«أمنستي»: حكومة إسرائيل تقيد النواب العرب وتمارس ضدهم سياسة عنصرية

قبْل سنّ قانون يراقب تصويت العرب

فلسطيني من بلدة الطيبة يشارك بالتصويت في انتخابات الكنيست الإسرائيلي في  أبريل الماضي (أ.ف.ب)
فلسطيني من بلدة الطيبة يشارك بالتصويت في انتخابات الكنيست الإسرائيلي في أبريل الماضي (أ.ف.ب)
TT

«أمنستي»: حكومة إسرائيل تقيد النواب العرب وتمارس ضدهم سياسة عنصرية

فلسطيني من بلدة الطيبة يشارك بالتصويت في انتخابات الكنيست الإسرائيلي في  أبريل الماضي (أ.ف.ب)
فلسطيني من بلدة الطيبة يشارك بالتصويت في انتخابات الكنيست الإسرائيلي في أبريل الماضي (أ.ف.ب)

في خضم محاولات حزب الليكود الحاكم، برئاسة بنيامين نتنياهو، نصب كاميرات في صناديق الاقتراع بحجة «منع الأحزاب العربية من تزوير الانتخابات»، أصدرت «منظمة العفو الدولية» تقريراً خاصاً تتهم فيه القيادات السياسية الإسرائيلية باستهداف النواب العرب في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، بأنظمة وقوانين تميز ضدهم على أساس عنصري وتضعف قدراتهم على تمثيل المواطنين الفلسطينيين والدفاع عن حقوقهم.
وقد اختارت المنظمة الدولية عنواناً صارخاً لتقريرها هو: «منتخبون لكن مقيدون: تضييق المجال أمام البرلمانيين الفلسطينيين في الكنيست الإسرائيلي»، وتتحدث فيه عن تهديد حقوق هؤلاء النواب في حرية التعبير، وسن قوانين تكرس سياسة التمييز ضدهم، وإطلاق تصريحات من الوزراء الإسرائيليين للتشهير بهم، والسعي الحثيث لشطب مشاريع القوانين التي يقدمونها.
وقال نائب مديرة «المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا» في «منظمة العفو الدولية»، صالح حجازي: «إن أعضاء الكنيست الفلسطينيين في إسرائيل يتعرضون لهجمات تقوم على التمييز على نحو متزايد. ورغم أنهم منتخبون بشكل ديمقراطي، شأنهم شأن نظرائهم اليهود، فإن أعضاء الكنيست الفلسطينيين يشكِّلون هدفاً للتمييز المتجذِّر والقيود غير المبررة التي تَشُلُّ قدرتهم على رفع صوتهم دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني».
وجاء في التقرير أن العرب الذين يعيشون في إسرائيل (فلسطينيو 48)، يشكلون نحو 20 في المائة من مجموع السكان. ورغم اعتراف القانون الإسرائيلي والقانون الدولي بحقهم في المشاركة السياسية والتمثيل السياسي، فإنهم في الممارسة العملية يواجهون تمييزاً على نطاق واسع، بما في ذلك ما يتعلق بالحق في المواطنة والسكن والتعليم والرعاية الصحية. وقدم مثلاً على ذلك بـ«قانون القومية اليهودية»، الذي دخل حيز التنفيذ السنة الماضية 2018، ويعرِّف إسرائيل على أنها «دولة قومية للشعب اليهودي»، ويرسِّخ عدم المساواة والتمييز ضد غير اليهود دستورياً. وقال إن هذا القانون يمنح حق تقرير المصير لليهود، حصراً. وينص على أن الهجرة التي تؤدي إلى اكتساب المواطنة تلقائياً تقتصر على اليهود، ويشجع بناء المستوطنات اليهودية، ويخفِّض مكانة اللغة العربية من أنها لغة رسمية.
