«معلّمة الظل»... بين فاعلية الدور وحقيقة الاحتياج في برامج الدمج

عام دراسي موفق للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

«معلّمة الظل»... بين فاعلية الدور وحقيقة الاحتياج في برامج الدمج
TT

«معلّمة الظل»... بين فاعلية الدور وحقيقة الاحتياج في برامج الدمج

«معلّمة الظل»... بين فاعلية الدور وحقيقة الاحتياج في برامج الدمج

مع بداية الأسبوع الماضي، عادت إلى المدارس حياتها ونبضاتها بعودة رسل العلم إليها، وبعد يوم غد الأحد الأول من شهر سبتمبر (أيلول) 2019 سيتوافد الطلبة إلى مقاعدهم الدراسية في مختلف المستويات التعليمية. ومن بين هؤلاء الطلبة هناك مجموعة من الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين سيتم دمجهم في نفس الصفوف الدراسية.

برامج الدمج
إن البيئة التعليمية متمثلة في المدرسة، وعلى وجه الخصوص في مراحلها الأولى، تقوم بالتركيز على المهارات الأكاديمية واللغوية والاجتماعية والاستقلالية بهدف تطويرها بالشكل الذي يساعد الطفل على الاستمرار في المراحل التالية من التعليم بنمط يتسم بالنمو الفعال والناجح خلال هذه المراحل الأولية حيث يتم تعليم الأطفال قواعد اللعب والتفاعل الاجتماعي. وهنا، يبرز التحدي الكبير الذي يواجهه الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة وهو ما قد يتطلب دعما إضافيا في بعض المجالات.
إن دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في نظام التعليم العام يستوجب توفر دعم متخصص ومناسب لحالة كل طفل. ومن أهم أهداف عملية الدمج توفير أكبر قدر من المشاركة في الأنشطة المختلفة داخل الفصل الدراسي أكاديمية كانت أو اجتماعية مما يتطلب مساعدة متخصصة لتعظيم استفادة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من منظومة الدمج بتوفير معلمة (أو معلم) متخصصة تسمى مُعَلِّمَةُ الظل. فكيف يتم توفير هذه المساعدة؟ ومن هي «مُعَلِّمَةُ الظل» وما هي أدوارها مع الطفل ذي الاحتياج الخاص؟ وكيف يتم دعم وجودها مع الطفل؟
تحدث إلى «صحتك» الدكتور وائل عبد الخالق الدكروري رئيس قسم اضطرابات التواصل بمجمع عيادات العناية النفسية بالرياض والأستاذ المساعد المتعاون بقسم علاج اضطرابات النطق واللغة والسمع بكلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الملك سعود بالرياض وهو الاستشاري لمركز أبحاث التوحد بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، وقد قمنا باستشارته في هذا الموضوع بصفته حاصلا على البورد الأميركي في علاج أمراض النطق واللغة وزمالة الجمعية الأميركية للنطق والسمع – فأيد مناقشة هذا الموضوع الحساس الذي أضحى قضية الساعة بمناسبة بداية العام الدراسي.
أوضح الدكتور وائل أن برامج الدمج، تواجه بالفعل صعوبات تتمثل في أن الطفل ذا الاحتياج الخاص يتطلب دعما يفوق بكثير باقي الأطفال في الفصل الدراسي وهو ما يأخذ الكثير من الوقت والجهد من المعلمة ويكون ذلك على حساب باقي الأطفال داخل الفصل الدراسي كما يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن معلمة الفصل قد لا يتوفر لديها التدريب اللازم والخبرة الكافية للعمل مع طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة!

