مقتل فلسطينيين برصاص إسرائيلي على حدود غزة

TT

مقتل فلسطينيين برصاص إسرائيلي على حدود غزة

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة التابع لحركة «حماس» مقتل فلسطينيين اثنين، أمس، برصاص الجيش الإسرائيلي في مواجهات قرب حدود القطاع. وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «استشهد مواطنان أحدهما علي سامي علي الأشقر (17 عاماً) الذي أُصيب برصاصة في العنق أطلقها جنود الاحتلال شرق جباليا، والآخر أصيب برصاصة قاتلة في البطن في مخيم ملكة شرق مدينة غزة ولم يتم التعرف على هويته».
وأوضح أن «66 مصاباً على الأقل نقلوا إلى المستشفيات في قطاع غزة، بينهم 38 أصيبوا بالرصاص الحي الذي أطلقه جنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء قمع فعاليات الجمعة الـ73 لمسيرات العودة»، لافتاً إلى أن «عشرات المشاركين أصيبوا أيضاً بالاختناق والإغماء نتيجة قنابل الغاز المسيل للدموع» قرب السياج الحدودي الفاصل. وقال المتحدث باسم حركة «حماس»، حازم قاسم، في بيان، إن «استهتار الاحتلال بدماء المتظاهرين السلميين في مسيرات العودة جريمة يتحمل الاحتلال كامل تداعياتها».
وبذلك، يرتفع إلى 308 عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات في 30 مارس (آذار) من العام الماضي. ومنذ ذلك التاريخ، ينظم الفلسطينيون احتجاجات كل يوم جمعة قرب الحدود بين القطاع وإسرائيل للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من عقد، وبحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس، أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني سيتم الكشف عنها «في الأسابيع المقبلة». وقال أثناء زيارة لولاية كنساس: «نجري مشاورات مكثفة في المنطقة منذ عامين ونصف العام. أعتقد أنه في الأسابيع المقبلة سنكشف عن رؤيتنا». وأضاف: «آمل أن يرى العالم هذا كأساس لبناء المستقبل. إنها مشكلة صعبة، سيتعين على هذين الشعبين في النهاية حلها بمفردهما، لكننا نعمل بجد من أجل ذلك».
وتأتي تصريحاته غداة استقالة جيسون غرينبلات، مستشار ترمب وأحد المهندسين الرئيسيين لهذه الخطة مع جاريد كوشنر صهر الرئيس، وديفيد فريدمان السفير الأميركي لدى إسرائيل. واعتبر البعض استقالة غرينبلات اعترافاً ضمنياً بالصعوبات الأميركية في فرض هذه «الرؤية» من أجل السلام.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.