وأشار التقرير إلى أن منظمة العفو الدولية رصدت مجموعة من التعديلات القانونية والأنظمة والممارسات في الكنيست التي تسهِّل ممارسة التمييز ضد أعضاء الكنيست الفلسطينيين. فالتعديل التشريعي لعام 2016 الذي يسمح لأعضاء الكنيست بطرد أعضاء منتخبين في الكنيست بأغلبية الأصوات، على سبيل المثال، يعني أن الأعضاء الذين يعبِّرون عن وجهات نظرهم أو آرائهم السياسية السلمية التي تُعدّ غير مقبولة لدى أغلبية أعضاء الكنيست يمكن أن يتعرضوا للطرد من البرلمان. واقتبس التقرير قول أحد أعضاء الكنيست الفلسطينيين إن «هذا التعديل سيف مسلط على رقابنا من أعضاء الكنيست الذين يعارضوننا سياسياً، هدفه ترهيبنا وإسكاتنا».
ويلقي التقرير الضوء على المواقف التمييزية الصارخة، التي يستخدمها السياسيون الإسرائيليون تجاه نظرائهم الفلسطينيين، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي قال صراحة إن «إسرائيل ليست دولة لجميع المواطنين... بل هي الدولة القومية للشعب اليهودي وحده»، وادَّعى أن الأحزاب السياسية الفلسطينية تحاول القضاء على دولة إسرائيل. وعدّ لغة التحريض هذه من نتنياهو ومن قادة آخرين كبار «محاولة واضحة لنزع الشرعية عنهم وعن عملهم». ويقول إنه لطالما تم وصف النواب العرب الذين تجرَّأوا على انتقاد السياسات الإسرائيلية بأنهم «خونة»، وواجهوا دعوات لاعتبارهم «خارجين على القانون» أو محاكمتهم بتهمة «الخيانة». وكان نتنياهو قد صبّ جلّ جهوده في الأيام الأخيرة على تقليص نسبة التصويت بين الناخبين العرب، المنخفضة أصلاً والتي هبطت إلى 49 في المائة في الانتخابات الأخيرة. ومن بين أهم وسائله في ذلك نصب كاميرات مراقبة في الصناديق، بدعوى محاربة ظاهرة التزوير في البلدات العربية. وقد قوبل اقتراحه بمعارضة شديدة بين المعارضة ولدى العرب، لكن حزب الليكود طرح مشروع قانون جديداً يسعى لسنّه وإقراره في الأسبوع المقبل، حتى يتم تطبيقه في الانتخابات القريبة التي ستجرى يوم 17 سبتمبر (أيلول) الحالي.
ويهدف القانون، الذي أعدّ من قبل وزير القضاء، أمير أوحانا (الليكود)، بالتعاون مع وزير الداخلية، آرييه درعي (شاس)، إلى السماح للمراقبين المندوبين من قبل الأحزاب حول صناديق الاقتراع بتوثيق أي شبهات بارتكاب مخالفات. وقد اعترض حتى المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، على القانون، وأبلغ نتنياهو بأن هناك موانع قضائية جمّة أمام المصادقة على القانون وتجعل رفضه من المحكمة العليا مفروغاً منه. إلا إن نتنياهو أصر على عرضه على حكومته للمصادقة عليه بعد غد الأحد، وعرضه على الكنيست للمصادقة عليه بالقراءات الثلاث خلال الأسبوع المقبل، رغم أن الكنيست في عطلة.
وقالت مصادر في «حزب الجنرالات (كحول لفان)» إنه في حال صودق على القانون فإنهم سيتوجهون إلى المحكمة العليا ضد القانون بسبب الإجراءات المتعجلة لسنّه، ولإسقاطاته على قدرة لجنة الانتخابات على إدارة يوم التصويت كما يجب.
في المقابل، قالت مصادر في حزب «يسرائيل بيتينو»، إنه رغم رفضهم الدخول في ائتلاف، مما أدى إلى حل الكنيست، فإنهم ينوون دعم مبادرة الليكود في حال عرضت للتصويت عليها.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.