جلاد «داعش» البلجيكي بقبضة قوات كردية

يواجه عقوبة الإعدام... ويشتبه في علاقته بتمويل تفجيرات بروكسل وباريس

TT

جلاد «داعش» البلجيكي بقبضة قوات كردية

ينتظر البلجيكي الجنسية أنور هدوشي المعروف باسم «جلاد داعش» المحاكمة، وسط توقعات بأن يواجه عقوبة الإعدام، وذلك بعد اعتقاله خريف العام الماضي في شمال سوريا. وذكرت صحيفة «دي مورجين» البلجيكية، في مقال نشر أمس، أن هدوشي المعروف بـ«أبي سليمان البلجيكي» يقبع في أحد سجون «سوريا الديمقراطية» بشمال سوريا منذ الخريف الماضي بعد أن وقع وزوجته جولي مايس (23 عاماً)، في أيدي عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية»، أثناء الهجوم على بلدة باغوز، التي شكلت آخر جيب لمسلحي «داعش» في منطقة وادي الفرات. وهدوشي البالغ 35 عاماً متهم بتنفيذ أكثر من 100 عملية إعدام في الرقة. وتعتقد السلطات الأمنية الفرنسية والبلجيكية أن هدوشي متورط في تمويل الهجمات الإرهابية في بروكسل وباريس. على وجه الخصوص، رصدت الهيئات الأمنية المختصة أنه تم تحويل 3.5 ألف يورو من حساب بنكي تابع لهدوشي إلى محمد عبريني، المتهم الرئيس والناجي الوحيد من تفجيرات مطار «زافينتيم» ببروكسل في عام 2016. وذلك بموافقة من عبد الحميد أباعود، العقل المدبر لهجمات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015. وفي تصريحات نشرتها أمس صحيفة دي مورغن البلجيكية اليومية، قال والد زوجة هدوشي، إن تنظيم «داعش» سرق ابنته وهو الآن لا يعلم ماذا يفعل لاستردادها.
وتحدث لوك مايس (66 عاماً) والد جولي زوجة جلاد «داعش» من مكان عمله في محل لبيع مستلزمات محلات الحلاقة في بلدية سخاربيك في بروكسل، وكان يجلس على الحاسوب وأمامه صور عديدة لابنته وزوجها وأطفالهما، وهما ولدان والتقطت الصور أثناء آخر زيارة قام بها هدوشي وجولي إلى والد الزوجة في بروكسل وكان أحد الطفلين وقتها يبلغ عمره 5 سنوات والآخر عامين، وذلك قبل السفر إلى سوريا في عام 2014.
وأضاف والد الزوجة بأنه لم يسمع أي أخبار عنهم منذ ثلاث سنوات ولكن قبل يومين فقط أخبرني أحد المترددين على المحل لشراء مستلزمات الحلاقة، أن أنور قتل في مناطق الصراعات. ولكن بعدها بساعات تلقى والد الزوجة اتصالاً هاتفياً من صحيفة دي مورغن وأبلغته أنهم على قيد الحياة في شمال سوريا. وسبق أن قال المحامي إبراهيم الفرج، رئيس لجنة القضاء بالمجلس المدني في الرقة، في حديث لصحيفة «لاليبر بلجيكا»: «لقد أطلق على نفسه اسم (أبو سليمان) البلجيكي. تخصصه قطع رؤوس الناس. وأرغم السكان المحليين على النظر إلى ضحاياه أثناء إعدامه لهم في ساحة السوق المركزية في الرقة». ومن غير الواضح الآن أين ستتم محاكمة هدوشي، وإن تمت في العراق، فسيواجه عقوبة الإعدام كما حصل لبلجيكيين من مسلحي «داعش» من قبل. وفي أبريل (نيسان) الماضي أصبح أبو الفضيل البلجيكي، ثاني شخص يحمل الجنسية البلجيكية، ويواجه حكماً بالإعدام شنقاً في العراق، بعد إدانته بالانتماء إلى «داعش». وكان أبو حمزة البلجيكي واسمه الحقيقي طارق جدعون، واجه نفس الظروف في مايو (أيار) من العام الماضي، وقال وقتها إنه يريد العودة لبلاده، وتعليقاً على هذا الأمر قال وقتها رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال: «لن تتفاوض الحكومة البلجيكية تحت أي ظروف مع المقاتلين، الذين سافروا للانضمام إلى صفوف تنظيم (داعش) ويرغبون في العودة من جديد إلى بلجيكا»، مضيفاً: «لا يوجد مكان في مجتمعنا لهؤلاء الأشخاص».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.