هنية: تفجيرات غزة كانت ستتبعها أخرى ضمن مخطط خطير

«حماس» دعت لتحصين الفصائل... وتعهدت بمحاربة {الفكر المنحرف}

TT

هنية: تفجيرات غزة كانت ستتبعها أخرى ضمن مخطط خطير

قال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، إن تفجيرات جديدة في قطاع غزة كان يفترض أن تتبع التفجيرات التي جرت في مدينة غزة الثلاثاء الماضي.
وأضاف هنية خلال حفل تأبين رجال الشرطة الذين قتلوا في الانفجارات الانتحارية، التي ضربت نقاطاً أمنية في غزة، الأسبوع الماضي: «هذه التفجيرات هدفت لإنشاء بداية فلتان أمني في غزة. ستكتشفون أنه كان يوجد مخطط لإحداث صورة خطيرة جداً في غزة».
وفجر انتحاريان نقطتي تفتيش لقوات الأمن في قطاع غزة، الثلاثاء، ما أدى إلى مقتل 3 رجال شرطة تابعين لـ«حماس» في أعنف هجوم تقوم به هذه الجماعات ضد الحركة، التي توعدت بقطع يدهم من جذورها. ولم يخف هنية أن بعض المتورطين ربما ينتمون لفصائل فلسطينية، لكنه قال إن المحرك الأساسي لهم هو الاحتلال.
وأكد هنية أن الهدف الثاني للتفجيرات، بعد إحداث الفوضى، هو ضرب العلاقة الاستراتيجية بين قوى الفصائل الوطنية، وهو هدف لا يقل خطورة، أما الثالث فهو فرض أولويات جديدة على فصائل المقاومة الفلسطينية، والرابع والأخير هو ضرب النسيج المجتمعي في غزة. وتؤكد تصريحات هنية ما نشرته «الشرق الأوسط» حول تحقيقات «حماس» في هذه التفجيرات، من أن الحركة بصدد الإعلان عن إحباط مخطط واسع كان يستهدف تنفيذ عدة تفجيرات في قطاع غزة، عن طريق مغرر بهم وأصحاب فكر منحرف لإحداث فوضى وجر الفصائل إلى مواجهة وخلافات.
كانت «حماس» وسعت الاعتقالات في الأيام التي تبعت التفجيرات، وتركزت على عناصر من «سرايا القدس» التابعة لـ«الجهاد الإسلامي» كانوا سابقاً معتقلين لدى «حماس». ومن بين المعتقلين شخص على الأقل كان ينوي تنفيذ تفجير ثالث. وبعض المعتقلين خرجوا من سجون «حماس»، قبل شهور، يحملون فكراً «داعشياً» ويخططون للانتقام. وتعهد هنية بنشر كامل التفاصيل حول الأمر بعد انتهاء التحقيق. وتحدث هنية عن أصحاب الانحراف الفكري قائلاً إن الأجهزة الأمنية تعاملت مع هذا الملف في محطات سابقة بشكل شمولي، وليس على الصعيد الأمني فقط، وأضاف: «سيكون هناك نشر كامل لتفاصيل هذه الجريمة، ومن يفعل هذا العمل ليس له أي انتماء تنظيمي أو سياسي، ونحن لم نُربّ أبناءنا على هذا الفعل». وتابع: «دماء شهداء الشرطة حمت غزة وفلسطين من صورة أخطر، ومن سيناريو أحقر، سنكشفه لشعبنا في الوقت المناسب، حينما تنتهي الأجهزة الأمنية من وضع يدها على كل شيء».
وطلب هنية تحصين أبناء الفصائل فكرياً، وأضاف في تأكيد على أن المتورطين ينتمون فعلاً، أو كانوا ينتمون لـ«الجهاد الإسلامي»: «سنعمل في كل القوى والفصائل على تحصين أبنائنا فكرياً، وهناك إجماع وطني تجلّى في هذه المحطة الفاصلة، من خلال رفع الغطاء عن المجرمين، ومنح قوة إسناد للأجهزة الأمنية لممارسة عملها، وكذلك التعاون بالتفاصيل الدقيقة لكل المعلومات المتعلقة بالقضية».
وحيا هنية، جميع الفصائل والوجهاء والعائلات والمخاتير، الذين وقفوا لمساندة الشرطة والأجهزة الأمنية ومؤازرتها، كما حيا العائلات التي أصدرت بيانات تبرؤ من الفعل الإجرامي. وأردف: «سنظل في خندق المقاومة، والشراكة، والوحدة الوطنية، فما جرى هو نقطة فاصلة بين مرحلتين في التعاون مع هذا المسار، ولن نسمح بالاجتهاد خارج النص الوطني، أو الميداني، أو الفكري، ونحن أرباب المقاومة».
في السياق، قال وكيل وزارة الداخلية في قطاع غزة، اللواء توفيق أبو نعيم، إن التحقيقات في التفجيرات الأخيرة ما زالت مستمرة، وستصل لنهايتها، وسيتم نشر نتائجها، وأن لدى الداخلية أجهزة متربصة ستصل لكل خلية لها يد في جريمة استهداف الشرطة. وشدد اللواء أبو نعيم على أن الداخلية لن تسمح لأحد أن يعبث بأي طريقة في أمن الشعب الفلسطيني.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».