المطران حنا: بفعل الحصار غزة أضحت أكبر سجن في العالم

TT

المطران حنا: بفعل الحصار غزة أضحت أكبر سجن في العالم

خلال اجتماع مع وفد من منظمة حقوق الإنسان في جنيف، توجه المطران الفلسطيني عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، أمس، إلى «المجتمع الدولي وكافة ذوي النيات الصادقة والإرادة الطيبة»، مناشداً ومطالباً بأن «يعملوا من أجل رفع الحصار عن الأهل في قطاع غزة». وقال إن «أكثر من مليوني إنسان يعيشون في ظل حصار ظالم أدى إلى كثير من المآسي الإنسانية والاجتماعية في القطاع الذي أضحى بفعل الحصار أكبر سجن في العالم».
وأضاف المطران حنا أنه «لا يجوز أن تستمر هذه المأساة الإنسانية في قطاع غزة ونحن وبشكل يومي نتلقى الاتصالات والرسائل من أهلنا هناك والذين يصفون لنا أوضاعهم والمآسي الإنسانية والاجتماعية التي يعانون منها، ناهيك عن ذوي الاحتياجات الخاصة الذين فقدوا بعضا من أعضائهم بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر والمتواصل. لقد أضحت الحياة في قطاع غزة شبيهة بالكابوس، فالفقر والبؤس منتشران في كل مكان، ناهيك عن مظاهر الجوع وسوء التغذية. أما الأطفال فحدث ولا حرج، فهم محرومون من ممارسة طفولتهم».
وتابع: «إن ما يحدث في قطاع غزة في ظل الحصار وفي ظل الاعتداءات الإسرائيلية لا يمكن أن يستوعبه أو أن يقبله أي عقل بشري. نداؤنا نوجهه إلى كل أصدقائنا في سائر أرجاء العالم وكذلك إلى كافة المنظمات والهيئات الدولية الحقوقية بضرورة أن يلتفتوا إلى أهلنا في القطاع المحاصر. فالحصار الظالم يجب أن يزول لكي يعيش أهلنا هناك بصورة طبيعية ويتمكنوا من الانتقال من مكان إلى مكان بحرية، كما أننا نرفض سياسة العقاب الجماعي، فما ذنب أهلنا في غزة لكي يعاقبوا ولكي يعاملوا بهذه الطريقة التي لا تمت بصلة إلى أي قيم إنسانية أو أخلاقية. إننا متضامنون مع أهلنا في غزة وسنبقى كذلك، فأهل غزة يستحقون أن يعيشوا بشكل أفضل، وأطفال غزة يستحقون أن يمارسوا طفولتهم، فكفانا ظلما وحصارا وامتهانا للكرامة الإنسانية في قطاع غزة الحبيب». وقد توجه وفد منظمة حقوق الإنسان في جنيف إلى قطاع غزة، مباشرة بعد لقائه مع المطران حنا.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.