصائل ترد على قصف النظام في حلب

TT

فصائل ترد على قصف النظام في حلب

قصفت الفصائل الموجودة بريف حلب، بلدتي نبل والزهراء في محيط مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام، رداً منها على قصف قوات النظام بلدات عندان وبيانون بريف حلب الشمالي الغربي، دون ورود أنباء عن إصابات، فيما قصفت قوات النظام بالمدفعية والصواريخ تلال كبانة بريف اللاذقية الشمالي وبلدة النقير بريف إدلب الجنوبي.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل مواطن جراء قصف براجمات الصواريخ استهدف مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، ليرتفع عدد الضحايا إلى مدنيين اثنين، منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار نهاية شهر أغسطس (آب) الفائت.
كما قصفت قوات النظام بالقذائف الصاروخية بلدة حيان بريف حلب الجنوبي، لترتفع إلى نحو 95 عدد القذائف والصواريخ التي استهدفت منطقة خفض التصعيد، منذ منتصف ليل السبت- الأحد. فيما تحدث المرصد عن قصف بالمدفعية الثقيلة، بعد ظهر أمس، استهدف محيط قرية شير مغار بالقرب من نقطة المراقبة التركية في ريف حماة الغربي.
وفي السياق استهدف قصف مدفعي وصاروخي ريف معرة النعمان صباح أمس، حيث طال القصف بلدات جرجناز ومعرشمارين والتح وتلمنس والدير الشرقي بريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، بالتزامن مع تحليق طائرات الاستطلاع في أجواء المنطقة. كما تعرضت قرى واقعة في ريف معرة النعمان، لقصف متقطع بالقذائف الصاروخية. وما دون ذلك يتواصل الهدوء الحذر في عموم منطقة «خفض التصعيد».
من جهة أخرى، قصفت قوات النظام بعدة قذائف صاروخية بعد منتصف ليل السبت - الأحد وصباح أمس، أماكن في محور كبانة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، ومحاور سهل الغاب وقرى جبل شحشبو بريف حماة الشمالي والغربي. هذا ولا تزال عمليات القصف الجوي من قبل طائرات النظام و«الضامن» الروسي متوقفة منذ صباح السبت 31 من شهر أغسطس، فيما يسود الهدوء الحذر عموم المنطقة تتخلله قذائف تتساقط على المناطق آنفة الذكر منذ صباح أمس الأحد، مع دخول وقف إطلاق النار الجديد يومه التاسع على التوالي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.