مستودع معادن نفيسة تحت سطح القمر

منظر مائل لسطح القمر صوره رواد فضاء {أبولو} (ناسا)
منظر مائل لسطح القمر صوره رواد فضاء {أبولو} (ناسا)
TT

مستودع معادن نفيسة تحت سطح القمر

منظر مائل لسطح القمر صوره رواد فضاء {أبولو} (ناسا)
منظر مائل لسطح القمر صوره رواد فضاء {أبولو} (ناسا)

تشير دراسة، أجراها فريق بحثي مشترك من علماء الجيولوجيا في كندا والولايات المتحدة الأميركية، إلى أن مستودعاً للمعادن النفيسة قد يكون موجوداً تحت سطح القمر. ووفق تقرير نشره أول من أمس موقع جامعة دالهاوسي الكندية، عن هذه الدراسة نشرت في العدد الأخير من دورية «Nature Geoscience «الشهرية، فقد قام الفريق البحثي بتوضيح أوجه الشبه بين الرواسب المعدنية الموجودة على الأرض والقمر.
ويشير فحص الرواسب المعدنية على الأرض إلى أن كبريتيد الحديد مكان رائع لتخزين المعادن الثمينة، مثل البلاتين والبلاديوم، ووجد الفريق البحثي محتويات من الكبريت في الصخور البركانية القمرية، مما يشير إلى وجود كبريتيد الحديد في عمق القمر مثل الأرض.
وتوقع الجيولوجيون منذ فترة طويلة أن القمر قد تشكل بسبب تأثير جسم ضخم بحجم كوكب الأرض منذ 4.5 مليار سنة، وبسبب هذا التاريخ المشترك، يُعتقد أن الهيئتين لهما تكوين مشابه، ومع ذلك، أظهرت القياسات المبكرة لتركيزات المعادن الثمينة في الصخور البركانية القمرية التي أجريت في عام 2006 مستويات منخفضة بشكل غير عادي. وكان يعتقد أن تلك المستويات المنخفضة تعكس نضوباً عاماً للمعادن الثمينة في القمر ككل، وهو ما نفاه هذا البحث الجديد، الذي تم تمويله بدعم من مجلس أبحاث العلوم والهندسة الطبيعية في كندا، والذي أثبت أنها قد توجد تحت سطح القمر. وخلال الدراسة قام الفريق البحثي بإجراء تجاربه على 400 كيلوغرام من العينة التي أحضرتها بعثة أبولو من القمر، وأثبتوا أن المعادن النفيسة تكون مرتبطة بكبريتيد الحديد، مما يجعلها غير متوفرة في الصهارة التي تتدفق على سطح القمر، لكنهم يحتاجون إلى عينات من الجزء العميق الصخري من القمر حيث نشأت الحمم القمرية من أجل تأكيد هذه النتيجة.
ويقول د. جيمس برينان، الباحث الرئيسي بالدراسة: «نستطيع الوصول إلى عينات علمية من مئات الكيلومترات في عمق الأرض، لذلك فلدينا فكرة جيدة للغاية عن تركيبها، ولكن مع القمر هذا ليس متاحاً».
ويضيف: «لدينا ما مجموعه 400 كيلوغرام من العينة التي جمعتها بعثة أبولو من القمر، وهي كمية صغيرة جداً من المواد التي كانت على سطح القمر، لذلك فإن معرفة أي شيء عن الجزء الداخلي من القمر، يحتم علينا إجراء تجارب لوضع تصور لتكوين الحمم البركانية تحت السطح».


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ شعار وكالة «ناسا» (رويترز)

ترمب يرشح جاريد إيزاكمان لرئاسة «ناسا»

رشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب اليوم الأربعاء جاريد إيزاكمان لقيادة إدارة الطيران والفضاء (ناسا).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق صورة رادارية تكشف عن قاعدة عسكرية مهجورة في غرينلاند (ناسا)

إنجاز علمي جديد... «ناسا» ترصد «مدينة تحت الجليد» مدفونة في غرينلاند

كشفت صورة رادارية التقطها علماء «ناسا» أثناء تحليقهم فوق غرينلاند عن «مدينة» مهجورة من حقبة الحرب الباردة تحت الجليد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.