«قصر بيت الدين»... من مركز لحكم الأمير الشهابي إلى مقر صيفي للرؤساء

غادره الرئيس عون أمس عائداً إلى بعبدا

الرئيس ميشال عون يلقي كلمة أمام أحد الوفود قبل مغادرته «قصر بيت الدين» أمس (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون يلقي كلمة أمام أحد الوفود قبل مغادرته «قصر بيت الدين» أمس (دالاتي ونهرا)
TT

«قصر بيت الدين»... من مركز لحكم الأمير الشهابي إلى مقر صيفي للرؤساء

الرئيس ميشال عون يلقي كلمة أمام أحد الوفود قبل مغادرته «قصر بيت الدين» أمس (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون يلقي كلمة أمام أحد الوفود قبل مغادرته «قصر بيت الدين» أمس (دالاتي ونهرا)

غادر رئيس الجمهورية ميشال عون مقر الرئاسة الصيفي في بيت الدين بمنطقة الشوف عائداً إلى مقره الرئيسي في منطقة بعبدا، ومنهياً بذلك أسبوعين من الإقامة التقليدية التي اعتاد الرؤساء القيام بها في هذا القصر خلال فصل الصيف منذ استقلال لبنان.
واختتم عون إقامته في المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية، بلقاء شعبي موسّع ضمّ عدداً من أبناء منطقة الشوف، ومن المنتسبين إلى «التيار الوطني الحر»، طمأن خلاله «الجميع من دون استثناء، والقلّة التي ربما لا يزال لديها بعض القلق، إلى أن ما حصل سابقاً في الشوف، خلال سنوات الحرب، كان خطأ تاريخياً أو سلسلة أخطاء ارتُكِبت من عدة أطراف».
وأشار الرئيس عون إلى أن «الحادثة المؤسفة الأخيرة التي حصلت في قبرشمون أعطت عبرة للجميع قائمة على ضرورة عدم تكرارها»، مضيفاً: «ما دمتُ معكم فلا خوف».
ويُعتبر قصر بيت الدين الذي ينبض بالتاريخ العريق من أجمل نماذج العمارة اللبنانية في القرن التاسع عشر. وارتبط اسمه باسم الأمير بشير الشهابي الذي أنشأ ما كانت تُعرف بـ«إمارة الشهابيين»، وكان مركزاً للسلطة طوال فترة حكمه التي استمرت 54 عاماً، وتطلّب بناء القصر 20 عاماً.
ويعود تقليد الإقامة الصيفية لرئيس الجمهورية في بيت الدين إلى مرحلة استقلال لبنان في عهد الرئيس بشارة الخوري، عام 1943. وهو الأمر الذي اعتاد عليه عدد كبير من الرؤساء، ولو لفترة وجيزة، خلال الصيف، حيث تعقد أحياناً أيضاً جلسات مجلس الوزراء، باستثناء الرئيسين أمين الجميل الذي انتقل إلى بلدته بكفيا في فصل الصيف، وإلياس الهراوي الذي لم يتمكن من المكوث في «بيت الدين» بسبب الأوضاع السياسية آنذاك.
وبعد انتهاء الحرب اللبنانية بسنوات عدة، وتحديداً عام 1999 استؤنفت إقامة رؤساء الجمهورية في بيت الدين في عهد الرئيس إميل لحود وتبعه الرئيس ميشال سليمان، وفي عام 2017 ومع تسلّمه الرئاسة انتقل الرئيس عون إلى المقر الصيفي.
مع العلم بأن القصر تحوّل أيضاً إلى مقر لمهرجانات بيت الدين الدولية التي تستضيف سهراتها أشهر الفنانين العالميين.
وهذا العام أيضاً لم يخالف الرئيس عون التقليد وحرص على الانتقال إلى القصر حيث كان لإقامته وقع مختلف، لا سيما بعد الأحداث الأمنية في منطقة الجبل، في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، وكانت مناسبة لتلاقي الخصوم وتكريس المصالحة التي عقدت في قصر بعبدا بعد أربعين يوماً على الحادثة والتوتر الذي نشب بين «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«الحزب الديمقراطي اللبناني» على خلفية زيارة وزير الخارجية جبران باسيل إلى المنطقة، وسقوط قتيلين من مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.