اعتقال قائد «المقاتلين الأجانب» في «داعش»

اعترافاته ستكون {منجم ذهب} في محاكمة الإرهابيين العائدين

الصحافي جيمس فولي ذبحه «داعش» أمام الكاميرات
الصحافي جيمس فولي ذبحه «داعش» أمام الكاميرات
TT

اعتقال قائد «المقاتلين الأجانب» في «داعش»

الصحافي جيمس فولي ذبحه «داعش» أمام الكاميرات
الصحافي جيمس فولي ذبحه «داعش» أمام الكاميرات

بعد سنوات من الهروب، تمكنت القوات الكردية بشمال سوريا من اعتقال متطرف برتغالي كان مقيماً في لندن وتورط في عمليات اختطاف وإعدام جرت بحق رهائن غربيين لدى {داعش} خلال السنوات الماضية.
ويعتقد أن نيرو ساريفا، الذي يبلغ من العمر 33 عاماً، أحد أهم المجندين الأجانب في صفوف داعش، والذي نجح في الترقي في صفوف التنظيم الإرهابي إلى أن أصبح قائد «وحدة المقاتلين الأجانب».
وجاء اعتقال نيرو على يد القوات الكردية ليضع حداً لرحلة استمرت 7 سنوات، بدأت في منطقة «والتامستو» بشمال شرقي لندن، وانتهت بدولة الخلافة المزعومة التي تزوج خلالها من 5 نساء، وأصبح أباً لـ10 أطفال». وبحسب مجلة «سابادو» البرتغالية، التي نشرت نبـأ اعتقاله الأسبوع الماضي، فقد جرى اعتقال نيرو ساريفا (ذو الأصول البرتغالية الذي استقر في بريطانيا) بعدما انتقل وسط مقاتلي تنظيم داعش إلى آخر معاقلهم بمدينة الباغوز، بشرق سوريا، بداية العام الجاري. ويعاني نيرو من شلل في نصف جسده السفلي، بعد تعرضه لإصابة شديدة خلال معركة سقوط مدينة الباغوز.
وخضع نيرو لاستجواب من قبل عملاء لأجهزة استخبارات غربية في يوليو (تموز) الماضي، حيث تعد معلوماته بشأن الشبكة الإرهابية البريطانية، وتحديداً ما يعرف باسم «عصابة البيتلز» أو الخنافس، بالغة الأهمية بالنسبة للاستخبارات البريطانية، بحسب «الصنداي تايمز» الصادرة أمس. وبحسب تصريح أحد المسؤولين الأسبوع الجاري، فقد كان نيرو «أول من وصل من المقاتلين الغربيين إلى سوريا، ولذلك فهو منجم ذهب ثري بالمعلومات». ويعتقد أن معلوماته ستفيد الإدعاء في أي محاكمة يمكن أن تُجرى للإرهابيين العائدين إلى الدول الغربية. ويعد نيرو (كاثوليكي روماني سابق اعتنق الإسلام لاحقاً) من أكثر المطلوبين والملاحقين من قبل أجهزة الأمن الغربية منذ عام 2012، بعد اتهامه باختطاف مصور الحرب البريطاني جون كانتلي. وبعد ذلك التاريخ بعامين، وبعدما بات قائداً لكتيبة «المقاتلين الأوروبيين»، وجد على مقربة من عملية تصوير الضحية الأميركي جيمس فولي الذي قام سفاح «داعش»، جون، بجز رقبته أمام الكاميرات.
وقبل شهر من إعدام فولي الذي بات أول رهينة يقوم «داعش» بإعدامها أمام الكاميرات، نشر نيرو تغريدة، قال فيها: «رسالة إلى أميركا: «داعش» تصور فيلماً جديداً. شكراً على الممثلين». وعرض التنظيم الإرهابي عملية الإعدام عبر موقع «يوتيوب»، تحت عنوان «رسالة إلى أميركا». وبعد ذلك، جرى إعدام رهينتين أميركيتين، وعاملي الإغاثة البريطاني ديفيد هينيس وألين هانينغ.
ويعد نيرو ساريفا واحداً من 6 أصدقاء، جميعهم من لاعبي كرة القدم، قدموا إلى منطقة والتامستو فوريست، بضواحي شرق لندن، بغرض الدراسة والبحث عن عمل، قبل أن يغيروا وجهتهم ويعتنقوا الفكر المتطرف في العاصمة البريطانية، ويقرروا الانضمام إلى تنظيم داعش. ولد نيرو في أنغولا، المستعمرة البرتغالية القديمة بجنوب أفريقيا، وكان أول الأصدقاء الستة الذين قدموا إلى المملكة المتحدة، وظهر اسمه في كشوف الناخبين البريطانيين للمرة الأولى عام 2003.
وما بين عامي 2008 و2012، كان نيرو يعيش برفقة زوجته وطفله الصغير في شقة من غرفة واحدة بمنطقة «والتامستو». وبحسب صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، فقد تخرج نيرو في كلية الهندسة، وحصل على مؤهل في الهندسة المدنية من جامعة شرق لندن، وبعدها عمل بشركة للغاز.
غير أن زوجته نفت أن يكون قد درس بهذه الجامعة، مشيرة إلى أن اسمه كان مدرجاً على كشوف إعانة البطالة. بعد ذلك، هجر نيرو زوجته وابنه، وقرر السفر إلى سوريا عام 2012 للانضمام إلى التنظيم الإرهابي، قبل أن يلحق به أصدقاؤه الخمسة، ومنهم فابيو بوكاس الذي كان ضمن فريق «أكاديمية لشبونة الرياضية» لكرة القدم، وينخرطون في القتال هناك طيلة الشهور التالية.
ويعتقد أن الأصدقاء الستة انضموا بعد ذلك إلى تنظيم إرهابي ضم عدداً من القادمين من لندن، منهم محمد إموازي القاتل الذي عرف باسم «جون الجهادي». وكانت مهمة هذه المجموعة تجنيد عشرات الغربيين، منهم مراهقات (حرائر) «داعش»، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. وتزوج نيرو ساريفا، الذي عرف لاحقاً باسم «أبو يعقوب الأندلسي»، من 5 نساء، وأنجب 10 أطفال في سوريا، بحسب مجلة «سابادو»، وكانت آخر زوجاته الهولندية أنجيلا باريتو، التي اعتنقت الإسلام، وتزوجت من صديقه بوكاس، قبل أن يلقي مصرعه في المعارك، وتتزوج نيرو من بعده. ومن المتوقع أن تساعد عملية استجواب نيرو، الوحيد الباقي على قيد الحياة من بين أصدقائه الستة، في محاكمة باقي العائدين من «داعش»، وفي التيقن من صحة اعترافاتهم.


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.