الجيش اليمني يقضي على لواء حوثي كامل

TT

الجيش اليمني يقضي على لواء حوثي كامل

أعلن الجيش الوطني في صعدة، المعقل الرئيسي لميليشيات الحوثي الانقلابية، نهاية ما يسمى لواء الصماد، وغموض في مصير اللواء 156 مشاة، التابع لميليشيات الانقلاب في كتاف (شرق صعدة)، بالتزامن مع تنفيذ عملية نوعية للجيش على مواقع الانقلابيين في مديرية الصفراء (شمال صعدة)، ومقتل المئات من الانقلابيين في معقلهم، بمعاركهم مع الجيش الوطني، وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن.
يأتي ذلك في الوقت الذي تمكنت فيه قوات الجيش الوطني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، من تحرير مناطق وقرى واسعة في محيط مدينة حرض، شمال محافظة حجة، الواقعة شمال غربي صنعاء، الخميس، بعد معارك عنيفة خاضتها مع ميليشيات الحوثي الانقلابية في محيط المدينة، تكبدت فيها الميليشيات خسائر بشرية ومادية، وذلك بحسب ما أكده مصدر عسكري رسمي.
وقالت قيادة محور كتاف بصعدة إن «القوات الحكومية، بقيادة اللواء رداد الهاشمي، قائد محور كتاف بمحافظة صعدة، قد شنت خلال اليومين الماضيين سلسلة من الهجمات الدقيقة والمركزة فوق جبال ومرتفعات كتاف على الميليشيات الحوثية الانقلابية، مدعومة بمقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن، وقد أسفرت هذه الهجمات المسنودة بطيران التحالف عن مصرع المئات من عناصر الميليشيات، بينهم قيادات عسكرية، إضافة إلى تدمير العشرات من الآليات والعربات العسكرية، وما زالت مجاميع كبيرة منهم محاصرين في الأودية وجبال كتاف حتى اللحظة».
وأضافت في بيان لها، نشره مركزها الإعلامي، أنه «في تقدم كبير للقوات الحكومية، مسنودة بتحالف دعم الشرعية في اليمن، تمكنت وحدات المشاة والقوات الخاصة من الإجهاز الكامل على لواء الصماد، فيما يكتنف الغموض مصير اللواء 156 مشاة، التابع للحوثيين في مديرية كتاف بمحافظة صعدة».
وأوضحت أن «هذه التطورات العسكرية تأتي بعد وصول تعزيزات عسكرية ضخمة للمنطقة، ودخول مقاتلات التحالف وطيران الأباتشي وراجمات الصواريخ خط المواجهة المباشرة مع الميليشيات المدعومة إيرانياً»، وأن «التعزيزات العسكرية الضخمة وصلت إلى المنطقة، جنباً إلى جنب مع القوات الحكومية المنتشرة في منطقة وادي الفرع وآل بو جبارة، وتمكنت من قتل أعداد هائلة من الحوثيين، وفرار من تبقى منهم، وما زالت مجاميع كبيرة منهم محاصرين داخل وادي آل بو جبارة، ولا يزال الجيش يفرض طوقاً عسكرياً على المنطقة بشكل كامل».
وذكرت أن «المعارك تزداد ضراوة واشتعالاً بين القوات الحكومية المسنودة من التحالف العربي وبين الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران يوماً بعد آخر وساعة بعد أخرى، حيث تمكنت وحدات احترافيه من القناصة، تتبع محور كتاف، من حصد أرواح عدد من عناصر الميليشيات الانقلابية في أماكن متفرقة من جبال كتاف، كانت قد انتشرت في المنطقة بعد عملية الالتفاف الواسعة والمواجهات العنيفة التي سقط فيها كثير من القتلى والجرحى من الطرفين».
