نقلت وكالات أنباء روسية عن الجيش قوله، اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة نفذت ضربات جوية في منطقة خفض التصعيد في إدلب السورية، في انتهاك لاتفاقيات سابقة، مما تسبب في خسائر بشرية كبيرة، وشكل خطراً على وقف إطلاق النار هناك.
ونسبت وكالة «تاس» إلى وزارة الدفاع الروسية قولها إن الولايات المتحدة لم تخطر لا روسيا ولا تركيا بأمر الضربات. وأضافت أن الطائرات الحربية الروسية والسورية لم تنفذ غارات في المنطقة في الآونة الأخيرة.
يأتي ذلك غداة قصف الولايات المتحدة موقعا شمال غربي سوريا مستهدفة قيادات في تنظيم القاعدة، أثناء اجتماعهم قرب مدينة إدلب، ما أسفر عن مقتل أربعين منهم على الأقل، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد أن الضربات استهدفت اجتماعاً لقياديين في صفوف فصيلي حراس الدين وأنصار التوحيد ومجموعات متحالفة معهما داخل معسكر تدريب تابع لهم.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد ذكرت أول من أمس (الجمعة) أن قوات النظام السوري ستطبق وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد في منطقة خفض التصعيد في إدلب صباح أمس (السبت)، بعد أربعة أشهر من القصف الدامي الذي أودى بحياة أكثر من 950 مدنياً وهجوم بري سمح للنظام باستعادة مناطق استراتيجية، بحسب المرصد.
ويسود هدوء نسبي اليوم في محافظة إدلب الواقعة شمال غربي سوريا، رغم حدوث مناوشات محدودة أودت بحياة خمسة مقاتلين.
وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا يزال الهدوء النسبي سيد الموقف في عموم المنطقة يتخلله عدة قذائف تسقط بين الفينة والأخرى، فيما لا تزال طائرات النظام السوري و(الضامن) الروسي متوقفة عن استهداف منطقة خفض التصعيد منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ».
وفي ليلة السبت، قُتل ثلاثة مقاتلين موالين للنظام بصاروخ مضاد للدبابات أصاب عربتهم في شمال غربي محافظة حماة المجاورة لإدلب.
كما قتل، فجر الأحد، مقاتلان من الفصائل المعارضة إثر استهداف قرية في جنوب شرقي إدلب بالصواريخ، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وتأوي إدلب ومحيطها نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم تقريباً من النازحين من مناطق شكلت معاقل للفصائل المعارضة قبل أن تسيطر قوات النظام عليها إثر هجمات عسكرية واتفاقات إجلاء، وتعد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التنظيم الأوسع نفوذاً في المنطقة.
والمحافظة ومحيطها مشمولة باتفاق أبرمته روسيا وتركيا في سوتشي في سبتمبر (أيلول) 2018 ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل، على أن تنسحب منها المجموعات المتشددة. إلا أنه لم يُستكمل تنفيذ الاتفاق، وتتهم دمشق أنقرة بالتلكؤ في تطبيقه.
وأعلن عن هدنة في مطلع شهر أغسطس (آب) الماضي في منطقة إدلب ذاتها إلا أنها خرقت بعد بضعة أيام.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص، وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية، وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
روسيا: الضربات الأميركية في إدلب تهدد وقف إطلاق النار
روسيا: الضربات الأميركية في إدلب تهدد وقف إطلاق النار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة