سجن معارضة 10 سنوات بتهمة إهانة إردوغان... واستدعاء داود أوغلو لـ {التأديب}

ارتفاع عدد المنشقين عن حزب العدالة والتنمية إلى نحو مليون

جنان قفطانجي أوغلو التي حكم عليها بالسجن 10 سنوات بتهمة إهانة إردوغان أمس (أ.ف.ب)
جنان قفطانجي أوغلو التي حكم عليها بالسجن 10 سنوات بتهمة إهانة إردوغان أمس (أ.ف.ب)
TT

سجن معارضة 10 سنوات بتهمة إهانة إردوغان... واستدعاء داود أوغلو لـ {التأديب}

جنان قفطانجي أوغلو التي حكم عليها بالسجن 10 سنوات بتهمة إهانة إردوغان أمس (أ.ف.ب)
جنان قفطانجي أوغلو التي حكم عليها بالسجن 10 سنوات بتهمة إهانة إردوغان أمس (أ.ف.ب)

أمرت محكمة في إسطنبول أمس، بسجن جنان قفطانجي أوغلو، رئيسة فرع حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في إسطنبول، نحو 10 سنوات بتهمة إهانة الرئيس رجب طيب إردوغان والدعاية الإرهابية والحض على الكراهية.
وأصدرت المحكمة حكماً بالسجن لمدة 9 سنوات و8 أشهر و20 يوماً بحق المعارضة التركية البارزة، التي كانت من الداعمين الأساسيين لحملة رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في الانتخابات المحلية الأخيرة في تركيا، لإدانتها بـ5 تهم مختلفة، من بينها «الدعاية الإرهابية» و«إهانة رئيس الجمهورية».
وبدأت المحاكمة في يونيو (حزيران) الماضي، بعد فترة وجيزة على خسارة حزب العدالة والتنمية الحاكم انتخابات إسطنبول البلدية، لصالح إمام أوغلو، في جولة الإعادة التي أجريت في 23 من الشهر ذاته. وبحسب ما ورد في حيثيات الحكم، فقد ذكرت المحكمة أنها قررت حبس قفطانجي أوغلو عاماً ونصف العام لإدانتها بـ«إهانة موظف دولة عام، إلى جانب عامين و4 أشهر لإهانة رئيس الدولة، وعام و8 أشهر لتحقير الجمهورية التركية علناً، وعامين و8 أشهر لتحريض المواطنين على الكراهية والعداء».
من ناحية أخرى، استدعت لجنة الانضباط في حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، و3 نواب برلمانيين سابقين عن الحزب للدفاع عن أنفسهم في قضية فصلهم من الحزب.
وأوضحت اللجنة في برقية أن قرار فصل داود أوغلو و3 نواب آخرين، تم اتخاذه في اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب، الذي جرى الأسبوع الماضي برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، بداعي الإساءة إلى الحزب، والتصرف بشكل مخالف لمبادئه وأهدافه وأخلاقياته.
وكانت اللجنة قد أحالت كلاً من داود أوغلو والنواب السابقين أيهان سفر أوستون، وعبد الله باشجي وسلجوق أوزداغ إلى اللجنة التأديبية، مع المطالبة بفصلهم من الحزب بشكل نهائي، علماً أن داود أوغلو كان قد انتقد حزبه في الآونة الأخيرة واتهمه بالفساد وسوء إدارة البلاد. فيما تتداول وسائل الإعلام التركية بكثرة هذه الأيام عزم داود أوغلو تأسيس حزب جديد.
في السياق ذاته، ارتفع عدد المنشقين من أعضاء حزب العدالة والتنمية إلى نحو مليون عضو تقريباً، حيث تراجع أعضاء الحزب إلى 9 ملايين و931 ألفاً و103 أعضاء، بعدما كان يبلغ 10 ملايين و719 ألفاً و234 عضواً، الذي تم إعلانه في المؤتمر العام السادس للحزب في أغسطس (آب) 2018، وذلك بحسب ما أظهرت آخر بيانات أعضاء الحزب في يوليو (تموز) الماضي.
من جهة ثانية، قال نائب الرئيس التركي فؤاد أوكطاي إن تصريح الرئيس رجب طيب إردوغان حول فتح أبواب تركيا أمام اللاجئين نحو أوروبا «ليس تهديداً أو مخادعة وإنما حقيقة».