«مُعَلِّمَةُ الظل»
أوضح الدكتور وائل الدكروري أن (مُعَلِّمَ- مُعَلِّمَةَ الظل) (Shadow Teacher) مصطلح يُطلق على المساعدة التعليمية التي تعمل بشكل فردي مع الطفل ذي الاحتياج الخاص طوال اليوم المدرسي وخلال سنواته الأولى في المدرسة وذلك من خلال إدارة احتياجات ذلك الطفل الأكاديمية أو السلوكية أو الاجتماعية أو التواصلية. وهذا يعني ضرورة وجود تدريب متخصص لمعلمة الظل يؤهلها لفهم احتياجات الطفل لتتمكن من تقديم الدعم المرجو منها. إن توفير معلمة الظل المتخصصة يسمح بأن تكون عملية الدمج ذات فاعلية أكبر لضمان تقديم ما يحتاجه الطفل من دعم داخل منظومة التعليم العام. وفي الغالب، يتم تعيين معلمة الظل من قبل الأسرة لضمان تقديم الدعم الكافي لطفلهم في البيئة الصَّفِّيَّة بالمدرسة وللتقليل من تأثير الصعوبات التي قد يواجهها الطفل على مستوى التواصل والتفاعل الاجتماعي والمشاكل السلوكية على اختلاف أنواعها بالإضافة لصعوبات التعلم.
وللقيام بهذه المهمة يستوجب على معلمة الظل، الدراية الكافية بطبيعة الطفل ذي الاحتياج الخاص ومستوى تطوره ونمط الصعوبات التي يواجهها وبذلك تتمكن من تنمية مهارات التفاعل والتواصل مع أقرانه داخل الفصل بالإضافة لتشجيع الطفل على المشاركة الفاعلة مع المعلمة الأساسية في الفصل مثل (طلب المساعدة، الانتباه للتعليمات المختلفة، التجاوب مع الأنشطة، الإجابة على الأسئلة...الخ) وغيرها من تفاصيل المشاركات داخل الصف الدراسي. إن دور معلمة الظل سوف يبرز هنا، بالتأكيد، في إدارة احتياجات هؤلاء الأطفال وتقديم الدعم الذي يحتاجونه خلال الأنشطة المختلفة في اليوم الدراسي على اختلاف احتياجاتهم التواصلية والسلوكية والأكاديمية.

أدوار «مُعَلِّمَةُ الظل»
أفاد الدكتور وائل الدكروري بأن لـ«مُعَلِّمَةُ الظل» أدوارا مهمة تتمحور جميعها في توفير أكبر قدر من المشاركة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في الأنشطة المدرسية واستفادتهم من منظومة الدمج، ومن ذلك:
- الحفاظ على سلامة الطفل داخل البيئة التعليمية
- ملاحظة سلوك الطفل
- إتباع قواعد المدرسة
- إعطاء الطفل النموذج الجيد- المرغوب أثناء التفاعل
- التواصل مع الأسرة بشكل دائم وعمل تقارير دورية تتضمن النجاحات والتحديات وأي مشاكل سلوكية أو صعوبات
- التشجيع على التفاعل داخل البيئة التعليمية سواء أثناء الأنشطة التعليمية أو خلال التفاعل الحر مع الزملاء
- مساعدة الطفل على تنمية مهارات الثقة بالنفس
- مساعدة الطفل على التفاعل مع الأطفال الآخرين وملاحظة نمط التواصل والتفاعل الاجتماعي لديه.
ويسمح وجود مُعَلِّمَةُ الظل بإمكانية نجاح الطفل داخل منظومة التعليم العام على الرغم من وجود صعوبات على مستوى واحد أو أكثر وهو ما يُمَكِّن الطفل ذا الاحتياج الخاص من تنمية مهاراته الاجتماعية والتواصلية بشكل أفضل مما يعكس ذلك على أدائه الأكاديمي. ويساعد وجود مُعَلِّمَةُ الظل على تنمية الشعور بالثقة بالنفس والذي يرتبط بكل خبرة نجاح يحققها الطفل، والتركيز على الإيجابيات ونقاط القوة عند الطفل ذي الاحتياج الخاص مما ينعكس على تقبل البيئة التعليمية بكامل عناصرها للطفل. وكذلك المساعدة على تعميم وممارسة المهارات التي يكتسبها الطفل أثناء العلاج المتخصص مثل علاج اضطرابات النطق واللغة وتطبيقها على نطاق أوسع وهو ما يتم من خلال توجيهات وإشراف الأخصائيين.
وقال د. وائل الدكروري بأنه لتحقيق أقصى مستوى استفادة من وجود معلمة الظل مع الطفل ذي الاحتياج الخاص داخل منظومة الدمج بالتعليم العام يجب توفر ما يلي: إجراء تقييمات شاملة متخصصة للطفل حتى يتم تحديد احتياجاته بناء على مستوى تطوره وتحديد أولويات البرنامج ونمط المساعدة. ثم تقديم المساعدة المتخصصة لمعلمة الظل من قبل الأخصائيين وتدريبها على كيفية وآلية تقديم الدعم للطفل داخل الفصل الدراسي وأثناء الأنشطة المختلفة. وكذلك التركيز على ضرورة السماح للطفل بأداء بعض المهام بأقل مستوى ممكن من المساعدة للزيادة من مستوى الاستقلالية والتقليل من الاعتمادية التي قد تنشأ عند استمرار تقديم الدعم بشكل مستمر بدون وجود خطة واضحة للتشجيع على القيام بمهام جديدة بدون تقديم مساعدة من معلمة الظل. وأخيرا إجراء اجتماعات دورية بين معلمة الظل والمعلمة الأساسية بالفصل الدراسي بهدف التنسيق حول احتياجات الطفل وكيفية الوصول إلى أفضل مستوى ممكن وكيفية تشجيع الطفل على المشاركة بشكل أكبر وأكثر فاعلية.