وأكدت قيادة محور كتاف أنه «في عمليات عسكرية نوعية، تمكنت وحدات قتالية عالية التدريب تابعة للقوات الحكومية، بقيادة اللواء رداد الهاشمي، قائد محور كتاف بمحافظة صعدة، من إحكام السيطرة الشاملة على جميع الطرق المؤدية إلى وادي آل بو جبارة، وقطع جميع خطوط إمدادات الميليشيات الحوثية إلى المنطقة، فيما لا تزال المنطقة تشهد مواجهات عنيفة جداً، وقصفاً مدفعياً مكثفاً من قبل القوات الحكومية على أماكن تمركز الميليشيات في أطراف وادي آل بو جبارة».
ولفتت إلى أنه «تم تمشيط المنطقة بالكامل من العناصر الحوثية المختبئة في الجروف الجبلية والمزارع والوديان، وهناك مئات من القتلى والجرحى من الحوثيين، وانفجارات ضخمة تهز المنطقة. وقد شن الجيش هجمات واسعة فوق سلسلة جبال كتاف، كبدت خلالها الميليشيات الحوثية أعداداً هائلة من القتلى والجرحى، وما زالت جثثهم ملقية فوق الجبال وداخل بطون الأودية».
وذكر البيان أن «مقاتلات التحالف وطيران الأباتشي دخلت خط المواجهة المباشرة مع الميليشيات، وتم استهداف مجاميع حوثية كبيرة، وقد منيت الميليشيات الإرهابية بخسائر كبيرة تقدر بالمئات من عناصرهم، إضافة إلى تدمير 24 عربة عسكرية تابعة للميليشيات بوادي آل بو جبارة الذي كانت الميليشيات قد تسللت إليه في وقت سابق».
وفي السياق ذاته، سقط قتلى وجرحى من صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية في مديرية الصفراء، شمال صعدة، في عملية نوعية نفذتها وحدات الجيش الوطني، الخميس، على مواقع وتحصينات ميليشيات الانقلاب.
‫وقال قائد لواء حرب واحد، العميد محمد صالح الغنيمي، إن «قوات الجيش الوطني بلواء حرب واحد، مسنودة بمدفعية قوات الجيش الوطني، استطاعت كسر هجوم لميليشيا الانقلاب الحوثي، وتنفيذ عملية نوعية على مواقع تحصينات الميليشيا في جبال غرابة والجربة، أسفرت عن إصابة وقتل كثير من عناصر الميليشيا، واغتنام أسلحة خفيفة ومتوسطة، وتدمير للمتارس والخنادق التي كانت تختبئ فيها»، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
‫وأكد أن «الجيش الوطني في حالة جاهزية قصوى للهجوم، وكسر وتنفيذ العمليات العسكرية ضد ميليشيا الانقلاب الحوثي، إلى أن يتم تحرير محافظة صعدة بالكامل».
إلى ذلك، شنت ميليشيات الانقلاب قصفاً عنيفاً على عدد من مواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني في محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، حيث تركز القصف الحوثي، خلال الساعات الماضية، على مواقع القوات شرق مدينة الصالح، بمدينة الحديدة، وعدد من المواقع شرق وشمال مديرية الدريهمي، وبمديريتي حيس والتحيتا، جنوباً.
ووفقاً لمصادر عسكرية، تواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية حشد المزيد من القوات، والدفع بتعزيزات عسكرية، آليات عسكرية تحمل مئات العناصر الحوثية، إلى تخوم مديريتي حيس والتحيتا، وذلك في إطار استمرارها بالتصعيد العسكري، وخرقها للهدنة الأممية.


مقالات ذات صلة

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الحوثيون يجبرون التجار والباعة والطلاب على التبرع لدعم «حزب الله» اللبناني (إعلام حوثي)

​جبايات حوثية لصالح «حزب الله» وسط تفاقم التدهور المعيشي

تواصل الجماعة الحوثية فرض الجبايات والتبرعات الإجبارية لصالح «حزب الله» اللبناني وسط توقعات أممية بارتفاع أعداد المحتاجين لمساعدات غذائية إلى 12 مليوناً

محمد ناصر (تعز)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.