شكوى فلسطينية ضد هندوراس لافتتاحها ممثلية في القدس

TT

شكوى فلسطينية ضد هندوراس لافتتاحها ممثلية في القدس

أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أمس عزم حكومته على رفع شكوى ضد هندوراس لدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على خلفية قرارها فتح بعثة دبلوماسية لها لدى إسرائيل في مدينة القدس. وقال اشتية في بيان صحافي إن قرار هندوراس «مخالف للإجماع الدولي وللقانون والقرارات الدولية، ومرفوض من الفلسطينيين وكل المؤمنين بإمكانية الوصول لحل سياسي قائم على مبدأ حل الدولتين».
ودعا اشتية، رئيس هندوراس خوان هرنانديز إلى التراجع عن زيارته لإسرائيل المقررة اليوم لافتتاح مكتب تجاري يحمل صفة دبلوماسية في القدس، واصفا هذه الخطوة بـ«الجريمة في حق القانون الدولي». وأكد أن حق الفلسطينيين بالقدس عاصمة لدولتهم المستقلة «حق مقدس ومن غير المقبول أن يكون موضوعا لتحصيل مكاسب أو بيع مواقف سياسية للولايات المتحدة أو لإسرائيل». ومن المقرر أن تفتح هندوراس غدا الأحد ممثلية تجارية ذات مكانة دبلوماسية لها لدى إسرائيل في مدينة القدس توطئة لنقل سفارتها إلى المدينة في المستقبل.
من جهته، أدان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إعلان هندوراس، افتتاح مكتب دبلوماسي لها في مدينة القدس. وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية في بيان له أمس، إن «الأمين العام لجامعة الدول العربية بعث برسالة خطية لرئيس هندوراس، خوان أورلاندو هيرنانديس، عشية زيارته المقررة لإسرائيل أمس الجمعة، أكد فيها إدانته لموقف هندوراس المخالف للقانون الدولي، وللإجماع الدولي المستقر بشأن القدس باعتبارها أرضاً محتلة».
وأكد المصدر المسؤول أن «الأمين العام للجامعة طالب رئيس هندوراس بمراجعة موقف بلاده من هذه المسألة الخطيرة، والتي تنطوي على أهمية عُظمى، ليس فقط للعالم العربي، وإنما للمسلمين في العالم».
وأشار المصدر المسؤول إلى أن «الجامعة العربية تحرص على تنسيق المواقف العربية الجماعية حيال عدد محدود من الدول التي قامت بنقل سفاراتها إلى القدس، أو افتتحت مكاتب تجارية هناك، بهدف تثبيت الاعتراف بالمدينة المحتلة عاصمة لإسرائيل، أسوة بالقرار الذي اتخذته الولايات المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) عام 2017 في هذا الخصوص».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.