استدعاء مينغز للمنتخب الإنجليزي مكافأة لمسيرته الصعبة

مدافع أستون فيلا اعتقد أن الأمر كان مزحة قبل أن يتلقى مكالمة هاتفية تؤكد رغبة ساوثغيت في ضمه

مينغز سينضم لمنتخب إنجلترا بعد ظهوره المميز مع أستون فيلا (رويترز)
مينغز سينضم لمنتخب إنجلترا بعد ظهوره المميز مع أستون فيلا (رويترز)
TT

استدعاء مينغز للمنتخب الإنجليزي مكافأة لمسيرته الصعبة

مينغز سينضم لمنتخب إنجلترا بعد ظهوره المميز مع أستون فيلا (رويترز)
مينغز سينضم لمنتخب إنجلترا بعد ظهوره المميز مع أستون فيلا (رويترز)

بعد ظهر يوم السبت الماضي، وبالتحديد بعد أقل من 24 ساعة من قيادة أستون فيلا للفوز على إيفرتون تحت أنظار المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت وأمام حضور جماهيري غفير بلغ 41 ألف متفرج، عاد تايرون مينغز حيث بدأ كل شيء، في حديقة هاردينهوش في ويلتشير، لمشاهدة نادي تشبنهام يلعب أمام ويموث في دوري الدرجة الخامسة أمام 768 مشجعا.
إن القول بأن تشبنهام هو المكان الذي بدأ فيه كل شيء بالنسبة لمينغز قد لا يكون دقيقا تماما، فقد لعب هناك في عام 2012 عندما طلب منه إيبسويتش تاون الخضوع لاختبار قبل ضمه لصفوف الفريق، لكنه قبل ذلك لعب مع نادي «يات تاون» للهواة في جنوب غربي إنجلترا، كما لعب أيضا في أكاديمية ساوثهامبتون للناشئين، قبل أن يتخلى النادي عن خدماته وهو في السادسة عشرة من عمره.
كان الرفض قد أصبح صفة ملازمة لمينغز في كثير من الأمور ويضحك مينغز حاليا مع والده، إيدي عندما يتذكر تقدمه للحصول على وظيفة في متجر محلي وتم رفضه بسبب قلة خبرته!
وبعد ذلك، تقدم مينغز للعمل في مكتب عقاري وكان يحصل على 15 ألف جنيه إسترليني سنويا، في الوقت الذي كان يحصل فيه أيضا على 45 جنيهاً إسترلينياً في الأسبوع من اللعب لأحد أندية الهواة.
ومع وضع كل ذلك في الاعتبار، من السهل أن نرى لماذا تحدث مينغز عن أنه قد قطع «رحلة طويلة من أجل الوصول إلى هذه النقطة»، عندما أجريت معه هذا الحوار في ملعب التدريب بنادي أستون فيلا، في الوقت الذي ترتسم فيه ابتسامة عريضة على وجهه وتتألق عيناه، وهو يتحدث عن استدعائه للمرة الأولى لصفوف المنتخب الإنجليزي الأول.
وقال اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً إنه كان يعتقد أن الأمر عبارة عن مزحة، وقال: «تلقيت رسالة عندما خرجت من التدريبات من مسؤولة التواصل مع لاعبي المنتخب الإنجليزي، إميلي. ورددت على هذه الرسالة بالقول: عذرا هل تمزحين! وبعد ذلك، اتصلت إميلي بي وقالت إنها لا تمزح معي. ولم أدرك أن الأمر حقيقي إلا عندما حدثتني على الهاتف».
لقد كان مينغز على رادار الطاقم الفني للمنتخب الإنجليزي منذ فترة، وذهب ساوثغيت لرؤيته الموسم الماضي في المباراة التي انتهت بالفوز على بلاكبيرن روفرز في مارس (آذار)، عندما كان ساوثغيت يتابع أيضا جاك غريليش وتامي أبراهام. وقد شاهد المدير الفني للمنتخب الإنجليزي ومساعده، ستيف هولاند، المباريات الثلاث التي لعبها أستون فيلا في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، والتي قدم خلالها مينغز أداء قويا. ويمتاز مينغز بطول القامة والسرعة الشديدة والتحكم في الكرة بسهولة، ويتقدم كثيرا للأمام رغم أنه يلعب في قلب الدفاع، ويجيد اللعب بالقدم اليسرى.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الانضمام لقائمة المنتخب الإنجليزي يعد بمثابة تحول كبير بالنسبة للاعب الذي شارك في عشر مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز مع نادي بورنموث بعد الانتقال إليه قادما من إبسويتش تاون عام 2015 لكنه غاب عن الملاعب لفترة طويلة للإصابة بقطع في الرباط الصليبي بعد ست دقائق فقط من ظهوره الأول مع النادي، وهو ما جعله يشعر بإحباط شديد، ثم قضى بعد ذلك سبعة أشهر بعيدا عن المشاركة في المباريات بسبب إصابة في الظهر.
