عودة الطيران المباشر بين مالطا والقاهرة بعد توقف 12 عاماً

مصر تؤكد أنها سوف تساهم في زيادة الحركة السياحية

TT

عودة الطيران المباشر بين مالطا والقاهرة بعد توقف 12 عاماً

أكدت الحكومة المصرية أن «عودة رحلات الطيران المباشرة من مالطا إلى القاهرة سوف تساهم في زيادة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، وخصوصاً من الأسواق الجديدة». وقالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة المصرية، أمس، إن «استئناف عدد كبير من خطوط الطيران الدولي رحلاتها إلى مصر، يؤكد أن الحملة الترويجية لمصر تأتي بنتائج إيجابية، ويعد مؤشراً على النجاح الذي تحققه السياحة المصرية وعودتها على خريطة السياحة العالمية».
ويعد قطاع السياحة ركيزة أساسية لاقتصاد مصر، ومصدر رزق لملايين المواطنين، ومورداً رئيسياً للعملة الصعبة.
وأعلنت الشركة الوطنية المالطية، أمس، عن عودة رحلات الطيران المباشرة من مالطا إلى القاهرة، وذلك بعد توقف رحلاتها إلى مصر لمدة 12 عاماً.
وأكدت وزيرة السياحة في بيان لها، أمس، أن «اهتمام الوزارة بفتح أسواق جديدة وواعدة يمثل طاقة جديدة للسياحة المصرية»، لافتة إلى «استمرار الجهود الترويجية لزيادة الحركة من هذه الأسواق وغيرها»، مشيرة إلى أن «محور الترويج والتنشيط ببرنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة المصري الذي أطلقته الوزارة، يهدف إلى تنويع الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر وفتح أسواق جديدة».
وكانت شركة طيران «إيبريا» الإسبانية، قد أعلنت أيضاً عن اعتزامها تسيير أربع رحلات طيران مباشرة أسبوعية، بين العاصمة الإسبانية مدريد والقاهرة، بدءاً من مطلع مارس (آذار) عام 2020.
وأظهرت وثيقة حكومية مطلع أغسطس (آب) الماضي، أن «مصر تستهدف زيادة أعداد السائحين الوافدين إليها إلى 12 مليون سائح، خلال السنة المالية 2019 – 2020، بارتفاع نحو 11 في المائة عن السنة المالية السابقة». وأظهرت الوثيقة - وفقاً لـ«رويترز» - أن «الحكومة تستهدف زيادة عدد الليالي السياحية إلى 127 مليون ليلة في 2019 – 2020، مقابل 113 مليون ليلة قبل عام».
وعادت حركة الطيران الروسي إلى العاصمة القاهرة، رسمياً، في أبريل (نيسان) 2018؛ لكن حركة الطيران المباشرة لم تعد إلى الوجهات السياحية على البحر الأحمر في شرم الشيخ والغردقة. وكانت حركة الطيران بين مصر وروسيا قد توقفت منذ نهاية أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015، بعد تحطم طائرة روسية فوق شبه جزيرة سيناء.
وأجرى السفير المصري في موسكو إيهاب نصر، في يوليو (تموز) الماضي، مباحثات مع رئيس هيئة الملاحة الجوية الفيدرالية الروسية، ألكسندر نيرادكو، تناولت إمكانية الاستئناف الكامل للرحلات الجوية بين روسيا ومصر.
وبحسب بيان لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في مصر، أمس، فإن «وزارة السياحة قد أنهت جميع المستحقات المعلقة الخاصة ببرنامج تحفيز الطيران السابق، والتي كانت مشكلة في الأعوام الماضية، وقد عكفت الوزارة منذ يناير (كانون الثاني) 2018 على الانتهاء من سداد هذه المستحقات، وصياغة برنامج جديد لتحفيز الطيران، تم إطلاقه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، بالتعاون مع وزارة الطيران المدني، وقد أخذ البرنامج تقليل وتبسيط الإجراءات الإدارية والورقية، كما أنه يعطي مواعيد محددة للتقدم وصرف المستحقات تضمن عملية إنهاء واضحة ومرنة وميسرة للصرف».
وسمحت مصر لكثير من الوفود الأمنية الأجنبية بالتفتيش على أمن مطاراتها، للتأكد من تطبيقها للمواصفات العالمية في التأمين، وأثنت على التحديثات التي تمت. وقال النائب أحمد درويش، عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، إن «السلطات المصرية طبقت جميع الملاحظات التي طلبت منها؛ سواء من حيث إجراءات التأمين، والأجهزة الحديثة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «عودة الطيران المباشر بين مالطا والقاهرة أمر مُبشّر جداً؛ خصوصاً ونحن مقبلون على الموسم السياحي الشتوي».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».