مصر: مقتل 4 «تكفيريين» وخطف 4 مدنيين على الأقل في سيناء

مصادر أمنية قالت إن القوات طاردت الخاطفين وكبدتهم خسائر

TT

مصر: مقتل 4 «تكفيريين» وخطف 4 مدنيين على الأقل في سيناء

أفادت مصادر أمنية وقبلية في شمال سيناء، أمس، بأن 4 «تكفيريين» قُتلوا، فيما خطف مسلحون 4 مواطنين آخرين، على الأقل، في المحافظة التي تنفذ فيها قوات الأمن المصرية عمليات مستمرة لملاحقة عناصر «إرهابية» تدين بالولاء في معظمها لتنظيم «داعش».
وتضاربت المعلومات بشأن عدد المخطوفين، وفيما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر أمني، قوله إن «مسلحين مجهولين قطعوا في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس (الاثنين) الطريق الدولية العريش - القنطرة (...) وخطفوا ستة مدنيين (بخلاف 4 آخرين من منطقة أخرى)»، أكد «اتحاد قبائل سيناء» (تجمع من كبار العائلات في سيناء وداعم للجيش)، «خطف 4 مواطنين»، ووجه الاتهام لعناصر تنظيم «داعش» بتنفيذ العملية.
وحسبما قالت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط»، فإن «مسلحين ملثمين هاجموا منزلاً بقرية مصفق إحدى قرى مركز ومدينة بئر العبد (شمال شرق سيناء)، وخطفوا رجلاً واثنين من أبنائه وصهر الأول، فضلاً عن الاستيلاء على سيارة ربع نقل تابعة للأخير». وذكرت المصادر أن المخطوفين من أبناء قبيلة الدواغرة، وأكد المهندس سامي الهواري، أحد رموز القبيلة لـ«الشرق الأوسط»، أن المسلحين خطفوا كلاً من: موسى حمدان أبو مريحيل، واثنين من أبنائه (إسلام وجابر)، وصهره صباح أصبيح من عائلة الجبابرة، وسرقوا سيارة الأخير.
وشرح الهواري، أن المخطوف الرابع كانت بضيافة صهره بمنزله، وأنه حاول منع عملية خطفه، لكنه خُطف هو الآخر. وقبل أسبوعين تقريباً، أعلنت وزارة الداخلية المصرية مقتل 11 «إرهابياً»، في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن بمنطقة «العبور» بالعريش (شمال سيناء). وأوضحت حينها أن «معلومات توافرت لقطاع الأمن الوطني حول اتخاذ مجموعة من العناصر الإرهابية من إحدى المزارع الكائنة بمنطقة العبور (دائرة قسم شرطة أول العريش) وكراً لهم ومُرتكزاً للانطلاق لتنفيذ عملياتهم العدائية، وتم العثور بحوزتهم على 5 بنادق من طراز (إف إن)، وبندقيتين آليتين، وطبنجة، وعبوتين متفجرتين، وحزام ناسف».
وقال فيصل سالم، وهو شاهد عيان على واقعة الخطف لـ«الشرق الأوسط»، إن «الإرهابيين كانوا ستة هاجموا قرية مصفق، وأطلقوا عدداً من الأعيرة النارية، ونفذوا عملية الخطف، بينما كان أربعة مسلحين آخرين يوجدون بجانبي الطريق الدولية (العريش - القنطرة) لتأمين المسلحين خلال عملية الخطف». وأوضح أنه «خلال عملية هروب المسلحين، وصلت قوات مشتركة من الجيش والشرطة، وانتشرت بالمكان، فيما قصفت طائرة عسكرية السيارة المملوكة لأحد المخطوفين، التي كان يقودها أحد الإرهابيين». وكذلك قال مصدر أمني لوكالة الأنباء الألمانية، إن «قوات الأمن طاردت المهاجمين في صحراء المنطقة»، مشيراً إلى أن «الطائرات الحربية قامت بقصف سيارة للجماعات التكفيرية بصاروخ ما أدى إلى مقتل أربعة (تفكيريين)».
وتقاتل قوات الأمن المصرية، منذ سنوات، مجموعات مسلحة في شمال سيناء تَدين في معظمها بالولاء لتنظيم «داعش». وفي فبراير (شباط) 2018، بدأت قوات الجيش بمشاركة الشرطة عملية واسعة النطاق ضد تلك المجموعات. وتراجعت وتيرة الهجمات الإرهابية ضد قوات الأمن، خلال الفترة الماضية، فيما أقدمت السلطات، قبل شهور، على إجراءات لتخفيف القيود المتعلقة بالسفر ونقل البضائع وتوفير الوقود في سيناء، التي كانت تخضع لترتيبات صارمة لمنع وصولها إلى العناصر «الإرهابية»، أو لمنع تسلل آخرين إلى المنطقة.
بدوره، قال المحامي سالم فرحان لـ«الشرق الأوسط»، وهو أحد رموز قبيلة الدواغرة بقرية السادات، إنه «سبق اختطاف أحد المواطنين من أبناء قبيلة الدواغرة بقرية السادات، ويدعى عبد الحميد الهواري من أمام محله الخاص ببيع الأسماك، بواسطة مسلحين تابعين لـ(داعش)، وتم إطلاق سراحه بعد أيام». وقال مصدر أمني بقسم شرطة بئر العبد، فضل عدم ذكر اسمه، إنه «فور وصول بلاغ من أهالي قرية مصفق بوجود مسلحين داخل القرية، تم تحريك قوات مشتركة من الجيش والشرطة إلى المنطقة لملاحقة الخاطفين».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.