وبعد هذه الأشهر الطويلة من الغياب، انتهى الأمر بمينغز بالعمل مع اختصاصي نفسي، ومع الطاقم الطبي بالنادي، بسبب شعوره بالإحباط. ورغم أن مينغز كان في الكثير من المناسبات لائقاً ولديه رغبة كبيرة في المشاركة في المباريات عندما كان يلعب في نورنموث فإنه كان يخرج من قائمة المباريات لأسباب فنية.
ونتيجة لشعوره بخيبة أمل وإحباط بسبب ابتعاده عن المشاركة في المباريات، ضغط مينغز بشدة من أجل الرحيل عن النادي على سبيل الإعارة في فترة الانتقالات الشتوية، وتحققت أمنيته في اليوم الأخير من فترة الانتقالات، عندما انتقل إلى أستون فيلا بعد مفاوضات بين الناديين كانت بعيدة كل البعد عن الوضوح. وعلى مدار الأشهر الأربعة التالية، والتي توجت بالصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز عن طريق ملحق الصعود، كان مينغز بمثابة اكتشاف بسبب الأداء القوي الذي قدمه.
ونظرا لأن مينغز يمتلك الصفات التي تؤهله ليكون قائدا، فسرعان ما أقام علاقة وثيقة مع مساعد المدير الفني لأستون فيلا، جون تيري، الذي يعرف كل شيء عن مواصفات المدافع الجيد نظرا لمسيرته الطويلة في هذا المركز، والذي أكد لمينغز أهمية أن «يتألق المدافع في المباريات من دون أن يلحظه أحد». لكن مينغز كان دائما محط أنظار الجميع بفضل ما يقدمه داخل الملعب.
وعندما أعلن أستون فيلا عن التعاقد مع مينغز بشكل دائم خلال الصيف الجاري مقابل 26.5 مليون جنيه إسترليني، شكك كثيرون في هذه الصفقة، لكنه قدم الأداء الذي يثبت أنه يستحق المبلغ الكبير الذي دفعه النادي للحصول على خدماته.


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

رياضة عالمية صلاح لقيادة ليفربول إلى فوز جديد في الدوري الإنجليزي (أ.ب)

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

تتجه الأنظار الأحد، إلى استاد الاتحاد، حيث يتواجه مانشستر سيتي حامل اللقب، مع ضيفه وغريمه مانشستر يونايتد في ديربي المدينة، بينما يسعى ليفربول المتصدر إلى مواصل

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المدرب الإيطالي يهنئ لاعبيه عقب إحدى الانتصارات (إ.ب.أ)

كيف أنهى ماريسكا كوابيس تشيلسي في لمح البصر؟

في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، كان الإيطالي إنزو ماريسكا يلعب محور ارتكاز مع إشبيلية، عندما حل فريق برشلونة الرائع بقيادة المدير الفني جوسيب غوارديولا ضيفاً

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية  فيرنانديز دعا إلى إصلاح الأخطاء الفنية في فريقه (إ.ب.أ)

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

قال البرتغالي برونو فيرنانديز قائد فريق مانشستر يونايتد إن فريقه يجب أن يعمل على إصلاح أخطائه بدلاً من التفكير في الأداء السيئ لمنافسه في المباراة المقبلة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».