السيسي: نسعى لتعميق الشراكة مع الأمم المتحدة لدعم إعادة الإعمار في أفريقيا

الرئيس السيسي لدى لقائه أنطونيو غوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية أمس (الشرق الأوسط)
الرئيس السيسي لدى لقائه أنطونيو غوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية أمس (الشرق الأوسط)
TT

السيسي: نسعى لتعميق الشراكة مع الأمم المتحدة لدعم إعادة الإعمار في أفريقيا

الرئيس السيسي لدى لقائه أنطونيو غوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية أمس (الشرق الأوسط)
الرئيس السيسي لدى لقائه أنطونيو غوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية أمس (الشرق الأوسط)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تطلع بلاده للتنسيق مع الأمم المتحدة لتعزيز دورها في معالجة الملفات ذات الأولوية للدول النامية، مشيرا إلى أن هدف تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة يأتي على رأس أولويات الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي، لتحقيق تقدم في مجال إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات في أفريقيا.
جاء ذلك خلال المباحثات التي أجراها، أمس، مع أنطونيو غوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، على مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية، المعروف اختصارا باسم «تيكاد». وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن سكرتير عام الأمم المتحدة أشار إلى الجهود المصرية الناجحة في رئاسة الاتحاد الأفريقي هذا العام، معرباً عن حرص الأمم المتحدة على تعزيز ودعم التعاون مع مصر لإرساء أسس السلام والاستقرار والتنمية على المستوى الإقليمي، لا سيما في ضوء دور مصر المحوري في أفريقيا والشرق الأوسط، ودعمها المستمر لمبادرات إصلاح الأمم المتحدة في مختلف المسارات، إلى جانب المساهمة المصرية الكبيرة في عمليات حفظ السلام الأممية.
تناول اللقاء جهود تعزيز التعاون والتنسيق بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، حيث أكد السيسي أن هدف تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة يأتي على رأس أولويات الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي، لا سيما في إطار جهود الرئاسة المصرية لتحقيق تقدم في مجال إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات في أفريقيا، وبما يسهم في تحقيق الأهداف على صعيد مبادرة الاتحاد الأفريقي لإسكات البنادق 2020 واستكمال وتعزيز بنية السلم والأمن الأفريقية للارتقاء بقدرات وآليات القارة للحفاظ على أمنها واستقرارها، وكذلك تحقيق خطوات ملموسة على مسار تطبيق أجندة أفريقيا 2063، ومواصلة التقدم المحرز في تنفيذ أجندة التنمية 2030 في أفريقيا.
كما شهد اللقاء تباحثا بشأن آخر المستجدات على صعيد عدد من الملفات والقضايا الإقليمية، خاصة ما يتعلق بتطورات الأوضاع في كل من ليبيا وسوريا، وأكد المسؤول الأممي حرص المنظمة على تعزيز التعاون مع مصر لصون السلم والأمن الإقليميين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
في السياق ذاته، شارك السيسي وشينزو آبي رئيس وزراء اليابان في منتدى الأعمال الأفريقي الياباني، أمس، على هامش قمة تيكاد التي تقام خلال الفترة من 27 حتى 30 أغسطس (آب) الحالي.
وقال السيسي إن الفترة الماضية أثبتت توافر الإرادة السياسية لدفع الجهود الأفريقية المخلصة للإصلاح والتحديث، والتي تشمل جميع المحاور الاقتصادية والمجتمعية والهيكلية في مختلف دول الاتحاد الأفريقي.
وقد أكد المشاركون في المنتدى أهمية تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص بأفريقيا، واستفادة الشركات اليابانية من الفرص الاستثمارية المتاحة بأسواق الدول الأفريقية.
وأشار رئيس هيئة التجارة الخارجية اليابانية نوبوهيكو ساساكي إلى أن الحكومة اليابانية تسعى إلى تعزيز التعاون بين الشركات اليابانية والأفريقية، مؤكدا أهمية التيكاد في تدعيم التعاون بين الجانبين في مجال الاستثمارات.
وضمن لقاءاته أيضا، أجرى السيسي مباحثات مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، تم التوافق خلالها على دعم المسار التنموي لدول حوض النيل وجهود تعزيز العلاقات فيما بينها في جميع المجالات التنموية، على نحو يحقق المصالح المشتركة لهم ويتجنب الإضرار بأي طرف.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن المباحثات تناولت سبل دفع العلاقات الثنائية، وجهود مكافحة الإرهاب باعتباره أحد أكبر التحديات التي تواجه أفريقيا، حيث تم الترحيب بتوافق الرؤى القائم بين البلدين إزاء مختلف الملفات السياسية، بالإضافة إلى التوافق حول أهمية تعزيز التكامل بين الدول الأفريقية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.