خبرات عملية
أضاف الدكتور وائل الدكروري أنه من خلال الممارسة الإكلينيكية، يمكن القول بأنه يوجد قدر كبير من التفاوت في ردود أفعال أولياء أمور الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة حول مُعَلِّمَةُ الظل، ويتفاوت ذلك بين الرضاء الكامل والدور الفعال والهام وبين عدم الرضاء بل ووصمه بعدم الفاعلية والجدوى!
ومن وجهة نظره الخاصة، يقول الدكتور وائل بإن نجاح مُعَلِّمَةُ الظل يعتمد على عاملين، أولهما يكون من ناحية مُعَلِّمَةُ الظل نفسها ويتمثل ذلك في عنصرين أساسيين: مستوى تدريب معلمة الظل وقدرتها على فهم احتياجات الطفل بالإضافة لضرورة توفر الصبر والمثابرة والإصرار على النجاح مع الطفل.
أما العامل الثاني فيتمثل في البيئة الداعمة بكل مستوياتها سواء على مستوى منظومة التعليم التي يجب أن تساعد مُعَلِّمَةُ الظل على القيام بدورها كمكون أساسي في عملية الدمج، كما يتضمن دعم فريق العمل من الاختصاصيين المحيطين بالطفل وقدرتهم على إمداد مُعَلِّمَةُ الظل بالأدوات والاستراتيجيات المناسبة ليستطيع الطفل الوصول لأفضل معدل أداء ممكن ضمن حدود إمكانياته.
-استشاري طب المجتمع



22 عالماً وباحثاً يحصدون جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي «الثالثة»

جانب من الحضور
جانب من الحضور
TT

22 عالماً وباحثاً يحصدون جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي «الثالثة»

جانب من الحضور
جانب من الحضور

تُختتم في العاصمة الإماراتية، أبوظبي، مساء الخميس 12 ديسمبر (كانون الأول)، أعمال مؤتمر جائزة الشيخ زايد العالمية بعنوان «المؤتمر الدولي للطب التقليدي والتكميلي ودوره في مستقبل الرعاية الصحية»، بالإعلان عن الفائزين بالجائزة في دورتها الثالثة، وذلك بعد 3 أيام حافلة بالمناقشات العلمية العميقة وعروض الدراسات المبتكرة، التي تركزت جميعها على دور الطب التقليدي والتكميلي في تعزيز الرعاية الصحية الشاملة والمستدامة.

جائزة الشيخ زايد العالمية

في حفل بهيج ومتميز وبمشاركة نخبة من العلماء والباحثين والخبراء من مختلف أنحاء العالم، تم توزيع جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي (TCAM)، التي جاءت كإشادة بالجهود العالمية المتميزة في هذا المجال، مسلطة الضوء على إنجازات الأفراد والمؤسسات التي ساهمت في تطوير الطب التقليدي والتكميلي ودمجه مع الممارسات الصحية الحديثة.

