شهد أمين لـ «الشرق الأوسط»: دورنا في السينما نقل الإحساس الوجداني

من بلدة «خصب» في سلطنة عمان، التي تقترب من مضيق هرمز وتبعد عن عاصمة السلطنة (مسقط) نحو 500 كيلومتر، بدأت المخرجة السعودية شهد أمين في تدشين أولى انطلاقات فيلمها «سيدة البحر»، قبل أن يضعها المكان ولمسة الإخراج على عرش جائزة «فيرونا» عن فئة الفيلم الأكثر إبداعاً، ضمن أسبوع النقاد في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ76.
تقول أمين: «دورنا نحن السينمائيين نقل الإحساس الوجداني للناس، ونكون صادقين مع أنفسنا وفي القصص التي نطرحها».
وتتحدث المخرجة شهد أمين لـ«الشرق الأوسط» عن الفيلم الذي بدأت كتابته منذ عام 2013، أي قبل نحو 6 أعوام؛ حيث كان حينها فكرة على ورق، مضيفة: «اخترت قرية خصب العمانية، واستغرق التصوير نحو 3 أشهر»، مشيرة إلى أن المكان غير مؤهل للتصوير، ويمتاز بطبيعة مناخية شاقة، إلا أنها تقول: «بنينا المكان، وشارك معنا أهل القرية في الأدوار الثانوية، وكانوا ودودين في التعامل، ووفروا لنا كثيراً من الدعم، لذا وُفِّقنا في اختيار هذه القرية الجميلة».
وتدور أحداث فيلم «سيدة البحر» حول قصة لفتاة اسمها «حياة»، تعيش في قرية فقيرة تحكمها تقاليد مجحفة، تتمثل في تقديم الإناث من أطفالها لمخلوقات غريبة تعيش في المياه المجاورة، ما يجعل العمل وكأنه يحاول الانتصار للمرأة والتقاليد البالية التي تحاصرها في أحيان كثيرة. وبسؤال أمين حول ذلك تقول: «أنا كاتبة ومخرجة سينمائية، أحاول طرح قصص أثرت بي وألهمتني، وأعبر عن رؤيتي وتجربتي في الحياة؛ لكني لا أؤمن بأن الأفلام لا بد أن تحمل قضايا».
حول شخصية «حياة» الرئيسية في الفيلم، والتي قدمتها الممثلة بسيمة حجار، تقول أمين: «هي شاركتني تجربتي السينمائية في كل الأفلام، سواء الأفلام القصيرة أو الروائية الطويلة، وهي تمتلك موهبة فطرية، ولم تبدِ أي تذمر من صعوبة الأجواء أو مشقة المكان ونحو ذلك. هي فنانة حقيقية». وعن رؤيتها الفنية للفيلم، تقول أمين: «هذا الفيلم يعد نوعاً جديداً وطريقة مختلفة، ويطرح بطريقة مغايرة عن الطرق المعتادة سينمائياً. الفيلم غريب من نوعه، وطبعاً أنا كمخرجة سعودية أحرص على الأفكار المختلفة لأطرح من خلالها صوتنا إلى العالم».
وتصف الجائزة بأنها قيمة جداً، مضيفة: «هي خطوة كبيرة لي، وأتمنى أن تكون خطوة محفزة لأن نكمل طريقنا في السينما السعودية؛ لأن لدينا طاقات موهوبة جداً في السعودية والعالم العربي».
وأشارت شهد أمين إلى جودة الأفلام العربية التي أبهرت النقاد في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، قائلة: «الأفلام العربية حازت نصيباً جيداً من الجوائز. وهذا أمر يدعو للفخر، ونتمنى ما هو أكثر من ذلك مستقبلاً، فالأفلام العربية في تطور مستمر».
وعن العوامل القوية التي ساعدت على فوزها، تقول أمين: «اعتمدت على قصة قوية ومختلفة، وموضوع لم يطرح سابقاً بهذه الصورة، فأنا أؤمن بالسينما البصرية التي تتعلق بهويتنا الشرقية».
جدير بالذكر أن شهد أمين سبق لها أن فازت بالجائزة الأولى في مسابقة أفلام الإمارات في فئة الفيلم الروائي عن «حورية وعين»، عام 2014، ضمن مهرجان أبوظبي السينمائي. وهو ما يأتي أيضاً في إطار المسار الذي اختارته شهد أمين كي يميز أعمالها التي تهتم بالطرح البصري الخاطف وكثير من الرمزية؛ حيث تؤكد أمين أنها تعتمد كثيراً على السرد البصري، وتحرص على تضمين اللغة الشاعرية في كل أفلامها.