الصناعات الحربية الإسرائيلية تكشف قدرتها على إسقاط «درون» سالمة وإعادتها للتجسس

الصناعات الحربية الإسرائيلية تكشف قدرتها  على إسقاط «درون» سالمة وإعادتها للتجسس
TT

الصناعات الحربية الإسرائيلية تكشف قدرتها على إسقاط «درون» سالمة وإعادتها للتجسس

الصناعات الحربية الإسرائيلية تكشف قدرتها  على إسقاط «درون» سالمة وإعادتها للتجسس

كشفت شركة الصناعات الحربية الإسرائيلية، أمس الأربعاء، عن تكنولوجيا جديدة تتيح لها أن تتحكم بحركة «درون» (طائرة مسيرة)، والسيطرة على أجهزتها من بعيد، ومن ثم إسقاطها سالمة في أراضيها حتى لو كانت مفخخة، بغرض سحب فتيلها وفحصها والتعرف على ما تحمله من أسرار، وإن احتاجت فإنها قادرة على إعادة استخدام هذه «الدرون»، لتنفيذ عمليات تجسس ضد من أرسلوها إليها.
وقال مدير دائرة التطوير في شركة «سكاي لوك»، أساف لايبوبتش، الذي تعمل شركته مع شركة التجسس الإسرائيلية العالمية «NSO»، إن المنظومة التي جرى تطويرها في مؤسسته، قادرة على التقاط مسار تحرك الطائرات المسيّرة المعادية، وهي على مسافة 3.5 كيلومتر، والتحكم فيها وشفطها إلى إسرائيل. وإذا فكر العدو في إغراق الأجواء الإسرائيلية بهذه «الدرونات» فإن التكنولوجيا الجديدة قادرة على التحكم بنحو 200 طائرة منها في آن واحد، والتفرغ لإسقاط بقية الطائرات المسيّرة بالوسائل القديمة.
وتابع لايبوبتش بشرح امتيازات هذه التكنولوجيا، فقال إن السيطرة على هذه «الدرونات» تبدأ بعملية تشويش الاتصال بين الطائرة المسيّرة ومن يقوم بتفعيلها، حتى تلغيه تماماً، ومن ثم تتم السيطرة عليها وإسقاطها بهدوء، وبدء عملية فحصها وكشف أسرارها. وقد أجريت على هذه المنظومة تجارب عدة ناجحة انتهت قبل شهرين.
وأشار تقرير للموقع الإلكتروني لصحيفة «هآرتس» العبرية، أمس، إلى أن هذه التكنولوجيا الحديثة باتت موضوع تنافس بين الشركات الإسرائيلية ذات الشأن، وتمكنت منها شركة «إلبيت معرخوت»، التابعة للصناعات العسكرية الإسرائيلية، وقد أطلقت عليها اسم «درون دوم»، والفرق أن هذه الشركة طورت جهازاً يمكن تثبيته في قاعدة ثابتة يمكن تركيبها على سيارة، ويمكن أن يحملها جندي على كتفه. ويحتوي الجهاز على آلية تحكم من بعد، تهتدي إلى فتيل العبوة المتفجرة ومنع الطائرة الانتحارية من تفجير نفسها، وجعلها تهبط في الأراضي الإسرائيلية من دون أن تحدث أي ضرر.
يذكر أن الناطق السابق بلسان الجيش الإسرائيلي، رونين منليس، كان قد تحدث في نهاية الأسبوع الماضي، عن هذه التكنولوجيا من دون إعطاء تفاصيل. فقال إن قوات الجيش تمكنت، في الشهر الجاري، من عرقلة محاولتين إيرانيتين لتنفيذ عملية اختراق للحدود الإسرائيلية بواسطة طائرتين مسيرتين، ولكنه رفض الإفصاح عن الطريقة التي اتبعوها.
من جهة ثانية، كشف موقع «واي نت» الإخباري، التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن شركة السايبر الهجومية الإسرائيلية «NSO» طورت تكنولوجيا تتيح السيطرة على طائرات مسيّرة «معادية». وقال إن هذه الشركة، المعروفة كمسوقة لبرامج التجسس على الهواتف الجوالة، قادرة على التجسس على الطائرات المسيرة، وسحب المعلومات التي تخزنها، من دون أن يلاحظ ذلك من يقومون بتفعيلها. وهي تعتمد في ذلك على منظومات تشويش الاتصال التي تستطيع عزل العدو الذي يشغل الطائرة، ومن ثم إبعادها عن الهدف الذي جاءت من أجله، والسيطرة على مسارها والتحكم بحركتها، وجعلها تهبط بهدوء في المكان الذي تريده إسرائيل.
وقال لايبوبتش إن الدافع لإنتاج هذه التكنولوجيا يكمن في الأخطار التي باتت تهدد أمن الدول بسبب ظاهرة «الدرونات». وقال: «إن شركات تجارية ومنظمات حكومية كثيرة في إسرائيل والعالم، باتت تدرك أن هناك خطراً ملموساً على أمنها، من جراء استخدام الطائرات المسيّرة المعادية. فاليوم بات بمقدور أي تنظيم إرهابي أن يستخدم «الدرون» ويحمّلها المتفجرات، ويرسلها للانتحار وترك كمية هائلة من الدمار. فيلقيها مثلاً على مهرجان موسيقي أو اجتماع شعبي أو مباراة كرة قدم أو أي حدث جماهيري آخر». وأكد أن مصلحة السجون الإسرائيلية ومثيلاتها في دول الغرب عبرت عن قلقها من خطر تهريب أسلحة ومخدرات وهواتف جوالة من الجو، بواسطة طائرات كهذه. وأن شركات الطيران تخشى هي أيضًا من تشويش عليها في الجو بواسطة «الدرون». وأن الشركات التي تعمل على حماية حقول النفط والمنصات البحرية للتنقيب عن النفط أو الغاز، تخشى هي أيضاً من سلاح «الدرون» الفتاك.
وذكَّر لايبوبتش بما نشر قبل شهرين في تل أبيب، كشف فيه النقاب عن صورة لأحد حراس رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وهو يحمل رشاشاً غريباً، اتضح لاحقاً أنه سلاح خاص لمواجهة خطر تنفيذ محاولة اغتيال ضد رئيس الحكومة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.