تُعد هذه الجائزة منصة عالمية تهدف إلى تعزيز أهمية الطب التقليدي والتكميلي ودوره المستقبلي في النظم الصحية. تم توزيع الجوائز على الفائزين في 5 فئات رئيسية، وهي:

- الباحثون: تكريم للأبحاث التي أحدثت فرقاً ملموساً في تطوير العلاجات التقليدية والتكميلية.

- الأكاديميون: الذين ساهموا في تعليم وتطوير الطب التقليدي والتكميلي عبر برامج تدريبية مبتكرة.

- الممارسون المرخصون: تقديراً لجهودهم في تقديم رعاية طبية آمنة وفعّالة.

- الشركات المصنعة: التي ساهمت في تطوير منتجات عشبية ومكملات غذائية مستدامة وآمنة.

- الهيئات الإعلامية: التي ساهمت في نشر الوعي الصحي بأسلوب فعال ملهم ومؤثر.

أكدت الجائزة على أهمية الابتكار والبحث العلمي في تعزيز التكامل بين الطب التقليدي والحديث، مما يعكس رؤية القيادة في تحقيق مستقبل صحي أكثر استدامة.

جانب من الحضور

أبرز الدراسات في المؤتمر

في إطار التطور العالمي المتسارع في الطب التقليدي والتكميلي، تبرز الدراسات العلمية كأداة رئيسية لفهم أثر هذا المجال في تحسين الرعاية الصحية. يعكس هذا الاهتمام الدولي أهمية الطب التقليدي والتكميلي كجزء من النظم الصحية المتكاملة.

فيما يلي، نستعرض مجموعة من الدراسات العلمية المتنوعة التي نوقشت في المؤتمر والتي تقدم رؤى عميقة حول التطبيقات السريرية والفوائد الصحية للطب التقليدي والتكميلي:

* تقنية النانو في تحسين الأدوية الطبيعية. استعرض الأستاذ الدكتور شاكر موسى، وهو زميل الكلية الأميركية لأمراض القلب والكيمياء الحيوية وزميل الأكاديمية الوطنية للمخترعين، في دراسته التي قدمها في المؤتمر، الدور الرائد لتقنية النانو في تحسين فاعلية الأدوية الطبيعية وتطوير المستحضرات الصيدلانية. أوضح أن خصائص تقنية النانو في الطب تتمثل في تصميم جزيئات دقيقة جداً (تتراوح بين 1-100 نانومتر)، مما يمنحها خصائص فريدة، مثل:

- القدرة على استهداف المناطق المصابة بدقة: بفضل صغر حجم الجسيمات النانوية، يمكنها التغلغل بسهولة في الخلايا والأوعية الدقيقة.

- التفاعل الحيوي العالي: تمتاز الجسيمات النانوية بقدرتها على تحسين امتصاص الأدوية الطبيعية في الجسم، مما يزيد من فاعليتها.

- التخصيص الدقيق: تتيح هذه التقنية تصميم مستحضرات طبية يمكنها التفاعل مع مستقبلات محددة على سطح الخلايا المريضة فقط.

أوضح الدكتور موسى كيف يمكن لتقنية النانو تعزيز كفاءة الأدوية الطبيعية من خلال:

- زيادة الامتصاص الحيوي: تعمل الجسيمات النانوية على تحسين امتصاص المركبات الطبيعية مثل الكركمين والبوليفينول، والتي عادةً ما يتم امتصاصها بصعوبة في الجهاز الهضمي.

- تقليل الجرعات العلاجية: من خلال إيصال الدواء مباشرة إلى الأنسجة المستهدفة، يمكن تقليل الجرعات المستخدمة، وبالتالي تقليل السمية والآثار الجانبية.

- تعزيز فاعلية الأدوية المضادة للأمراض المزمنة: أظهرت الدراسة أن تقنية النانو قادرة على تحسين العلاجات الطبيعية المستخدمة لمكافحة السرطان وأمراض القلب، مما يتيح تأثيراً أكبر بجرعات أقل.

وأشارت الدراسة إلى أن أحد أهم فوائد تقنية النانو، الحد من الأضرار التي تلحق بالخلايا السليمة أثناء العلاج. على سبيل المثال:

- في العلاج الكيميائي التقليدي، يعاني المرضى عادة من تأثير الأدوية على الخلايا السليمة.

