علاوي يدعو لقيادة عامة للقوات المسلحة والمالكي يرفض دمج «الحشد»

TT

علاوي يدعو لقيادة عامة للقوات المسلحة والمالكي يرفض دمج «الحشد»

أكد اللواء تحسين الخفاجي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع العراقية، أن «نتائج التحقيق في استهداف معسكرات الحشد لا تزال مستمرة»، مبيناً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «النتائج سوف تعلن حال اكتمالها». وبشأن أسلحة وعتاد هيئة الحشد الشعبي، قال اللواء الخفاجي إنّه «تم تأمين مخازن بديلة لأسلحة الحشد بإشراف وزارة الدفاع».
فيما عده فوضى في تعددية القوى العسكرية في العراق، دعا رئيس الوزراء الأسبق، إياد علاوي، إلى تشكيل قيادة عامة للقوات المسلحة، في خطوة أثارت ردود فعل متباينة، لكن زعيم دولة القانون نوري المالكي، كان الأكثر وضوحاً برفضه حلَّ الحشد الشعبي، أو دمجه مع الجيش العراقي والشرطة.
وفي تغريدة له على صفحته الرسمية بموقع «تويتر» قال علاوي أمس، إنه «لطالما أكدت ضرورة الحفاظ على هيبة وسمعة الوطن ومنع تعدد القوى العسكرية لما لذلك من تداعيات سلبية خطيرة».
وأضاف علاوي الذي يتزعم ائتلاف الوطنية، أن «الحل الوحيد لتلافي ذلك يكمن في تشكيل قيادة عامة للقوات المسلحة تضم ممثلين عن البيشمركة والحشد المقاتل بقيادة القائد العام للقوات المسلحة ونائبه وزير الدفاع». وأشار إلى أنه «لا سبيل لاستقرارنا سوى بعراق واحد وجيش واحد وقرار واحد وقيادة واحدة».
بدوره، حذر نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق زعيم ائتلاف دولة القانون، من «تحركات لحلّ الحشد الشعبي أو دمجه مع الجيش العراقي والشرطة»، مؤكداً ضرورة «تنظيم الحشد الشعبي وتدقيق أوضاعه وضبطه للحيلولة دون قيامه بتصرفات تُحرج الدولة والمواطنين».
وشدد المالكي على أهمية أن «يبقى الحشد الشعبي مستقلاً ويرتبط مباشرة بالقائد العام للقوات المسلحة»، مبيناً أن «بعض الجهات تدعو لحلّ الحشد الشعبي ظناً منها بأن حله سيُخلص البلد من الضغوط الخارجية التي لا تريد بأن يكون الحشد حامياً لسيادة العراق ووحدته ومواجهة التحديات التي تعترضه».
وحول دعوة علاوي لتشكيل قيادة عامة للقوات المسلحة، يقول الدكتور حسين علاوي أستاذ الأمن الوطني ورئيس مركز أكد للدراسات الاستراتيجية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «دعوة الدكتور إياد علاوي صريحة ومهمة... وإن لجنة الإصلاح في القطاع الأمني، كمراقبين للبيانات والدراسات والأبحاث التي نشرت عنهم، هم قدموا اقتراحاً مماثلا إلى الحكومة السابقة والحكومة الحالية، عبر السيد فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي من خلال اجتماعات مجلس الأمن للوطني».
وأضاف الدكتور حسين علاوي أن «القيادة العامة للقوات المسلحة يجب أن تتشكل لتجمع كل القوات المسلحة العراقية وتجمع الوزارات العسكرية والأمنية والاستخبارية»، مبيناً في الوقت نفسه أن «التحدي الأساس هو أن يكون هناك نائب للقائد العام للقوات المسلحة بمنصب رئيس أركان القوات المسلحة مثل الأردن والولايات المتحدة الأميركية، ويكون مسؤولاً عن عمل القيادة العامة للقوات المسلحة وتحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء».
وأوضح: «هذا يتطلب تعديلا دستوريا لنضع رئيس الأركان للقوات المسلحة كنائب للقائد العام للقوات المسلحة ويكون أرفع ضابط عسكري وأقدم محارب في القوات العراقية المشتركة لكي يتسلم إدارة هذا المنصب ويشرف على هيكلة القوات المسلحة العراقية، ويحافظ على وحدة القرار العسكري والإداري، وبالتالي يشرف على الناحية الإدارية واللوجيستية والعملياتية وتبقى إدارة قرار الحرب والسلام بيد القائد العام للقوات المسلحة».
وبين علاوي أنه «في حال تعذر التعديل الدستوري ممكن يصدر قانون تحت عنوان قانون قيادة القوات المسلحة العراقية من البرلمان... والعراق لديه خبرة سابقة في هذا المجال، لكن ستكون تجربتنا الجديدة بعيداً عن السياسة ومؤسسة وطنية اتحادية مهنية».
من جهته، يرى الخبير الأمني سعيد الجياشي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «مثل هذه الدعوات تتردد كثيراً من قبل سياسيين وعسكريين لتشكيل قيادة عامة للقوات المسلحة ومن دعواهم المستمرة يتضح أنهم لم يفهموا روح الدستور وما جاء فيه، حيث النص الدستوري يصف النظام السياسي العراقي الحالي دولة ديمقراطية اتحادية تعددية اختارت النظام البرلماني».
ويضيف الجياشي أن «هذه الصفة الدستورية تمنع تشكيل قيادة عامة للقوات المسلحة بل وتتعارض دستورياً مع صلاحيات القائد العام للقوات المسلحة التي منحها الدستور النافذ وفق المادة 78». وأوضح الجياشي أن «جميع الدول الديمقراطية لا يوجد فيها قيادة عامة للقوات المسلحة أبداً، بل يوجد قائد عام وهيئات أركان مشتركة تخضع له».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.