الجزائر: حملة أمنية وإعلامية ضد رافضي الانتخابات

TT

الجزائر: حملة أمنية وإعلامية ضد رافضي الانتخابات

اعتقلت السلطات الجزائرية، أمس، عشرات النشطاء في جمعية شبابية معارضة كبيرة شرق البلاد، فيما أطلق التلفزيون الحكومي بقنواته الثلاث وكل الفضائيات الخاصة الموالية للسلطة حملة كبيرة لإقناع الجزائريين بانتخاب رئيس للبلاد «بأسرع ما يمكن»، تبعاً لخطة الجيش، متهمة رافضي الانتخابات بأنهم «لا يحبون الخير للبلاد».
واقتاد عناصر شرطة بملابس مدنية أعضاء تنظيم «تجمع - عمل – شباب» إلى مراكز الأمن في بجاية (250 كلم شرق العاصمة)، بمجرد أن حاولوا دخول قاعة عامة لعقد جامعتهم الصيفية. وكانت السلطات رفضت الترخيص بتنظيم التظاهرة من دون ذكر الأسباب، مع العلم أن القانون الذي ينظم الجمعيات يسمح لها بعقد لقاءاتها في الفضاءات العامة بحرية.
ودان حزب «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» على لسان رئيسه محسن بلعباس «ممارسات قمعية تطال ناشطين كانوا بصدد عقد اجتماع لمناقشة أوضاع البلاد»، في إشارة إلى الموضوع الطاغي على الساحة السياسية، وهو الانسداد الحاصل منذ استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في أبريل (نيسان) الماضي تحت ضغط المظاهرات المليونية والجيش.
ويواجه التنظيم الشبابي مشكلات كبيرة مع السلطة منذ نشأته، بسبب تبنيه أطروحات المعارضة بخصوص قضايا الحكم وتنظيم الحياة العامة في البلاد، وتعرض قادته لمضايقات الحكومة بسبب حدة مواقفهم. ويمسك الجيش حالياً بزمام السلطة، وتصدر قرارات الاعتقال والسجن عن قيادته.
وفي سياق ذي صلة، بدأت في العاصمة أمس محاكمة 20 ناشطاً في الحراك، سجنتهم السلطات قبل شهرين على خلفية حملة اعتقال حاملي راية الأمازيغ في المظاهرات. واتهمتهم النيابة بـ«تهديد الوحدة الوطنية»، وهي تهمة عقوبتها السجن. واستنكر محاموهم «قمع حرية التظاهر والمس بالحق في إظهار الخصوصية الثقافية».
وكان قائد الجيش الجنرال قايد صالح قد أمر باعتقالهم وعبّر عن رفضه حمل راية أخرى غير العلم الوطني. واتهم رافعي راية الأمازيغ بأنهم «تابعون لجهات مشبوهة تريد ضرب استقرار البلاد».وهذه «الجهات» نفسها التي لا يسميها صالح في خطبه، يتهمها بالوقوف وراء دعوة المعارضة إلى «مرحلة انتقالية» تسبق الانتخابات التي حدد موعدها بمنتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وطالب بدعوة الناخبين في 15 الشهر الجاري.
وقال وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة حسان رابحي، أمس، لصحافيين إن «من يرفضون العودة إلى المسار الانتخابي في أقرب وقت لا يريدون الخير لهذه البلاد». وهاجم دعاة المرحلة الانتقالية، داعياً إلى «حوار حقيقي وشفاف». وأكد أن الحكومة الحالية «تملك الكفاءة التي تمكنها من تسيير البلاد».
وأطلق التلفزيون العمومي بقنواته الثلاث والفضائيات الخاصة الموالية للحكومة، حملة كبيرة لتأييد مسعى السلطات لإجراء انتخابات رئاسية قبل نهاية العام. وبثت القنوات التلفزيونية تصريحات مواطنين في الشوارع ومقار العمل يريدون انتخابات عاجلة على أساس أنها «الحل الوحيد للأزمة» التي تتخبط فيها البلاد منذ تنحي بوتفليقة.
واللافت أن كل هذه القنوات كانت داعمة لترشح بوتفليقة لولاية خامسة، لهذا يستهدفها الحراك بشعارات حادة خلال المظاهرات الشعبية، إلى درجة أنه يضعها في نفس الكفة مع «النظام الفاسد». وترفض المعارضة الانتخابات، وتطالب بفترة انتقالية تتم فيها «تنقية المنظومة القانونية مما تتضمنه من أدوات تزوير، قبل التوجه إلى الاستشارة الشعبية».



السوداني: لا مجال لربط التغيير في سوريا بتغيير النظام السياسي في العراق

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
TT

السوداني: لا مجال لربط التغيير في سوريا بتغيير النظام السياسي في العراق

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)

أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم (السبت) ضرورة ترك الخيار للسوريين ليقرروا مصيرهم.

وقال السوداني في كلمة خلال مشاركته اليوم في الحفل التأبيني الذي أقيم في بغداد بمناسبة ذكرى مقتل الرئيس السابق لـ«المجلس الأعلى في العراق» محمد باقر الحكيم: «حرصنا منذ بدء الأحداث في سوريا على النأي بالعراق عن الانحياز لجهة أو جماعة».

وأضاف: «هناك من حاول ربط التغيير في سوريا بالحديث عن تغيير النظام السياسي في العراق، وهو أمر لا مجال لمناقشته».

وأوضح أن «المنطقة شهدت منذ أكثر من سنة تطورات مفصلية نتجت عنها تغيرات سياسية مؤثرة».

وتابع السوداني، في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي على صفحته بموقع «فيسبوك»: «نمتلك نظاماً ديمقراطياً تعددياً يضم الجميع، ويضمن التداول السلمي للسلطة، ويسمح بالإصلاح وتصحيح الخلل تحت سقف الدستور والقانون، وليس من حق أحد أن يفرض علينا التغيير والإصلاح في أي ملف، اقتصادياً كان أم أمنياً، مع إقرارنا بوجود حاجة لعملية الإصلاح في مختلف المفاصل».

ولفت إلى إكمال «العديد من الاستحقاقات المهمة، مثل إجراء انتخابات مجالس المحافظات، والتعداد السكاني، وتنظيم العلاقة مع التحالف الدولي، وتأطير علاقة جديدة مع بعثة الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن «الاستحقاقات من إصرار حكومتنا على إكمال جميع متطلبات الانتقال نحو السيادة الكاملة، والتخلص من أي قيود موروثة تقيد حركة العراق دولياً».

وأكد العمل «على تجنيب العراق أن يكون ساحة للحرب خلال الأشهر الماضية، وبذلنا جهوداً بالتشاور مع الأشقاء والأصدقاء، وبدعم متواصل من القوى السياسية الوطنية للحكومة في هذا المسار»، مشدداً على استعداد بلاده «للمساعدة في رفع معاناة أهل غزة، وهو نفس موقفنا مما تعرض له لبنان من حرب مدمرة».

ودعا السوداني «العالم لإعادة النظر في قوانينه التي باتت غير قادرة على منع العدوان والظلم، وأن يسارع لمساعدة المدنيين في غزة ولبنان، الذين يعيشون في ظروف قاسية».