- باستخدام تقنية النانو، يمكن تصميم جزيئات تستهدف فقط الخلايا السرطانية، مما يقلل من الآثار الجانبية ويزيد من راحة المرضى.

واختتم الدكتور موسى محاضرته بتوصيات هامة:

- زيادة الاستثمار: دعا إلى تعزيز الاستثمار في أبحاث تقنية النانو وتطوير مختبرات متخصصة.

- التعاون الدولي: أشار إلى أهمية تعزيز التعاون بين الجامعات ومراكز الأبحاث لتسريع تطوير العلاجات الطبيعية المعتمدة على تقنية النانو.

- التنظيم والتشريعات: شدد على ضرورة وضع لوائح تنظيمية واضحة لضمان سلامة وفاعلية الأدوية المعتمدة على تقنية النانو.

علاج الغرغرينا السكرية بالأعشاب

* علاج الغرغرينا السكرية بالأدوية العشبية وباستخدام العلق الطبي. استعرض البروفيسور س. م. عارف زيدي تجربة سريرية مبتكرة لعلاج الغرغرينا السكرية، وهي حالة شائعة لدى مرضى السكري تتطلب في كثير من الأحيان بتر الأطراف. ركزت الدراسة على استخدام مستخلصات عشبية مثل النيم، المعروفة بخصائصها المضادة للميكروبات، مع العلاج بالعلق الطبي، وهو أسلوب يستخدم العلق لتحسين الدورة الدموية بفضل اللعاب الخاص الذي يحتوي على مضادات تخثر وإنزيمات تساعد في تنظيف الجروح وتحفيز الشفاء. أظهرت النتائج شفاءً كاملاً لمريضة خلال 3 أشهر، مع تحسن ملحوظ في الحالة الصحية العامة وتقليل الألم والالتهابات. وخلصت الدراسة إلى أن هذا النهج يمكن أن يكون بديلاً فعالاً للعمليات الجراحية، ويوفر حلاً منخفض التكلفة مقارنة بالإجراءات التقليدية.

الرياضة والتدليك

* تمارين رياضية لتقوية عضلات قاع الحوض لعلاج سلس البول. استعرضت الدكتورة عائشة بروين فاعلية تمارين تقوية عضلات قاع الحوض كعلاج طبيعي لسلس البول لدى النساء. ركزت الدراسة على مجموعة من التمارين المستهدفة التي تهدف إلى تحسين مرونة وقوة العضلات الداعمة للمثانة. أظهرت الدراسة أن النساء اللواتي التزمن بالتمارين سجلن تحسناً ملحوظاً في تقليل تسرُّب البول وتحسين جودة حياتهن. كما أكدت أن هذه التمارين تعد خياراً آمناً وغير جراحي، يناسب النساء من مختلف الأعمار. وأوصت الدراسة بتطوير برامج تدريبية على مستوى المراكز الصحية لتوعية النساء بفاعلية هذه التمارين، مع توفير الإرشادات اللازمة لضمان تطبيقها بطريقة صحيحة.

* تقنيات العلاج التدبيري للاضطرابات العضلية الهيكلية. قدم الدكتور محمد أنور دراسة حول استخدام الحجامة والتدليك في علاج الاضطرابات العضلية الهيكلية، مثل التهاب المفاصل وآلام أسفل الظهر. تضمنت الدراسة تحليلاً لنتائج المرضى الذين تلقوا العلاج بالحجامة والتدليك إلى جانب العلاج الطبيعي الحديث. أظهرت النتائج انخفاضاً كبيراً في مستويات الألم وتحسناً في حركة المفاصل، مما أدى إلى تقليل الاعتماد على الأدوية المسكنة التي قد تسبب آثاراً جانبية طويلة الأمد. وأوصى الدكتور أنور بدمج هذه العلاجات التقليدية مع الأساليب الحديثة، مشيراً إلى أن مثل هذا التكامل يمكن أن يحقق فوائد علاجية أكبر ويعزز من راحة المرضى ويقلل من تكلفة الرعاية الصحية.

