المصريون يأملون بتخطي عقبات تطوير التعليم مع انطلاق العام الدراسي

الوزارة تدرس الاستعانة بتجربة فنلندا

TT

المصريون يأملون بتخطي عقبات تطوير التعليم مع انطلاق العام الدراسي

يأمل المصريون بالتغلب على عقبات شابت عملية واسعة لتطوير التعليم في البلاد، شرعت الحكومة في تطبيقها منذ العام الماضي، كان أبرزها أزمة استخدام طلاب الثانوية العامة «التابلت» في الدراسة والامتحانات.
وتنطلق الدراسة في مصر بعد غد (الأربعاء)، بالنسبة لتلاميذ مرحلة رياض الأطفال والصفين الأول والثاني الابتدائي، بينما تبدأ للمراحل الأكبر سناً يوم 21 سبتمبر (أيلول) الجاري.
وبلغ عدد الطلاب بمصر 23.2 مليون، بمراحل التعليم قبل الجامعي عام 2017 – 2018، وفقاً لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، الصادرة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وهم موزعون على 63.9 ألف مدرسة ومعهد أزهري.
وأظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اهتماماً لافتاً بتطوير التعليم، من خلال دعمه مشروع التطوير، فضلاً عن إعلانه عام 2019 «عاماً للتعليم»، مؤكداً في تصريحات سابقة عمله على «تطوير المنظومة التعليمية، لضمان تعليم جيد يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمتطلبات المجتمع وسوق العمل المحلية والدولية، ويسهم في تخريج أجيال قادرة على الإبداع والمنافسة».
وتعتمد خطة التطوير على 4 محاور، هي «تطوير نظام التعليم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي، وتعديل نظام المرحلة الثانوية، وفتح المدارس اليابانية، واستحداث مدارس التكنولوجيا التطبيقية للتعليم الفني».
واقتصر تطبيق النظام الجديد، في شقه الأول، على الأطفال الذين التحقوا بالتعليم العام الماضي. ويقول وزير التربية والتعليم طارق شوقي، إن هذا النظام يهدف إلى القضاء على فلسفة الحفظ والتلقين، وتعويد الطفل من مرحلة رياض الأطفال على التفكير الإبداعي. بينما يتعلق الشق الثاني بتطوير نظام الثانوية العامة؛ حيث استُبدلت بالكتب أجهزة لوحية مزودة بالمناهج الدراسية (تابلت) يؤدون الامتحانات من خلالها. غير أن مخاوف كبيرة بين الطلاب وأولياء الأمور تسود من تكرار أزمة تعطل منصة الامتحان الإلكتروني، كما حدث في تجربة العام الماضي.
ونفت الحكومة المصرية أنباء تم تداولها على صفحات التواصل الاجتماعي بشأن إلغاء نظام الامتحانات على «التابلت»، بداية من العام الدراسي المقبل. وقال المركز الإعلامي لمجلس الوزراء: «لا صحة على الإطلاق لإلغاء الامتحانات على (التابلت) في نظام التعليم الجديد»، وشدد على أن كل ما يتردد من أنباء حول هذا الشأن شائعات تستهدف تشويه نظام التعليم الجديد.
وأوضحت وزارة التعليم أن «نظام (التابلت) يُتيح التعلُّم والبحث عن طريق التكنولوجيا الحديثة، وهو ما يساهم في التقليل من حدة الضغوط الملقاة على عاتق الطالب أثناء الدراسة».
وفي مؤتمر صحافي، أول من أمس السبت، أعلن وزير التربية والتعليم، التعاقد على شحنة جديدة من أجهزة «التابلت».
وسبق أن شكا وزير التعليم من ضعف المخصصات المالية للوزارة اللازمة لإتمام المهمة، وعزا العثرات التي تواجه تطبيق النظام الجديد، لوجود أزمة في المخصصات المالية، قائلاً إن «المشكلة التي شهدتها امتحانات الثانوية العامة (العام الماضي)، ووقوع (السيستم) على سبيل المثال، كان سببها عدم وجود نقود لدفع مقابل الإنترنت، فقُطعت الخدمة».
وبينما يشكو قطاع واسع من المصريين من ارتفاع مصروفات التعليم في ظل توجه آلاف الأسر نحو التعليم الخاص، بسبب كثافة التعليم الحكومي (المجاني). سعت الحكومة للتغلب على تلك المشكلة عبر إتاحة برنامج تمويلي لسداد المصروفات.
وأعلنت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، استمرار «بنك ناصر الاجتماعي»، في تقديم برنامج تمويل سداد المصروفات المدرسية، بهدف مساعدة أولياء الأمور في مقابلة أعباء المصروفات الدراسية.
وأشارت إلى أن برنامج تمويل سداد المصروفات المدرسية يتيح تمويل سنة دراسية واحدة، تسدد على 10 أشهر، أو تمويل مرحلة تعليمية كاملة، مثل المرحلة الإعدادية بسنواتها الثلاث، أو الثانوية، بحد أقصى للتمويل 50 ألف جنيه.
وفي إطار مساعيها لتطوير التعليم في مصر، نظمت الوزارة المنتدى المصري الفنلندي للتعليم، أول من أمس السبت، كأولى فعاليات المبادرة الإقليمية للمعرفة والابتكار، التي أطلقها المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات وهندسة البرامج (ريتسك)، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وقال الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم: «نتعلم، ونشارك تجاربنا، ونستمع لخبرة جمهورية فنلندا في تطوير التعليم».
وأثنت يانا بالويارفي، المديرة العامة لوزارة التربية والتعليم بفنلندا على مشروع إصلاح التعليم المصري، قائلة: «نحن معجبون بالتجربة المصرية في تطوير التعليم؛ خصوصاً فكر التعلم وخلق مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».