الجيش اليمني يصد هجمات للميليشيات في صعدة والضالع ونهم

TT

الجيش اليمني يصد هجمات للميليشيات في صعدة والضالع ونهم

أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن قوات الجيش تمكنت أمس من صد هجمات للميليشيات الحوثية في جبهات نهم (شمال شرقي صنعاء) وصعدة والضالع، وكبدت الجماعة خسائر بشرية ومادية.
جاء ذلك في وقت أكدت المصادر استمرار الجماعة الموالية لإيران في خرق الهدنة الأممية في محافظة الحديدة (غرب) عبر استمرارها في شن الهجمات على القرى والمواقع الحكومية جنوب المحافظة.
وفي هذا السياق، أفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني بمقتل وجرح كثير من عناصر الميليشيات المتمردة، أمس الخميس، خلال مواجهات مع قوات الجيش الوطني في مديرية رازح بمحافظة صعدة الحدودية (شمال).
ونقل الموقع عن قائد اللواء السابع، حرس حدود، العميد فارس الربادي، قوله: «إن قوات اللواء السابع أفشلت هجوماً للميليشيات الحوثية، بعد مواجهات في جبهة رازح».
وأوضح العميد الربادي أن هجوم الانقلابيين ركّز على مواقع الجيش الوطني في «التباب السود والقفير في منطقة الشرط بجبل الأزهور الاستراتيجي، أثناء محاولتها إعادة مواقعها التي خسرتها في وقت سابق، غير أنها باءت بالفشل».
وأكد أن قوات الجيش الوطني أجبرت الميليشيات على الانسحاب والفرار باتجاه مواقعها السابقة في جبل الأذناب الاستراتيجي. ولفت قائد اللواء السابع، حرس حدود، إلى أن نيران الجيش الوطني قتلت ما لا يقل عن 6 من عناصر الميليشيات، وأصيب آخرون.
وفي جبهة نهم، صدّت قوات الجيش الوطني، ظهر أمس، هجوماً عنيفاً شنّته ميليشيات الحوثي في جبهة حريب نهم، شمال شرقي العاصمة صنعاء.
ونقل المركز الإعلامي للمقاومة في صنعاء عن مصدر في اللواء 125 المرابط في نهم قوله إن قوات الجيش أفشلت الهجوم، وخلاله سقط أكثر من 15 قتيلاً في صفوف الميليشيات الحوثية. وأوضح المصدر أن جثث الميليشيات لا تزال مرمية في المنطقة بعد فرار عناصرها عقب التصدي للهجوم.
وفي محافظة الضالع، أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن قوات الجيش الوطني أحبطت عملية تسلل لميليشيات الحوثي في قطاعي شخب وغلق بمديرية قعطبة، غرب المحافظة.
وقالت المصادر إن مواجهات دارت بين وحدات من اللواء 30 مدرع، مسنودة بالمقاومة الجنوبية وقوات مشتركة من جهة، وميليشيات الحوثي من جهة أخرى، عقب محاولة تسلل فاشلة للميليشيات انتهت بالانكسار.
وكشفت المصادر أن قوات الجيش استهدفت بقصف مدفعي مواقع لميليشيات الحوثي، شمال وغرب مديرية قعطبة، بالتزامن مع استمرار الجماعة المدعومة من إيران في استقدام التعزيزات إلى هذه الجبهة.
على صعيد ميداني متصل، واصلت الميليشيات انتهاكاتها وخروقاتها للهدنة الأممية، أمس الخميس، في ظل تجاهل وصمت أممي ودولي تجاه تلك الخروق والانتهاكات المتواصلة، وفق ما أورده المركز الإعلامي لألوية العمالقة الحكومية.
ونقل المركز عن مصادر عسكرية تأكيدها أن الميليشيات الحوثية جدّدت قصف مواقع القوات المشتركة المتمركزة في منطقة الفازة، التابعة لمديرية التحيتا جنوب الحديدة، باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وذكرت المصادر أن ميليشيات الحوثي أطلقت عشرات القذائف من مدفعيتها المتنوعة لاستهداف مواقع القوات المشتركة.
وتأتي هذه التطورات، في وقت تواصل فيه القوات الحكومية التقدم في محيط مدينة حرض الحدودية في محافظة حجة (شمال غرب)، في مسعى لتطهيرها من الجيوب الحوثية.
وكانت مصادر عسكرية رسمية أفادت بأن قوات الجيش الوطني، مسنودة بمقاتلات تحالف دعم الشرعية، شنّت الأربعاء قصفاً مدفعياً على مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، في محافظة حجة.
واستهدفت قوات الجيش الوطني - بحسب المصادر - تجمعات وآليات قتالية لميليشيات الحوثي المتمردة في مديرية حرض، وأسفر القصف عن مصرع وجرح عدد من عناصر الجماعة، وتدمير آلية وعربتين قتاليتين.
وبالتزامن مع ذلك، شنّت مقاتلات التحالف غارات جوية على تجمعات للميليشيات المتمردة، في محيط مدينة حرض، ما أسفر عن مصرع وجرح عدد من عناصرها، وتدمير دبابة على الأقل.
في غضون ذلك، بثّ مركز إعلام المنطقة العسكرية الخامسة للجيش اليمني مقاطع مصورة لاعترافات بعض الأسرى تحدثوا فيها عن جرائم الحوثي، وعن تجنيد الانقلابيين للأطفال من المراكز الصيفية وتفخيخ المدارس والبيوت.
وقال الطفل يحيى محمد الوظاف (17 عاماً)، من محافظة حجة، في سياق اعترافاته المسجلة، إن «ميليشيات الحوثي قامت بتجنيده لجبهة حرض، بعد إلحاقه بدورة ثقافية في المراكز الصيفية التابعة لجماعة الحوثي المتمردة»، وإن «الميليشيات تأخذ الأطفال إلى الجبهات أثناء فترة الإجازة المدرسية السنوية».
وبدوره، تحدث الأسير عبد الرحيم أحمد محمد الزجاري، من محافظة المحويت، عن «قيام الميليشيات بتلغيم القرى والمدارس وممرات الطرق الرابطة بين القرى والأحياء، وتحذير الميليشيات له من العبور من هذه الطرقات أو دخول المدارس المفخخة».
وذكر إعلام المنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني أن «جماعة الحوثي شرعت مطلع يوليو (تموز) الماضي بإقامة 88 مركزاً صيفياً للأطفال والمراهقين في صنعاء والمناطق الخاضعة لها، وفقاً لمصادر تربوية، وتعبئة عقولهم بالأفكار الطائفية وإلحاق بعض منهم بجبهات القتال».


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».