بدء الاجتماعات التحضيرية لمجلس وزراء الخارجية العرب

العراق جدد الدعوة لعودة سوريا إلى الجامعة

TT

بدء الاجتماعات التحضيرية لمجلس وزراء الخارجية العرب

انطلقت بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، في القاهرة، أمس، أعمال الدورة العادية الـ152 لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، للتحضير لاجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر غداً (الثلاثاء) برئاسة العراق. وخلال الجلسة الافتتاحية، جدد السفير أحمد الدليمي مندوب العراق، الدعوة إلى إعادة سوريا للجامعة، وطالب السوريين واليمنيين والليبيين بتجاوز الخلافات، وتحقيق المصالحة للوصول إلى الأمن والاستقرار في بلادهم.
وقال الدليمي إن المنطقة العربية تواجه تحديات متسارعة، مشيراً إلى ضرورة إعادة النظر في طريقة التعاطي مع هذه التحديات لمواجهة الأخطار والأزمات التي تشهدها بعض الدول العربية. ودعا إلى تجنب سياسات التصعيد والتدخلات الخارجية، والعمل على تحقيق التطلعات المشروعة لشعوب المنطقة.
وأشار إلى أن العراق عانى من الجماعات الإرهابية التي دمرت كثيراً من البلاد، لكن الجيش العراقي تمكن من دحر الإرهاب، ودعا إلى تضافر الجهود العربية من أجل مكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة والعابرة للحدود، والتصدي لذلك سياسياً وإعلامياً وثقافياً، مؤكداً أهمية دعم بلاده في إعادة الإعمار بعد الانتصار الكبير على تنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال إن القضية الفلسطينية تظل قضية العرب المركزية، مشيراً إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاته ضد المقدسات والشعب الفلسطيني عبر الاستيلاء على الأراضي وتهجير السكان وتدمير بيوتهم. ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وجدد الدليمي رفض العراق جميع الخطوات الأحادية المتعلقة بوضع مدينة القدس، مشدداً على دعم بلاده لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أراضي 1967 وعاصمتها القدس. وشدد الدليمي على دعم العراق لمنظومة العمل العربي المشترك بما يحقق تطلعات الشعوب العربية.
من جانبه، استعرض عبد الغني محمد مندوب الصومال في الجامعة العربية وسفيرها في القاهرة، رئيس الدورة السابقة لمجلس الجامعة العربية، الذي سلم الرئاسة لمندوب العراق، إنجازات هذه الدورة.
وأشار إلى التحديات التي واجهت المنطقة خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها الإجراءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وقيام الولايات المتحدة بنقل سفارتها بالقدس. ووجه تهنئة إلى السودانيين حكومة وشعباً على الوصول لاتفاق بتسليم السلطة، معرباً عن تمنياته لرئيس الوزراء السوداني الجديد عبد الله حمدوك بالتوفيق.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية، وقف المجلس دقيقةً حداداً على روح الرئيس التونسي القايد باجي السبسي.
وانبثقت عن الجلسة العامة أربع لجان هي لجنة الشؤون السياسية، واللجنة الاجتماعية والثقافية، ولجنة الشؤون القانونية، واللجنة الإدارية والمالية، ولذلك لإعداد تقاريرها تمهيداً لرفعها إلى «الوزاري العربي».
كما عقدت هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات التابعة للقمة العربية اجتماعاً لها، أمس، على مستوى المندوبين الدائمين.
واستعرضت الهيئة، في اجتماعها، التقرير نصف السنوي حول متابعة تنفيذ قرارات القمة العربية التي عقدت في تونس مارس (آذار) 2019، تمهيداً لرفع هذا التقرير إلى اجتماع الدورة 152 لمجلس جامعة الدول العربية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».