العجوة غذاء ودواء

* القيمة الغذائية والدوائية لتمر العجوة. قدمت الأستاذة الدكتورة سعاد خليل الجاعوني دراسة متعمقة حول الخصائص الغذائية والطبية لتمر العجوة، أحد أبرز أنواع التمور في العالم الإسلامي. ركزت الدراسة على التحليل الكيميائي لمكونات العجوة التي تشمل نسباً عالية من الفيتامينات مثل B1 وB2، والمعادن كالبوتاسيوم والمغنسيوم، والألياف الغذائية التي تعزز صحة الجهاز الهضمي. أوضحت الدكتورة سعاد الجاعوني أن تمر العجوة يحتوي على مضادات أكسدة قوية مثل البوليفينولات، التي تعمل على مكافحة الجذور الحرة، مما يحمي الخلايا من التلف ويقلل من الالتهابات المرتبطة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب. كما سلطت الدراسة الضوء على فاعلية العجوة في تعزيز صحة الكبد؛ حيث أظهرت التجارب المخبرية أن مستخلصات التمر تعمل على تخفيف التهابات الكبد وتقليل تراكم الدهون عليه. وأوصت باستخدام تمر العجوة في الصناعات الغذائية والدوائية لتطوير مكملات غذائية ومستحضرات علاجية طبيعية تهدف إلى تعزيز المناعة وتحسين الصحة العامة.

* دمج المعرفة التقليدية مع الممارسات الحديثة. قدمت الدكتورة آمي ستيل نموذجاً مبتكراً لدمج المعرفة التقليدية مع الطب الحديث. ركزت على تطوير إطار عمل يعتمد على استخدام النصوص والممارسات التقليدية كأساس لتصميم بروتوكولات علاجية حديثة. أظهرت الدراسة أن تكامل الطب التقليدي مع الطب الحديث يمكن أن يعزز فاعلية العلاجات ويقلل من الآثار الجانبية، مع التركيز على أهمية التوثيق العلمي للمعرفة التقليدية لتصبح مقبولةً في الأوساط الطبية العالمية. وأوصت الباحثة بتشجيع التعاون بين ممارسي الطب التقليدي والحديث، وإطلاق مشاريع بحثية مشتركة لاستكشاف الفوائد العلاجية لممارسات الطب التقليدي.

* مخاطر الغش في المنتجات العشبية. حذّر الأستاذ الدكتور محمد كامل من المخاطر الصحية الناجمة عن الغش في المنتجات العشبية؛ حيث يتم أحياناً إضافة مركبات دوائية غير معلن عنها مثل السيلدينافيل، المستخدم في علاج ضعف الانتصاب، والفلوكستين، المستخدم كمضاد للاكتئاب، إلى بعض المنتجات العشبية. سلطت الدراسة الضوء على الآثار الجانبية الخطيرة لهذه الإضافات، مثل ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات الجهاز العصبي، خاصة عند تناولها دون وصفة طبية. وأوصى الدكتور كامل بضرورة تعزيز آليات الرقابة على المنتجات العشبية، وإلزام الشركات المصنعة بالإفصاح الكامل عن جميع المكونات لضمان سلامة المستهلكين، مع زيادة الوعي بين الأفراد حول شراء المنتجات من مصادر موثوقة.

تحديات وفرص الطب التقليدي والتكميلي

رغم الإنجازات الكبيرة التي حققها الطب التقليدي والتكميلي، يواجه هذا المجال تحديات كبيرة، مثل:

نقص الأدلة السريرية: الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتوثيق الفوائد والآثار الجانبية.

التشريعات الموحدة: لضمان سلامة وجودة المنتجات العشبية.

التكامل مع الطب الحديث: تعزيز التعاون بين الممارسين والعلماء من مختلف الأنظمة الطبية.

واختتم المؤتمر الدولي للطب التقليدي والتكميلي أعماله بعد رحلة علمية مميزة أثرت النقاشات العالمية حول هذا المجال الواعد. من خلال الأبحاث والعروض التقديمية. وتم تسليط الضوء على الإمكانيات الكبيرة للطب التقليدي في تعزيز الرعاية الصحية الشاملة.

تُبرز هذه الفعالية أهمية تعزيز التعاون الدولي وتطوير التشريعات والبحوث لضمان استفادة البشرية من هذا التراث الطبي الغني، مما يمهد الطريق لمستقبل صحي أكثر استدامة.