وأوضح المسؤول التركي أن تركيا «ليست حارسة لأي دولة، ولا مستودع مهاجرين، وليست أيضاً بلداً يدفع فاتورة الأزمات التي افتعلها الآخرون...الاعتقاد بأن تركيا ستحتضن موجة هجرة جديدة إذا بدأت، في جميع الأحوال، وعدم المبالاة إزاء هذه القضية، مقاربة خاطئة تماماً».
وأشار أوكطاي، في تصريحات على هامش مشاركته في منتدى «أمبروسيتي» في إيطاليا أمس، إلى أنه في حال بدء أزمة هجرة إضافية فإنه لا توجد فرصة لدى أوروبا للهرب من ذلك، مشدداً على ضرورة أن تواجه أوروبا هذا الوضع، وأنه «لا يحق لأحد أن ينتظر من تركيا أن تدفع ثمناً أكثر من الذي دفعته، وهذا ما أوضحه الرئيس التركي».
في سياق متصل، تزايد معدل هروب الأتراك من الأوضاع السياسية المضطربة في بلادهم، حيث تقدم 1306 أشخاص بطلبات لجوء إلى ألمانيا في شهر أغسطس الماضي وحده.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين أن الأتراك «باتوا يسعون بشكل متزايد للحصول على الحماية في ألمانيا، عبر تقديم طلبات لجوء... ففي شهر أغسطس الماضي وحده تقدم 1306 أتراك بطلبات لجوء في ألمانيا، ما يمثل زيادة كبيرة في معدلات طلبات اللجوء التي يقدمها متحدرون من هذا البلد... وهذا المعدل يضع تركيا في المركز الثاني بين الدول المصدرة للاجئين لألمانيا، بعد سوريا، خلال الشهر الماضي.
وأرجعت وزارة الداخلية الألمانية تزايد أعداد طالبي اللجوء المتحدرين من تركيا إلى الوضع السياسي، وتزايد القمع في البلاد، والحملة القمعية التي تشنها الحكومة ضد حركة الخدمة التابعة للداعية فتح الله غولن منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو 2016، ثم الأوضاع الاقتصادية المتردية.
وفي 2018، قدم 10 آلاف و655 تركيّاً طلبات لجوء في ألمانيا، بمتوسط 888 طلباً شهرياً، ما يعني أن معدل طلبات اللجوء في أغسطس الماضي، هو الأعلى منذ 2018. من جانب آخر، فتح ممثلو الادعاء في ألمانيا تحقيقاً بشأن ادعاءات بأن شركة في ولاية بافاريا زودت تركيا ببرنامج يمكن استخدامه للتجسس على صحافيين ومعارضين أتراك.
وقال ممثلو الادعاء في ميونيخ إنهم فتحوا تحقيقاً في قضية شركة «فينفيشر»، بعد تلقي شكاوى من مجموعة من المنظمات غير الحكومية، بما فيها «مراسلون بلا حدود» في ألمانيا والمركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان، تضمنت أن الشركة، التي يوجد مقرها بميونيخ، انتهكت قوانين التصدير من خلال تزويد تركيا بالبرامج، دون إذن من الحكومة الألمانية، وأن منتجها «فين سباي» تم استخدامه عام 2017 لاستهداف المحتجين المناهضين للحكومة من خلال توفير الوصول إلى البيانات على هواتفهم.
وبعد إعلان بدء التحقيقات لم تعلق الحكومتان الألمانية والتركية على القضية حتى الآن. وقال كريستيان ميهر، المدير التنفيذي لمراسلين بلا حدود ألمانيا، إنه «من الشائن وغير المقبول رؤية برنامج تجسس ألماني يستخدم ضد الصحافيين والأصوات المعارضة في تركيا». فيما قال المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان، وغيره من المنظمات غير الحكومية، إن الحكومة التركية استخدمت البرنامج بإنشاء نسخة زائفة للمنفذ الإعلامي «عدالة» التركي المعارض، الذي استخدم خلال احتجاجات 2017 ضد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للتنسيق بين النشطاء، وإن المستخدمين الذين حملوا تطبيق «عدالة» المزيف ثبتوا تلقائياً برنامج «فين سباي» على أجهزتهم أيضاً، ما يعطي برنامج التجسس الاطلاع الكامل على البيانات المخزنة على الجهاز، بما في ذلك بيانات المواقع والدردشات والاتصالات.



الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.