قام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، بزيارة لشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يعاني السكان من انتشار وباء «إيبولا» ومن أعمال العنف المسؤولة عنها مجموعات مسلحة. وقال غوتيريش بعد أن زار مركزاً لمعالجة «إيبولا» في مدينة مانغينا الواقعة على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً من مدينة بيني في شرق الكونغو، «لا بد من القيام بالمزيد عبر التعاون بين قوة الأمم المتحدة والقوات المسلحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية». وشدد مراراً على أن مكافحة «إيبولا» تمر بمكافحة المجموعات المسلحة الناشطة في منطقة شمال كيفو، بدءاً بالميليشيات المتحدرة من أوغندا، المعروفة باسم «القوات الديمقراطية المتحالفة»، المتهمة بارتكاب مجازر أودت بمئات المدنيين.
ويتهم سكان مدينة بيني أحياناً، عناصر القوة الدولية، بعدم التحرك لمواجهة هذه الميليشيا. كما قال المتحدث باسم الجيش الجنرال سيلفان أكينجي، أول من أمس، لدى إعلانه عن هجوم جديد على ميليشيا «القوات الديمقراطية المتحالفة»، «نرغب في أن تقوم قوة الأمم المتحدة في الكونغو بدورها كاملاً». وقال غوتيريش، في هذا الإطار، «إن تضامننا يجب أن يعبر عنه بتعاون متزايد بين قوة الأمم المتحدة والقوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية لاحتواء الأعمال الإرهابية لـ(القوات الديمقراطية المتحالفة)، وقهرها إذا أمكن». وتابع غوتيريش: «من المهم أن يدرك سكان بيني أننا سمعنا نداءات الاستغاثة التي أطلقوها».
وتنتهي مهمة قوة الأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية في أواخر السنة الحالية، وقد قامت الأمم المتحدة بالفعل بإغلاق قواعد لها في هذه المنطقة، وخفضت عدد المدنيين العاملين معها. وتابع الأمين العام للأمم المتحدة: «أعتمد على مجلس الأمن لنتمكن من تجديد مهمة قوة الأمم المتحدة مع التعديلات اللازمة»، مشدداً على أنه لا يزال يتوجب على هذه القوة «أن تقوم بدور كبير في جمهورية الكونغو الديمقراطية». ومن المقرر أن يلتقي غوتيريش، اليوم الاثنين، الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، في كينشاسا.
كان وباء «إيبولا» ظهر للمرة الأولى في مانغينا في أغسطس (آب) 2018، وتسبب حتى الآن في وفاة أكثر من ألفي شخص في بيني وبوتمبو وكاتوا، كما سجلت حالات وفاة في غوما وأوغندا. وفي مدينة مانغينا أودى الوباء بـ285 شخصاً، في حين سجلت 606 إصابات، غالبيتها بين النساء والأطفال ما دون الخامسة. وتابع غوتيريش أن وباء «إيبولا» يبقى خطراً جدياً على الصحة العامة في البلاد والمنطقة. ووصل الوباء بالفعل إلى أوغندا المجاورة، واعتبرته منظمة الصحة العالمية في يوليو (تموز) الماضي «حالة صحية طارئة بأبعاد عالمية». ووجه كلمة إلى السكان في مانغينا لدى زيارته مركزاً لمعالجة الوباء قال فيها «لا بد أن يدرك الجميع أنه لدى ظهور أي شك بالإصابة بالوباء لا بد من التأكد من ذلك». وتابع: «من الضروري المجيء إلى المركز. هناك من يعتقد أن الموت آت لا محالة ولا فائدة من التحرك. كلا هذا غير صحيح. من يأتون إلى هنا يمكن أن يشفوا. لا بد من نقل هذه الرسالة إلى الجميع».
وتجمع مئات السكان في بلدة مانغينا حول موكب غوتيريش بعد القداس، وكانت بينهم الراهبة دارلين التي تعمل ممرضة في مستشفى في المدينة. وحرصت على توجيه «الشكر» لغوتيريش «لأنه امتلك الشجاعة للقدوم إلى هنا حيث ينتشر الوباء والأمن مفقود». وتعد قوة الأمم المتحدة في الكونغو من الأكبر في العالم، ويبلغ عدد عناصرها 16 ألف رجل.
زيارة «تضامن» لغوتيريش إلى الكونغو في مواجهة «إيبولا» والمجموعات المسلحة
زيارة «تضامن» لغوتيريش إلى الكونغو في مواجهة «إيبولا» والمجموعات المسلحة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة