بعد أن تنبأ أحد الاستطلاعات، للمرة الأولى منذ بداية المعركة الانتخابية، بفوز حزب الجنرالات «كاحول لافان»، برئاسة بيني غانتس، على بنيامين نتنياهو، أعلن مسؤول كبير فيه أنه يفضل أن يقيم ائتلافاً حكومياً برئاسته، يضم حزب الليكود اليميني، وحزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو» برئاسة أفيغدور ليبرمان، وحزب العمل برئاسة عمير بيرتس، ولا يفضل تشكيل حكومة يسار.
وقال المسؤول، أمس (الجمعة)، إنه لا يرغب في دمغه باليسارية، ويرى أن تحالفه الطبيعي هو مع الليكود وليبرمان والعمل، وأضاف أن «استطلاعات الرأي تدل على أن الجمهور الإسرائيلي قرر تحطيم نظرية المعسكرات، وتوزيع الأحزاب على أساس يمين ويسار، وجميع الاستطلاعات تظهر أنه لا يمكن تشكيل حكومة تستند إلى معسكر الوسط - يسار. ولم يبقَ سوى اختيار إحدى إمكانيتين، فإما تشكيل حكومة يمين متطرف بقيادة نتنياهو، ومن دون حزب «كحول لفان»، أو تشكيل حكومة وحدة برئاسة غانتس، مع الجهات المعتدلة في اليمين واليسار».
وكشف هذا المسؤول أن حزب «كحول لفان» قرر إطلاق حملة تهدف إلى جذب ناخبين ليس من اليمين فقط، بل من الوسط واليسار، لغرض أن يصبح أكبر حزب في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) المقبل، حتى لو كان ثمن هذه الحملة عدم تجاوز أحد أحزاب اليسار لنسبة الحسم، التي تبلغ 3.25 في المائة من الأصوات، وبالتالي سقوطها. وكان آخر استطلاع للرأي نشر أمس قد أظهر أن حزب الجنرالات برئاسة غانتس سيحصل على 32 مقعداً، في حال أجريت الانتخابات اليوم، مقابل 30 مقعداً لليكود برئاسة نتنياهو، وهذه أول مرة يتنبأ فيها استطلاع بهزيمة الائتلاف الحاكم حالياً.
وحسب نتائج الاستطلاع الذي نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم»، وقناة التلفزيون اليهودية الفرنسية في يافا «i24NEWS»، فإن معسكر اليمين القائم حالياً سيفقد أكثريته الحالية، ويحصل على 55 مقعداً، ولن يستطيع العودة إلى الحكم، إلا إذا انضم إليه حزب ليبرمان. فيما يعلن ليبرمان أنه لن ينضم إلى ائتلاف لمعسكر واحد أياً كان، وسينضم فقط إلى حكومة وحدة تضم الليكود و«كحول لفان». وأشار الاستطلاع إلى النتائج التالية: معسكر اليمين - الليكود 30، واتحاد أحزاب اليمين المتطرف «يميناً» 10، وحزب اليهود الشرقيين المتدينين «شاس» 8، وحزب اليهود الإشكناز المتدينين 7.
معسكر الوسط - يسار: حزب الجنرالات 32 مقعداً، وحزب المعسكر الديمقراطي الذي يضم حزب ميرتس اليساري الصهيوني المتحالف مع رئيس الحكومة الأسبق إيهود باراك 7 مقاعد، وحزب العمل برئاسة عمير بيرتس 5 مقاعد؛ والمجموع 44 مقعداً.
وفي الحياد: حزب ليبرمان والقائمة المشتركة (التي تضم الأحزاب العربية الأربعة) 11 مقعداً لكل منهما.
ولأن حزبي «كحول لفان» وليبرمان لا يحبذان تشكيل حكومة مع الأحزاب العربية، والأحزاب العربية نفسها غير ناضجة لهذه الفكرة، فإن إمكانية تشكيل حكومة وسط يسار مع العرب لم تعد واقعية. فإما ينضم ليبرمان إلى اليمين المتطرف برئاسة نتنياهو، أو يفرض على غانتس ونتنياهو التحالف معاً. وحسب الاستطلاع نفسه، فإن الجمهور الإسرائيلي ما زال يرى في نتنياهو أنسب الشخصيات السياسية لرئاسة الحكومة، إذ يؤيده في ذلك 40 في المائة من المستطلعين، بينما حصل بيني غانتس فقط على 24 في المائة، وأييلت شاكيد 6 في المائة، ويائير لبيد 4 في المائة، وإيهود باراك 4 في المائة، وأفيغدور ليبرمان 4 في المائة، وعمير بيرتس 2 في المائة، فيما أجاب 16 في المائة بأنهم لا يرون أياً من المذكورة أسماؤهم ملائماً لرئاسة الحكومة.
ومن جهته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اتفاق مع حزب يميني متطرف يقضي بانسحاب هذا الحزب من الانتخابات التشريعية التي ستجرى الشهر المقبل، مقابل وعد بتشريع استخدام القنب لأغراض طبية. وقال موشي فيغلين، زعيم حزب «زيهوت» (الهوية) اليهودي القومي، إنه حصل على وعد أيضاً بحقيبة وزارية، مقابل امتناعه عن تقديم مرشحين لانتخابات 17 سبتمبر (أيلول).
وفي مؤتمر صحافي مشترك، قال نتنياهو لفيغلين: «أراك وزيراً في الحكومة المقبلة، وأرى فيك شريكاً برؤية مشتركة». ويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، زعيم حزب الليكود، إلى ضمان الحصول على أصوات ناخبي اليمين لحزبه قبل الانتخابات، بعدما أخفق في تشكيل تحالف على أثر الاقتراع الذي أُجري في أبريل (نيسان) الماضي. وخلال الحملة الانتخابية السابقة، وعد حزب فيغلين بتشريع القنب، وهي قضية أكسبته أصواتاً، إلى جانب ناخبي اليمين.
لكن حزب «زيهوت» لم يحصل مع ذلك سوى على 2.7 في المائة من الأصوات في تلك الانتخابات، أي أقل من نسبة 3.5 في المائة المحددة لدخول البرلمان.
ولهدف منع تشتت الأصوات، قال نتنياهو الذي سجل رقماً قياسياً في مدة شغله منصب رئيس الحكومة إنه سيفعل ما بوسعه لإقناع أحزاب اليمين بعدم تقديم مرشحين، لكن فرص تحقيق ذلك ضئيلة. وينص الاتفاق بين حزبي الليكود وزيهوت، الذي اطلعت عليه وكالة «الصحافة الفرنسية»، على أنه «في الدورة الأولى للكنيست، سيتم التصويت على قانون بشأن تشريع الماريجوانا لأغراض طبية». وسيسمح هذا القانون أيضاً باستيراد هذه المادة لأغراض طبية إلى إسرائيل.
وكان فيغلين نائباً عن الليكود، قبل أن يؤسس حزبه في عام 2015. وما زال حزبان يمينيان صغيران يشاركان في الانتخابات، هما «القوة اليهودية» الذي مُنع اثنان من مرشحيه من المشاركة بموجب قانون ضد التحريض على العنصرية، وحزب «نوام» المتشدد المعروف بحملاته ضد المثليين.
{حزب الجنرالات} الإسرائيلي يفضّل «حكومة وحدة» مع الليكود وليس مع اليسار
نتنياهو يتوصل إلى اتفاق مع حزب يميني
{حزب الجنرالات} الإسرائيلي يفضّل «حكومة وحدة» مع الليكود وليس مع اليسار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة