القضاء التونسي يحقق مع 4 مرشحين للانتخابات الرئاسية بـ«تهمة التزوير»

TT

القضاء التونسي يحقق مع 4 مرشحين للانتخابات الرئاسية بـ«تهمة التزوير»

استدعى القضاء التونسي 4 مرشحين للانتخابات الرئاسية، المقررة في 15 سبتمبر (أيلول) المقبل، وجرى عرضهم على قاضي التحقيق بتهمة تزوير تزكيات الناخبين لقبول ملفات ترشحهم للرئاسية التونسية، وهو ما قد يعرضهم لعقوبات قد تصل إلى السجن النافذ.
وأكدت مصادر قضائية أن التحقيق شمل ناجي جلول القيادي السابق في حزب «النداء»، وعبيد البريكي رئيس حزب «تونس إلى الأمام»، ومحسن مرزوق رئيس «حركة مشروع تونس»، وحمة الهمامي القيادي اليساري رئيس حزب «العمال».
وكانت النيابة العامة قد فتحت قبل يومين تحقيقاً بحق لطفي المرايحي، رئيس حزب «الاتحاد الشعبي الجمهوري» المرشح للانتخابات الرئاسية، والمنسق الجهوي لحملة الانتخابية الرئاسية بمدينة المنستير (وسط شرقي)، بسبب التزكيات المزورة (نحو 11 شكوى قدمت في هذا الشأن)، ووجهت لهما «تهمة التزوير والإدلاء بشهائد زائفة في إطار الانتخابات، وإحالة معطيات شخصية لتحقيق منفعة شخصية أو لفائدة الغير».
وكان لطفي المرايحي، المرشح للانتخابات الرئاسية، قد تقدم بملف يتضمن 12 ألفاً و855 تزكية من ناخبين تونسيين يتوزعون على 10 دوائر انتخابية، حسبما ينص على ذلك القانون الانتخابي التونسي.
على صعيد متصل، دعا ياسين إبراهيم، قيادي حزب «آفاق تونس»، المرشحة عبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر، ومهدي جمعة رئيس حزب البديل التونسي، ومحسن مرزوق رئيس «حركة مشروع تونس»، للانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية لصالح عبد الكريم الزبيدي، في مواجهة «الإسلام السياسي والمرشحين الثوريين والشعبويين» على حد قوله.
وأوضح إبراهيم أن المرشح مهدي جمعة «ليست له حظوظ كبيرة للفوز، مقارنة بالأسماء الأخرى المشاركة في التنافس الرئاسي، والمرشحة عبير موسي هي الأخرى لا تحظى بشعبية كبرى، كما أن حظوظ مرور بقية المترشحين إلى الدور الثاني تبقى ضئيلة، وهو ما قد يسمح لمرشحين آخرين بالفوز في ظل تشتت أصوات الناخبين».
في سياق متصل، أصدرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أمس، قراراً بإزالة عدد من اللوحات الإشهارية المرتبطة بقضية رجل الأعمال نبيل القروي، المترشح للانتخابات الرئاسية المبكرة، والمودع منذ يوم 23 أغسطس (آب) الحالي سجن العاصمة على خلفية شبهة تبييض الأموال والتهرب الضريبي.
وجرى قبل أيام وضع معلقات إشهارية عدة في عدد من طرقات العاصمة التونسية، تدعم القروي دون إذن من هيئة الانتخابات أو السلطات الجهوية، كتبت عليها عبارة: «السجن لا يوقفنا... وموعدنا 15 سبتمبر»، موعد الانتخابات الرئاسية في تونس، وذلك في إشارة إلى تواصل الحملة الإعلامية القوية التي رافقت إيقاف القروي وإيداعه السجن.
من ناحيتها؛ أكدت حسناء بن سليمان، المتحدثة باسم هيئة الانتخابات، أن هذه اللوحات الإشهارية المعلقة «تؤثر على قرار الناخبين، وهي مخالفة لضوابط الفترة الانتخابية، ولذلك لجأت الهيئة لقوات الأمن لإزالتها»، مبرزة أن هيئة الانتخابات تعهدت في المقابل باحترام القانون الانتخابي بخصوص استمرار القروي في السباق الانتخابي، وأوضحت أنه لا يزال مرشحاً لرئاسة تونس في انتظار صدور حكم قضائي نهائي بشأنه.
وكانت قيادات سياسية من حزب «قلب تونس»، الذي يترأسه نبيل القروي، قد هددت بعرض ملف القضية على أنظار هيئات قضائية دولية، متهمة القضاء التونسي بخرق القانون عند تنفيذ مذكرة إيداع القروي السجن.
وفي السياق ذاته، أكدت سميرة الشواشي، المتحدثة باسم «قلب تونس»، أن افتتاح الحملة الانتخابية لنبيل القروي سيكون في موعده المحدد، أي 2 سبتمبر المقبل، وأن القروي هو مرشحهم لرئاسة تونس، على حد تعبيرها.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.